كشف حساب

الصحافة الورقية والتهويل

عاطف زيدان
عاطف زيدان

اتعجب من تهويل البعض، وتسابقهم لاعلان وفاة صاحبة الجلالة ـ الصحافة ـ قبل الاوان، دون تقديم اسانيد علمية او قياسات ودراسات مقارنة، تؤكد ذلك. فالقياسات والدراسات العلمية والاحصائية فى الدول المتقدمة، تستبعد تماما الوفاة المزعومة، رغم اقرارها بالتاثير السلبى للرقمنة على معدلات توزيع وحجم ايرادات الصحف الورقية. فقد تبين مثلا ان أكبر 5 صحف فى الولايات المتحدة بينها شركة نيويورك تايمز المصدرة لصحيفة نيوريورك تايمزالشهيرة، وشركة «جانيت» المصدرة لصحيفة «يو إس تو داي»، تعتمد على الديجيتال فى إيراداتها بنسبة 35% فقط بينما تساهم الاصدارات المطبوعة بنسبة 65%.وتؤكد دراسة فازت بجائزة مؤتمر الصحافة العالمية فى 2016، أن المصادر الرقمية تسهم فى المتوسط بنسبة 22٪ فقط من إجمالى إيرادات الصحف. وتستبعد تماما اندثار الصحف الورقية على المدى القريب والمتوسط بل والبعيد.
اذا كان هذا هو وضع الصحافة المطبوعة والديجيتال فى الدول المتقدمة فماهو الوضع لدينا ؟ ولماذا التهويل حول الازمة ؟ الحقيقة المرة التى يتناساها البعض، ان رواج الصحف بشكل عام يرتبط بنوع المحتوى. مما يؤكد ان تراجع توزيع الصحف الورقية ليس بسبب وجود المواقع الالكترونية والسوشيال ميديا، رغم تاثير تلك المنصات، وانما لاسباب ترتبط بالمحتوى ومدى تلبيته لاحتياجات القراء. اما عن التلويح بورقة الدعم الحكومى ـ عمال على بطال ـ فمثل هذا الدعم الذى يقدم للاعلام الرسمى او القومى، موجود ومعترف به فى كل دول العالم المتقدم والنامى. لدرجة ان هناك مؤسسات شهيرة تعتمد بشكل كامل على الدعم الحكومى. والثمن هو قيام تلك المؤسسات بتبنى سياسات الدول التى تمثلها والدفاع عن مواقفها ازاء الاحداث المختلفة. وهو مايجب ان يتم بشكل طبيعى دون من او اذى مع ماسبيرو بكل قنواته والمؤسسات الصحفية القومية. اخلص من كل ذلك إلى ضرورة تطوير الاعلام الرسمى بكل انواعه وان يكون الكل على ثقة ان صاحبة الجلالة لن تموت ابدا.