قديماً في زمن التداوي بكل ما هو من خير الطبيعة؛ كانت الجدات يحرصن بمجرد علمهن بزيارة الأحفاد لقضاء أجازة المدارس، على شراء «الشيح» وتجهيز دورق مثلج منه لتناول أحفادها كوب يوميا على الريق بغرض التخلص من أي أمراض تصيب الجهاز الهضمي وخصوصا الديدان المعوية.
وبسبب مذاقه المر كان يتهرب الأحفاد من تناوله، لكن لا مفر فكانت تنصحهم الجدة بشرب الكوب مرة واحدة وتناول قطعة من الجبن المملح بعده.
فما هي الفائدة التي تعود على الأطفال من هذا المشروب؟، أوضحت المهندسة رقية حسن، أخصائية علوم وتكنولوجيا الأغذية، أن «ديدان البطن» أو طفيليات الجهاز الهضمي، من أهم الأسباب الشائعة لنقص المناعة، وبالتالي يكون الجسم أكثر عرضه للإصابة بالأمراض المختلفة.
أثبتت الأبحاث لاحقا أن «الشيح» يحتوي على مركب «السانتوين» المطهر القوي للمعدة والذي يدخل في كثير من الصناعات الطبية، فهو يعالج معظم مشاكل الجهاز الهضمي، كعسر الهضم، والإمساك، والإسهال، والمغص، والتقيؤ، والغثيان، والانتفاخ، ويطرد الديدان المعوية.
وصفة طبية
وللتخلص من هذه الديدان والطفيليات، تنصح رقية بغلي ملعقة من أعشاب «الشيح الخرصاني» في كوب ماء لمده 15 دقيقة على نار هادئة، ثم يترك ليبرد ويصفي ويشرب ربع كوب صغير على مرة واحدة لمدة 3 أيام متتالية، وللوقاية يتم أخذ ملعقة كبيره من هذا المشروب مره كل أسبوع.
فوائد أخرى
«الشيح» هو أحد النباتات العطرية البرية التي تتميز برائحة قوية والتي تستخدم في نطاق واسع في العديد من المجالات، وله كثير من الفوائد الهامة للجسم.
يعد الشيح من أقوى مضادات الأكسدة لذلك فهو يحمي من السرطان ويؤخر علامات التقدم في السن والشيخوخة ويقوي جهاز المناعة ، كما أنه يعالج كل مشاكل الشعر وأهمها التساقط، فضلا عن أنه فاتح للشهية ويساعد على زيادة الوزن للنحاف، ويخفف من تشنجات وألم الدورة الشهرية، ويزيد من معدل الخصوبة.
يعالج أيضا مشاكل الروماتيزم والتهاب المفاصل، وكذلك مشاكل الجلد كالفطريات، ومفيد لمرضى السكر لأنه يخفض معدل السكر، وأخيرا يعتبر من المزيلات الطبيعية العرق لاحتوائه على مركب الثوجون المضاد للجراثيم والذي يتميز برائحة قوية.
طارد للثعابين
وقال خبير النباتات، محمود رمزي، إن «الشيح» من النباتات التي لها دورا كبيرا في طرد الزواحف وأهمها الثعابين، لذلك يحرص البعض على وضعه على أسطح المنازل وعلى النوافذ وزراعته حول المنازل نفسها وخصوصا في المناطق الريفية.
وأوضح محمود طريقة الاحتفاظ بالشيح في المنزل لحين استخدامه، حيث يتم فصل الأوراق عن الساق وتجفيفها جيدا ويخزن في عبوات زجاجية محكمة الغلق.
