فى الصميم

أكبر من المغامرة!!

جـلال عـارف
جـلال عـارف

بالتأكيد.. فإن عملية تهريب امبراطور صناعة السيارات «كارلوس غصن» من مقر احتجازه فى  اليابان هو أكثر من «المغامرة الهوليودية» التى  يقال إنها كانت وراء نجاحه فى  الفرار قبل أن يمثل أمام المحكمة فى  اتهامات تتعلق كلها بالفساد المالى.
وكما كان إلقاء القبض عليه فى  العام الماضى  فى  اليابان مفاجأة من العيار الثقيل، يجىء الهروب المثير ليؤكد إن فى  القصة الكثير مما سيكشف النقاب عنه، وفيها الكثير أيضا مما سيظل فى  دائرة الاسرار!!
الرجل الذى  أنقذ صناعة السيارات اليابانية من خطر إفلاس شركة كبيرة مثل «نيسان» وأعاد لها الحياة ووضعها فى  الصدارة بين كبار العالم فى  هذه الصناعة الحيوية، كان صعبا أن يتم القضاء عليه والإطاحة به بتهم فساد تتعلق ببضعة ملايين من الدولارات لا تمثل شيئا بالنسبة لثرواته!! كان  واضحا من البداية أن هناك صراعا أكبر بين حيتان مالية ومصالح اقتصادية تتم تصفيتها.
وتأتى  قصة الهروب المثير للرجل لكى  تؤكد ذلك. يبدو الامر أكبر من قدرات الزوجة المخلصة، والمجموعة التى  تكفلت بالمهمة «كما قيل» وقامت بتهريبه فى  صندوق للآلات الموسيقية «!!» وسفره بجواز سفر آخر غير الجوازات الثلاثة «اللبنانى  والبرازيلى  والفرنسى» المحتجزة لدى  سلطات التحقيق فى  اليابان.
العملية ـ بالتأكيد ـ بها جهد دول وعمل أجهزة على  أعلى  مستوى. ما عند الرجل من أسرار وما يملكه من علاقات هى  التى  حكمت الموقف. المصالح التى  كانت مستهدفة بضرب «كارلوس غصن» هى  التى  ردت بتهريبه. القصة ـ كما تروى  حتى  الآن ـ تمثل هزيمة للقدرات اليابانية المتفوقة علميا وتكنولوجيا، لكن الأهم أنها خسارة لورقة ضغط هائلة كان يمكن استخدامها من جانب من خططوا لضرب «كارلوس غصن» من أجل مصالح هى  بالتأكيد أكبر وأهم من الخسائر المالية الكبيرة التى  تحملتها شركة «نيسان» وصناعة السيارات اليابانية عامة.
ستكشف الأيام بالتأكيد عن بعض الأسرار، لكن بعضها سيظل طى  الكتمان. سينشغل الجميع بالجانب المثير فى  قصة الهروب، بينما يبقى  صراع الحيتان الاقتصادية والسياسية  ينتظر جولات أخرى!!