حكايات مصرية

قصة الملكة حتشبسوت .. وصول الرحلة الملكية إلى مصر

زاهى حواس
زاهى حواس

يصور لنا معبد الدير البحرى أو معبد الملكة حتشبسوت الذى يقع فى البر الغربى من الأقصر مناظر عودة البعثة الملكية التى أرسلتها الملكة حتشبسوت إلى بلاد بونت وهنا نرى مصورة على الجدار الغربى بالمعبد وخاصة الجزء العلوى منه مناظر شحن السفن الكبيرة بعجائب بونت ونلاحظ الرجال وهم يسيرون على السقالات ويحملون أنواع الأشجار المختلفة ونرى على إحدى السفن ثلاثة من القرود، أحدها جالس القرفصاء وإلى اليمين من هذا المنظر نجد ثلاث سفن ناشرة أشرعتها وجاهزة للإبحار إلى مصر ويذكر النص "الإبحار والوصول فى سلام إلى إبت-سوت" وهو اسم معبد الكرنك.
وقد صور فوق هذا المنظر أهالى بونت الذين قدموا الهدايا للمصريين وهم ينحون رؤوسهم تحية واحتراما لمغادرة السفن. وهنا يظهر منظر للملكة حتشبسوت وهى تقدم للإله آمون المحاصيل والخيرات التى أحضرتها البعثة وهى ممثلة فى صفين، الصف العلوى يوضح مناظر الزراف والأخشاب نادرة والماشية والصف السفلى يصور ثلاثة أنواع من أشجار البخور من بين 31 نوعا ثم نجد صفا مزدوجا أيضا يمثل أشجارا أخرى من البخور وفوقها وزن حلقات الذهب أمام الإله حورس ويظهر كل من الإلهة سشات إلهة الكتابة والإله جحوتى إله الحكمة وهما يقومان بتسجيل كل ما أحضرته البعثة من بلاد بونت ونجد وراء هذا المنظر تحتمس الثالث ممثلا فى وضع ثانوى وهو يقدم البخور لمركب آمون المحمولة بواسطة الكهنة ونرى الملكة وهى تبلغ الإله آمون الجالس على العرش النبأ الرسمى لنجاح البعثة.
وعلى الجدار الشمالى نجد الملكة أيضا وتظهر جالسة على عرشها وهى تعلن نتائج بعثتها إلى 3 من كبار رجال الدولة ويظهر لنا الشخص الأوسط وهو العبقرى المهندس سنموت، النص الذى يصاحبه يذكر لنا العام التاسع الذى عادت فيه البعثة إلى طيبة وتوجه حتشبسوت كلامها إلى آمون وتقول: "لقد جعلت بونت فى حديقته كما أمرنى فى طيبة وهى متسعة بحيث يستطيع أن يتنزه فيها" وبذلك قد انتهت البعثة وتحققت رغبة الملكة فى نقل منتجات بونت للإله. وتعتبر رحلة حتشبسوت هى التصور الثانى لبلاد بونت وخاصة ان لدينا مناظر على المجموعة الهرمية للملك ساحورع فى أبوصير تظهر رحلة الملك إلى هذه البلاد العجيبة والتى كان يوجد فيها أنواع البخور التى كانت تقدم داخل المعابد للآلهة وبذلك فقد حصلت الملكة على رضاء أبيها الإله آمون رع.