«السراج» يستجيب لمخطط إعادة الدولة العثمانية.. ويطلب دعما عسكريا من أردوغان

أردوغان والسراج
أردوغان والسراج

لم يتورع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن شن عدوان على دول عربية وسرقة ثروات دول الجوار؛ طمعا في استعادة نفوذ الدولة العثمانية "رجل أوروبا المريض".

فتحت ذرائع واهية؛ وقع أردوغان، ورئيس حكومة طرابلس فايز السراج، اتفاقيتين إحداهما لترسيم الحدود البحرية في المتوسط والأخرى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري، أواخر نوفمبر الماضي، وبدأت الأطماع التركية تتضح شيئًا فشيئًا.

أردوغان والذي سولت له نفسه اقتراف جريمة العدوان على دولة عربية وهي سوريا تحت مسميات واهية منها محاربة الأكراد الذين يشكلون شوكة صلبة في خصر الرئيس التركي، فارتكبت مجازر بحق السوريين واحتل أجزاءً من مدن عربية في سوريا، لكن محاولاته لم يكتب لها النجاح بعد، فما كان منه إلا أن فكر في سرقة نفط ليبيا؛ طمعا في الذهب الأسود.

اتفاقية باطلة

الاتفاقية التي وقعها أردوغان والسراج؛ باطلة قانونيا ودستوريا لأنها صدرت دون موافقة السلطة الشرعية الوحيدة في ليبيا وهو مجلس النواب المنتخب برئاسة عقيلة صالح، لكن أردوغان والسراج ضربا بكل هذا عرض الحائط، وحاول أردوغان حفظ ماء وجهه بجولات مكوكية كانت أبرزها زيارته لتونس.

تونس تنجح في عدم الوقوع في فخ أردوغان

وقال الرئيس التركي، إنه قد يرسل قوات إلى ليبيا في حال وافق البرلمان في تركيا على ذلك، وخلال مؤتمر صحفي عقده في تونس مع نظيره التونسي قيس سعيد، طالب الرئيس التركي بضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار.

زيارة أردوغان استدعت ردًا من الأحزاب التونسية، والتي حذرت من استغلال البلاد لتحقيق مطامع أردوغان في ليبيا، كما نددت بقيام الرئيس التركي بزيارة "غير معلنة" إلى تونس، قائلة إن الأمر لا يتوافق مع الأعراف الدبلوماسية.

 وغداة الزيارة؛  أعلن أردوغان اليوم أن بلاده سترسل قوات إلى ليبيا استجابة لطلب من طرابلس في وقت قريب قد يكون الشهر المقبل، مضيفًا أنه اتفق مع الرئيس التونسي على دعم حكومة السراج في ليبيا.

من جانبه قال وزير داخلية حكومة فائز السراج الليبية فتحي باش أغا، الخميس،  إن حكومة الوفاق وتونس والجزائر في حلف واحد" جدلا واسعا وسط التونسيين، مما استدعى ردا عاجلا من رئاسة الجمهورية، وقالت مستشارة الرئيس المسؤولة عن الإعلام رشيدة النيفر، لصحيفة "الصباح" المحلية، إن تونس "لم تنضم إلى أي حلف وهي متمسكة بحيادها وعلى نفس المسافة من مختلف الأطراف".

أردوغان يعلن نية بلاده إرسال قوات إلى ليبيا

 

وخلال الساعات الماضية تسارعت الأحداث، وانكشفت الأطماع التركية من ليبيا، وقال أردوغان إنه سيقدم للبرلمان مقترح قانون لإرسال قوات إلى ليبيا في يناير المقبل.

السراج يعطي أردوغان الضوء الأخضر لغزو ليبيا

 إعلان تلقفته حكومة السراج في العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الخميس، والتي طلبت رسميا من تركيا الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري لصد هجوم قوات الجيش الوطني الليبي التي تسعى للسيطرة على طرابلس وتطهيرها من براثن الإرهاب.

 

الموقف المصري واضح

ومنذ الإعلان عن الاتفاق المشبوه بين السراج وأردوغان لمحاولة غزو ليبيا؛ شددت مصر على رفضها الاتفاق ولعل أحدث تبعات الموقف المصري هو ما صدر من الرئيس السيسي اليوم حيث أكد أكد للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اتصال هاتفي؛ دعم مصر لتفعيل إرادة الشعب الليبي في تحقيق الأمن والاستقرار لبلاده، وأهمية الدور الذي يقوم به الجيش الوطني الليبي في هذا السياق لمكافحة الإرهاب وتقويض نشاط التنظيمات والميليشيات المسلحة التي باتت تهدد الأمن الإقليمي بأسره، مشددا في ذات الوقت علي ضرورة وضع حد لحجم التدخلات الخارجية غير المشروعة في الشأن الليبي.

واليوم أيضا أكد السيسي لرئيس وزراء إيطاليا؛ في اتصال هاتفي على ثوابت الموقف مصر الداعم لاستقرار وأمن ليبيا، وتفعيل إرادة الشعب الليبي، وكذلك مساندة جهود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية التي تمثل تهديداً ليس فقط على ليبيا بل الأمن الإقليمي ومنطقة البحر المتوسط، مع رفض كل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي.

.

وصادق البرلمان التركي السبت على اتفاق للتعاون العسكري والأمني وقع في نوفمبر مع حكومة الوفاق الليبية، ما يتيح لأنقرة تعزيز حضورها في ليبيا.

وفي العاشر من ديسمبر الجاري، أعلن أردوغان أن تركيا مستعدة لنشر قوات في ليبيا دعما لحكومة فايز السراج إذا طلبت الأخيرة ذلك.