ننشر نص كلمة المستشار محمد سعيد الشربيني في قضية ميكروباص حلوان

المستشار محمد سعيد الشربيني
المستشار محمد سعيد الشربيني

قضت الدائرة ٥ إرهاب، بمحكمة جنايات القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم طرة،  بالحكم على 7 متهمين بالإعدام شنقا، و3 متهمين بالسجن المشدد 15 عاما عما أسند إليهم، و15 متهمًا بالسجن المشدد 10 سنوات، وبراءة 7 متهمين آخرين، في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية ميكروباص حلوان"،

 

صدر الحكم برئاسة المستشار محمد سعيد الشربيني، وعقدت جلسات القضية برئاسة المستشار حسين قنديل، وعضوية المستشارين عفيفي عبد الله المنوفي وخالد نصار وسكرتارية محمد الجمل.

 

واستهل المستشار محمد سعيد الشربيني رئيس محكمة الجنايات، كلمته قبل النطق بالحكم بقوله تعالى: أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ.

 

وقال رئيس محكمة الجنايات، إن مما تواترت عليه الشرائع السماوية والأديان الأرضية، ان صون الانسان أعلى غاية لها وأسمى تعاليمها وأجل مقدساتها، فالإنسان بناء الرب وصنعه من روحه الشريف وملعون كل من حمل على صنعه الله معولا من معاول الهدم، وهانحن اليوم تفجعنا نقيصه تطعن في جسد ألامه بسهام الغدر وتلهب أكباد هذا الشعب بأثره حسرات والما لا ينقطعان.

 

واستكمل المستشار الشربيني: إنما ثاني جرائم الشيطان في خلائف ادم انها جريمة العار ومجلبة الخسار، ولا أمارى أن بين كل رثاء ومانشعر من الم يقص مضاجعنا، بونا شاسعا لاتسد فوهته صرخات ودموع الأسى أو مداء الأرض حبرا، أن هذه القضية تضمنت من الوقائع والأحداث ما يشيب لها الولدان وتقشعر لها الأبدان، ارتكب فيها المتهمون وقائع في أماكن وأوقات مختلفة ومتلاحقة قتلوا فيها حوالي 24 من أبناء هذا الوطن مابين ضابط وأمين شرطة ومواطنون عزل خرجوا جميعا يؤدون واجبهم الوطني من اجل استقرار وامن وأما بلدهم ووطنهم مصر.

 

وأكد رئيس محكمة الجنايات أن الضحايا استحقوا جميعا، قول الله عز وجل، بسم الله الرحمن الرحيم، "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ، يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ.

 

وفى سبيل تنفيذ تلك الجرائم قام المتهمون بتأسيس جماعة إرهابية تولى قيادتها والتخطيط لها وإمدادهم بالمال والسلاح عناصر من بينهم داخل وخارج مصر وقد انضم المتهمون اليهم في تنظيم داعش الارهابى والمسممى بتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق، إن هذا التنظيم وتلك الجماعة الإرهابية بأسرها تحمل عوامل سقوطها وانهيارها من داخلها لأنها تسير عكس الدين والقيم والتاريخ والفطن الإنسانية السوية ولأنها بغت وطغت وتجبرت ما من طائفة أو جماعة بغت وتجبرت الا أخذها رب العزة.

 

إن هؤلاء المتهمين امتلات قلوبهم غدرا وعقولهم فكرا جانحا وجرهم شيطانهم بزمام اللعنه إلى الغدر والخيانة فراحوا تنازعوا شهواتهم إلا أن يجنوا على أنفسهم الجناية الكبرى ويسعوا إلى الهلاك السعاية القصوى فما كان لهم إلا عاقبه الندامة والخسران، فلا يضن عاقل أن مثولهم الآن في موقف الحساب والمحاكمة قادر على إعادة  الإنسانية في نفوسهم لأن الجريمة قد روتهم بلبانها وسقتهم قوة، أطاعوا البغي وجمحته واستسلموا للجور وسطوته وغرهم بالله الغرور فخلعوا بردة السلام التي توشح بها العالن المتحضر الآن، وما أشد ألما على كل ذي كبير رطبه أن يطعن المرء من ذوتي جلدته.

 

والمحكمة تتساءل هل تعلمون الات ما يلاقيه المرء حال نزع الروح، وأعيد سؤالكم من منكم يرد عن الأم المكلومة والزوجة الثكلى والابن المحسور على أبية جمرا بين أحشاءه ودعوني أسالكم سؤال الحسرة عاليا فأقول عن أي جريمة تحاكمون عن الغدر أم عن القتل أم عن تلك المفازع التي افشتيموها في أرض الكنانة مصر.

 

وأني إذ انطق بالحق والقصاص فاني أتمنى على الله أن تكون الكلمة بردًا وسلامًا على قلوب مزقها مذاق أحبابها وأن تكون الكلمة شرف الأمانة التي حملتها، فمصر دولة القانون الرادع ونصر الحق الضائع ولا يسع القاضي العادل في موقف هذا إلا أن يكون لسان الحق ومنطق العدالة ورحمة القلوب وسلاح ذوتى الحاجة ومحط أنظار الغوث.

 

وسندي في ذلك قول الله سبحانه وتعالى "إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ"، والفقة الاسلامى الحنيف وجميع الأديان السماوية متضافرة مع قانون مصر الانسانى قد وضعوا عاقبة البغى والاعتداء وقتل النفس التي حرم الله بما لايخفى على أحد من العالمين، وما شاءالله ان يكون ميزان العدالة الا مستقيما منصفا صورة لجناية كل فرد فالميزان صوزرة للموزون والجزاء من جنس العمل والعاقبة لا مفر منها والله غالب على امره ولكن أكثر الناس لايعلمون .