مصر المستقبل

الدراما التليفزيونية الأكثر جماهيرية

رشا الشايب
رشا الشايب

رشا الشايب

لا شك أن من أعظم الاختبارات التى يوضع فيها صُنّاع الدراما التليفزيونية والتى قد يفشل الكثير فى اجتيازها، هى تحقيق نسب مشاهدة مرتفعة، ويعتبر هذا الهدف هو الكنز الثمين الذى تسعى له مجموعة العمل بأكملها سواء مؤلفا، منتجا، مخرجا أو ممثلين، فزيادة نسب المشاهدة هى من أهم معايير نجاح العمل الدرامى على الإطلاق.
والكثير من الأعمال الدرامية قد يخفق فى تحقيق ذاك الهدف، فنجد الكثير منها يبدأ وينتهى دون أن يترك علامة مميزة فى ذاكرة الناس، فيُنسَى وكأن لم يكن، وقد لا يحظى أساسا بتحقيق نسبة قبول ولو قليلة لدى الجمهور مما يجعلهم ينصرفون عن متابعة حلقاته المتبقية.
ولكن يبقى السؤال المتكرر والذى أوجهه لصناع الدراما التليفزيونية، ما الذى يجعل عملا دراميا ينجح وآخر لا؟ ما الذى يجعل مسلسلا تليفزيونيا يحقق أعلى نسب مشاهدة عن باقى الأعمال؟.
أعتقد أن الإجابة يمكن حصرها فى بعض النقاط، أهمها على الإطلاق أن يحمل العمل الدرامى بين طياته قيمة إيجابية يسعى لتعزيزها أو سلبية يسعى لدحضها، وتكمن الخطورة الحقيقية فى بعض الأعمال الدرامية التى تجدها تضرب قى القيم الإيجابية وتُظهر للمشاهد عجزها عن حماية صاحبها فتُعمّم لمنهج فاسد بغيض قد يلقى رواجًا كبيرًا لدى البعض خاصة إن كانوا فى مجتمعات يتعاظم فيها نسب الفساد ويختل فيها ميزان العدالة فيلجأون مثلا لعادة سلبية كالبلطجة لجلب الحقوق المنهوبة فيُعمّم العمل الدرامى بأفكاره الشاذة الملغومة تلك لفرض شريعة الغاب بالمجتمع ونشر الفوضى والعشوائية فى جنباته.
كما يجب أن يُجسد العمل الدرامى لمشكلة مجتمعية واقعية مرّ بها بالفعل معظم المشاهدين وتأثروا بها وأن يكون التجسيد متميزا بغير تقليل أو تزييف مع تقديم حلول ذكية مرنة وسهلة التنفيذ على قدر المستطاع.
وأن يتم تجسيد المشاعر الإنسانية النبيلة تجسيدا إيجابيا بارعا ومؤثرا يدعم العلاقات الإنسانية ويعزز تماسكها، وأن يخاطب العمل الدرامى جيلى الشباب والآباء وتعزيز الترابط بينهما، وأن يكون بعيدا عن الابتذال والإسفاف.
وكلما تمت عملية التجسيد بشكل طبيعى وتلقائى ملائم للواقع مع بناء درامى متكامل وحبكة درامية محكمة وصراع مثير يحمل مفاجآت غير متوقعة وقيمة عليا يسعى العمل الدرامى بأكمله إلى نشرها فى المجتمع، كلما حقق هدفه وزادت نسب مشاهدته وترك علامة مميزة فى عقول وذاكرة المشاهدين وبالتالى التأثير الإيجابى على الوعى الجمعى للجمهور فيتم تشكيله بحرفية بالغة التأثير تدعم تماسك المجتمع بكل طوائفه.