بدون تردد

تحت قبة البرلمان

محمد بركات
محمد بركات

لابد من الترحيب الواجب والمستحق بعودة الحيوية والسخونة إلى جلسات البرلمان، بما يبشر بموسم برلمانى قوى، فى إطار المهام والدور والمسئوليات الرقابية المسندة للمجلس النيابى، وفقا للدستور،...، والتى كانت هادئة الظهور خلال الدورات البرلمانية الماضية.
ومن المهم أن ندرك أن الترحيب بالدور الرقابى للبرلمان، واجب وطنى وضرورة لازمة،..، فهو واجب وطنى لكونه تفعيلا لنصف المهام الرئيسية الموكلة للبرلمان، والتى نص عليها فى الدستور، الذى يؤكد على أن للبرلمان مهمتين أساسيتين، هما: المهام التشريعية والمهام الرقابية.
وهو ضرورة لازمة.. لأن فى إحياء الدور الرقابى للبرلمان، وقيام النواب بدورهم فى الرقابة على أداء السلطة التنفيذية، فى الحكومة والإدارات والهيئات المختلفة بالدولة، هو الضمان لحسن الأداء وضبط الإيقاع العام فى الدولة لصالح الشعب وعموم المواطنين،...، كما أنه كاشف للسلبيات ومقاوم للفساد بشتى صوره وأشكاله.
أقول ذلك بمناسبة ما شهده اجتماع «لجنة الصناعة بمجلس النواب» أول أمس الأحد، من مشادة كلامية حامية، بين النائب سليمان وهدان وكيل البرلمان ووزير التجارة والصناعة د. عمرو نصار،..، خلال مناقشة طلب الإحاطة «الاستجواب» الذى تقدم به وهدان حول احتكار استيراد بعض السلع «السيراميك»، لصالح أحد الأشخاص الأجانب.
وقد انتهى الاجتماع بانسحاب الوزير غاضباً، احتجاجاً على أسلوب النائب، ووصفه للوزير بأوصاف رفضها، وتوجيهه بعض العبارات الحادة إليه، وهو ما اعتبره الوزير تجاوزاً غير مقبول فى حقه.
وذلك يدفعنى إلى التأكيد على أن الترحيب يكون واجباً ومستحقاً، بعودة الحيوية والسخونة لممارسة النواب لمسئولياتهم ومهامهم الرقابية،..، طالما كانت هذه الممارسة تجرى وتتم فى الإطار الصحيح، ووفقاً للأصول والقواعد البرلمانية، المتوافق عليها والمعمول بها فى كل البرلمانات، وفى مقدمتها توفير الاحترام الواجب والمتبادل، لكل من يتم استجوابهم ولكل الأعضاء المتواجدين تحت قبة البرلمان،...، هذه واحدة.
أما الثانية... فهى ضرورة أن يعلم الجميع نواباً ومسئولين أن البرلمان هو بيت الشعب وملاذ الأمة كلها،...، وبذلك يكون بيت كل المصريين وملاذهم الآمن، فلا يصح ولا يحق لأحد مهما كان، أن يطرد أحداً آخر من هذا البيت.. ويقول له: «لو الكلام مش عجبك اتفضل مع السلامة».

 

 

 

 

 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي