«المختفون».. البحث في سيرة قتلى حرب المخدرات بالمكسيك

صورة من عمليات البحث
صورة من عمليات البحث

«نعرف أنه مات.. كل ما نريده هو جثته.. وعندما نجدها سنقطع كل ما يربطنا بتلك الأرض».. كلمات وصف بها أقارب خوسيه باراخاس رحلتهم في البحث عن رفاته بعدما أصبح واحد من المفقودين بسبب حرب المخدرات على الحدود المكسيكية الأمريكية.

«المفقودون» لقب تم إطلاقه على الأشخاص الذين اختفوا بسبب حرب المخدرات المشتعلة على الحدود الأمريكية المكسيكية والذين وصل عددهم حتى الآن لـ40 ألف شخص «بلا أثر».

وتابعت صحيفة «الجارديان» البريطانية رحلة إحدى العائلات المكسيكية للبحث عن قريبهم خوسيه باراخاس الذي اختفى بلا سبب، وأصبح واحدا من المفقودين في تلك الحرب.

«كان يؤمن بالمكسيك.. لم يريد مغادرتها أبدًا.. كان يعمل بأقصى ما لديه من قوة.. حتى إنه نسي نفسه» هكذا تحدث جيسى وهو يحمل «جاروف» يبحث به عن قبر أخيه خوسيه.

وتابع أن أخيه رفض أن يتخذ نفس قراره بالمغادرة إلى أمريكا والحصول على الجنسية قائلا: «لقد كان دائما يؤمن بتلك الأرض.. وأنه قادرًا على فعل شيء ما.. إلى أن اختفى».

 وأضاف: «لقد كان يعمل في بلدة غير آمنة على الحدود مع أمريكا، تلك المنطقة التي كانت تسيطر عليها عصابات الـ«كارتل».

وعصابات «الكارتل» هي واحدة من أقوى الجماعات المُسلحة التي تسيطر على الحدود المكسيكية مع أمريكا، وتقوم بدور المراقب لكل ما يتم هناك، وارتكبت العديد من الجرائم منها خطف العديد من الأشخاص وقتلهم.

في صباح أحد الأيام، بدأت عائلة خوسيه رحلة البحث عن رفاته بصحبة فريق من الطب الشرعي الحكومي و الشرطة الفيدرالية المدججة بالسلاح، لتظهر عربات من بعيد قال عنها أخيه أنها تتبع لعصابة الكارتل، والذين يراقبون كل شيء يحدث.. وفي بعض الأحيان يتسببون في المشاكل أيضًا.

خلال عملية الحفر يجد جيسى معطفًا أسود.. يدرك بأنه لا يعود لأخيه، ويخرج بكل بساطه هاتفه ليصوره قائلا «ربما يعود لشخص ما.. أو يساعد عائلة على اكتشاف المكان المدفون فيه ذويهم.

«كل ما نريده هو دفنه بطريقة مناسبة.. مثل كل إنسان.. وعندما يحدث ذلك.. سنقطع أي صلة لنا بتلك الأرض التي أحبها و آمن بها يومًا».. كلمات تحدث بها ابن خوسيه خلال رحلته في البحث عن والده.

ومع انتهاء عملية البحث دون أي فائدة، انتقلت عائلة خوسية إلى مكان آخر حاملين معهم معداتهم للبحث عن أمل للعثور على قريبهم المُختفي.
اعترفت السلطات المكسيكية، بأنها لم تكن تقدم الكافي لعائلات المفقودين خلال السنوات الماضية إلا أنها بدأت مؤخرا بالتحقيق، مما أدى إلى اكتشاف أكثر من 3000 موقع سري للدفن على الحدود مع أمريكا.

«كالبحث عن إبرة في كوم من القش».. هكذا وصفت مجموعة من السيدات اللاتي يقمن بعمليات الحفر بمفردهن المهمة الصعبة التي يحاولن إنجازها.

وأكدت السيدات على أنه بعد ساعات من البحث كان كل ما يعثرون عليه هو الثعابين السامة التي تعيش على تلك الأرض القاحلة.

وتقول زوجة خوسية، إيرما بونيلا باراخاس: « إذا كانوا قد قتلوهم بالفعل، فلماذا لا يتركون جثثهم لنا.. ما الضرر الذي يمكن أن يسببه هذا لهم».