المعلمة منى أشهر «جزارة»

المعلمة منى قاسم
المعلمة منى قاسم

الحاجة منى قاسم بدر ٤٦ عاما.. بنت قرية العادلية مركز بلبيس، هى أول سيدة تتحدى عادات وتقاليد المجتمع الشرقاوى واثبتت للجميع أنها امرأة حديدية ذات قلب فولاذى قادرة على العمل بمهنة الجزارة التى كانت قاصرة على الرجال حيث إنه لا توجد موانع شرعية أو قانونية تمنعها من ممارسة هذه المهنة الشاقة.


وقد التقت «الأخبار» مع هذه المرأة الحديدية فى محل الجزارة الكائن فى منطقة الكيرهاوس بالمجاورة ١٤ بمدينة العاشر من رمضان ورغم صعوبة المهنة التى تمارسها الا ان البسمة لا تفارق شفتيها.


وبدأت منى تروى قصتها مع مهنة الجزارة تقول لقد كنت مرتبطة بوالدى الذى كان يعمل جزارا وكان يصطحبنى معه يوميا الى محل عمله وأثناء ذلك شاهدت كيفية قيامه بتشفية اللحوم وتجهيزها للبيع وبعد مرور سنوات اكتسبت مهارات المهنة واسماء القطع المتميزة من اللحوم مثل عرق الفلتو والتربيانكو وبيت الكلاوى .

 

وبدأ والدى يشجعنى على خوض هذا المجال الذى كان مقصورا على الرجال ومنحنى القوة والثقة بالنفس وطلب منى ذبح عجل وعمرى ١٥ عاما وترددت كثيرا الا أنه شجعنى ونجحت فى ذبحه وهو واقف بعد ربطه بعمود كهرباء وهى أصعب طريقة لذبح العجول.


وعندما علم أفراد أسرتى برغبتى فى العمل بمهنة الجزارة اعترضوا جميعا بدعوى اننى امرأة والست ليس لها الا الزواج وانجاب الاطفال وتربيتهم ولكننى لم التفت لهم وقررت الاستمرار بالوقوف مع والدى فى محل الجزارة وكنت خير عون له وسنده فى الحياة وذراعه الايمن.. وعندما توفى الأب الحنون قررت استكمال مسيرته فى تجارة اللحوم ولم التفت الى المعارضة العائلية.


وعن أصعب المواقف التى واجهتها: تقول الجزارة منى انها واجهت العديد من المكائد من أبناء المهنة ولكن لم تلتفت لهم وركزت فى عملها وتوكلت على الله وفشلت جميع محاولاتهم للنيل منى.


وعن كيفية قضاء يومها : قالت منى انها تستيقظ عند أذان الفجر ثم تصلى ركعتى شكر لله ثم ركعتى السنة والفريضة ثم تتوجه للمعلف لتقديم العلفة لرؤوس الماشية التى تقوم بتربيتها ثم تتوجه الى محل الجزارة لفتحه وتجهيزه لاستقبال اللحوم التى يقوم شقيقها الأصغر بذبحها فى المجزر وعقب وصول اللحوم المذبوحة تقوم بتشفيتها ونزع ما بها من العظام بمعاونة ٤ من الصبيان الذين يتم صرف رواتب أسبوعية مجزية لهم.


وعقب انتهاء عملها تعود للمنزل مرة أخرى الساعة العاشرة مساء لتقديم العلفة والماء للماشية.


وأشارت الى انها تتعامل بضمير مع زبائنها وتعطى كل زبون القطعة التى يرغب فيها وان اسعارها معتدلة لا علاقة لها بأسعار السوق التى ترتفع وتنخفض موضحة انها تبيع كيلو العجالى الصغير بـ١٢٠ جنيها وكيلو الجملى الصغير ١١٠ جنيهات.

 

وقالت ان صيتها قد ذاع فى مدينة العاشر من رمضان والعديد من المدن الأخرى وتتمتع بحب الناس الذين يستعينو بها فى نحر ذبائحهم سواء فى منازلهم أو شركاتهم او مصانعهم.

 

وبسؤالها عن سبب عدم زواجها: قالت الحاجة منى لقد تقدم العديد من العرسان لى واعربوا عن موافقتهم فى استمرارى فى عملى فى الجزارة الا اننى رفضت الزواج حتى لا اضع قيودا على حياتى واتفرغ لتربية اخواتى البنات وابناء شقيقى اللذين توفيت أمهم اثناء ولادة طفلها الصغير.


وأشارت إلى انها أدت مناسك العمرة ٥ مرات وتتمنى اداء فريضة الحج فى العام القادم وتطالب الاجهزة الرقابية بإحكام السيطرة على الذبائح القادمة من الخارج لمنع التلاعب بها.