أسماء عبدالله.. أبعدها البشير فعادت وزيرة للخارجية بعد 29 عاما

أسماء عبدالله وزيرة الخارجية السودانية الجديدة
أسماء عبدالله وزيرة الخارجية السودانية الجديدة

 

أول امرأة سودانية تخترق المجال الدبلوماسي، لتحطم كل القيود الاجتماعية، وتثبت قدرة المرأة على قيادة هذا المجال، تدرجت في مناصب خارجية بلادها وجابت الأرض طولها بعرضها حتى وقعت ضحية حكومة المؤتمر الوطني مع بدء عهد الرئيس المعزول عمر البشير عام 1990، لتكون أول سيدة تقود وزارة الخارجية في تاريخ بلادها.. إنها أسماء عبدالله.

 

فصلت من وزارة الخارجية بدعوى قانون «الفصل للصالح العام» لتعود إليها مجددا بعد 29 عاما، لكن هذه العودة كانت مختلفة فهي الممثل والقائد لسياسات بلادها الخارجية، بعد أن تم اختيارها في أول تشكيلة للحكومة الجديدة بعد ثورة الشعب السوداني ضد حكم البشير الذي أطاح به الغضب الشعبي بعد حكم نحو ثلاثة عقود.

 

نفس السبب الذي أطاح بها هو السبب الذي جاء بها وزيرة للخارجية السودانية، أبعدها نظام البشير عن مهنة أحبتها، أعطت لها فتدرجت في مناصبها، فحين تم فصلها بقانون مفصل لكل من يرونه يقف عائقا أمام مشروعهم وبرنامجهم وأيدلوجياتهم، جاءت وزيرة للخارجية لإصلاح العطب في السياسة الخارجية للخرطوم الذي تسبب فيه النظام البائد.

 

لم تيأس أو يصل الإحباط إلى شاطئها، حتى جاءت ثورة الشعب لتكون أول من شاركن فيها مع «كنداكات السودان»، لتكون من شاركن في تحرير السودان من قبضة البشير والإخوان، تدرك جيدا جسامة المهمة التي أوكلت إليها، فالنجاح في إدارة ملف العلاقات الخارجية يعني كثيرا بالنسبة لبلد مثل السودان نال ما نال من دمار وتخريب اقتصادي وسياسي على مدار 30 عاما.

 

ظهرت أسماء في قائمة ترشيحات التي توافق عليها رئيس الوزراء عبد الله حمدوك وقوى الحرية والتغيير، بشأن أعضاء الحكومة التي ستدير المرحلة الانتقالية في السودان خلال الأشهر الـ39 المقبلة، وبات اختيارها رسميا مسألة ساعات قليلة.

 

ولدت أسماء محمد عبد الله في أحد أحياء الخرطوم القديمة، بعد أن أنهت تعليمها الجامعي عام 1971 خرجت للحياة العامة موظفة دبلوماسية في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، فالتحقت للعمل بوزارة الخارجية السودانية، لكن كان العمل في المجال الدبلوماسي مغامرة كبيرة بالنسبة للمرأة بالنسبة لدائرة القيود الاجتماعية، وما تفرضه من ضرورة إعطاء الأولوية للأسرة ومن ثم العمل.

 

 

ورغم النجاحات المهنية الكبيرة التي حققتها، فإن الإنجاز الأبرز من تجربتها هو القدرة على تحطيم القيود الاجتماعية، وإثبات قدرة المرأة على قيادة العمل الدبلوماسي، لتحفز ذلك لكثيرات من بعدهن لدخول المجال فكانت العديد من قصص نجاح "كنداكات السودان" في إدارة ملفات علاقات البلاد الخارجية خلال العقود الخمس الماضية.