وليد عبد العزيز يكتب: «2020».. هل نعلنها ثورة صناعية؟

هل بات الوقت ملائما لإطلاق ثورة صناعية حقيقية تكون قاعدتها التخطيط السليم المصحوب بالعلم
هل بات الوقت ملائما لإطلاق ثورة صناعية حقيقية تكون قاعدتها التخطيط السليم المصحوب بالعلم

أين حوافز التصنيع وخطط الدولة للنهوض ببعض الصناعات القادرة على المنافسة؟

عائد حوافز التصنيع أفضل ألف مرة من تحصيل ضرائب محدودة

المصانع المغلقة تحتاج تدخلًا عاجلًا بعيدًا عن المسكنات

 

بعد النجاح الملحوظ فى قطاع الزراعة والثروة الحيوانية والتحول الإيجابى فى نظام الزراعة من العشوائية إلى الصوب أعتقد أن الوقت أصبح ملائما لإطلاق ثورة صناعية حقيقية تكون قاعدتها التخطيط السليم المصحوب بالعلم والتجارب الناجحة.. كتبت فى هذا المكان وسأظل أكتب حتى يتحقق الحلم وتعلن الحكومة أن عام ٢٠٢٠ هو عام الصناعة المصرية.

مجرد فكرة

«عام الصناعة».. فكرة تم تطبيقها فى العديد من دول العالم ولاقت نجاحا كبيرا.. الجميع اتفق خلال برنامج الإصلاح الاقتصادى أننا لن نخترع العجلة وسنطبق تجارب من سبقونا فى عملية الإصلاح والتى حققت نجاحات فاقت التوقعات.. واليوم ونحن نواصل السير فى طريق الإصلاح علينا الاعتراف بأن الصناعة قاطرة التنمية الحقيقية بل وهى القطاع الوحيد القادر على زيادة الناتج القومى ونتائجها مضمونة لأنها تتيح فرصا لزيادة الاستثمارات والتشغيل والتوسع والتنوع فى الإنتاج مع زيادة حصيلة الدولة من الضرائب وتجارة الخدمات.

ثقافة الإنتاج

دعونا نعترف أننا نفتقد ثقافة الإنتاج، والدليل أن حجم الصادرات المصرية ظل ثابتا لعدة سنوات رغم تحرير سعر الصرف وذلك بسبب محدودية الإنتاج وعدم إدخال صناعات جديدة للسوق المصرى بل إن عدد المصانع فى تراجع نتيجة لانسحاب البعض من الساحة الصناعية بعد شعورهم بعدم جدية المساندة من الدولة.

دعونا نعترف أننا فى أشد الحاجة إلى فتح حوار بين الحكومة والقطاع الصناعى ممثلا فى الصناع وليس فى الكيانات الصناعية التى أصبحت هياكل شكلية ليس لها أى تأثير مما أفقدها مصداقيتها.. الحلول كثيرة ولكنها تحتاج إلى إرادة وقوة فى اتخاذ القرار بعيدا عن المسكنات.

رئيس الحكومة

عندما أشاهد المهندس مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، يزور بعض المصانع أو المناطق الصناعية أشعر أن هناك تطورا يحدث فى الصناعة ولكننى أتساءل لماذا لا يزور رئيس الحكومة المصانع المغلقة ويتعرف على سبب الإغلاق؟

 

قد تكون خطط الحكومة فى التعامل مع المجتمع الصناعى أصبحت قديمة مثل بعض مصانع القطاع العام وباتت فى أشد الحاجة إلى التطوير والتحديث وهو ما أطالب به وبالتحديد أن تقوم الحكومة بمراجعة أساليب التعامل مع الصناعة المصرية والاعتماد على خطط بديلة ومتطورة للنهوض بالمنظومة بشرط أن يكون الحوار بلا حواجز أو ضغوط وأن تكون النوايا خالصة لإصلاح قطاع الصناعة لصالح الدولة المصرية وأيضا المستثمرون.

صدق النوايا

لم ولن انتظر ردا على الفكرة من وزارة الصناعة لأننى متأكد أنه ليس هناك ردود بدليل زيادة عدد المصانع المغلقة خلال العامين الماضيين ولكننى انتظر ردا من رئيس الحكومة لأننى أعرف أنه يبذل جهدا كبيرا لإصلاح المنظومة بدليل أنه أعاد برنامج المساندة التصديرية إلى الحياة ونجح من خلال جلسات عمل مستمرة مع المصدرين فى الوقوف على أسباب المشكلة واستمع إلى الحلول والمقترحات واتخذ قرارات قد تعيد الحياة للمنظومة التصديرية.

دعونا نتعامل مع مشكلة الصناعة على أنها قضية حقيقية لأن التصنيع يعنى الإنتاج والتشغيل ويعنى أيضا أن الدولة التى ترغب فى تحقيق التنمية الشاملة دائما ما تتجه إلى التصنيع لتوفير احتياجات الأسواق وتخصيص حصص للتصدير لضمان استمرارية الإنتاج وتحجيم الواردات والحصول على عائد دولارى يضمن للدولة احتياطيا نقديا أجنبيا يساند خطط الإصلاح والتنمية.

مازلت أصدق أن الحلول كثيرة لو صدقت النوايا لإحداث انطلاقة حقيقية لإصلاح حال الصناعة.

وتحيا مصر.