«وزن وشكل وحرارة» لكل محصول.. والتبريد أهم مراحل المحاصيل الصيفية

الصادرات الزراعية «إشارتها خضرا».. محطات التصدير ترفع شعار «الدقة أولا»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

فى الطريق إلى محطات التصدير، كان الشاغل الأساسى لنا هو معرفة آلية العمل فى هذه المحطات، وكيف يمكن الحفاظ على المنتجات الزراعية -ومعظمها سريع التلف– حتى تصل إلى المستهلك فى الدولة المستوردة بالجودة المطلوبة، وما الفرق بين المنتجات المعدة للتصدير والمنتجات التى يتم طرحها فى الأسواق المحلية.


الجولة شملت عددا من محطات التصدير ولكن الشاهد أن الكل يعمل بنظام واحد وإن كانت هناك بعض الفروق بطبيعة الحال، لكن المؤكد أن هذه المحطات لم تترك للإهمال بابا، حيث إن العمل يسير بانتظام ودقة بالغة دون توقف، كل فرد فى المحطة يعرف الدور المطلوب منه ويقوم به بالشكل المناسب بدءا من دخول المحصول إلى المحطة قادمة من الأرض وانتهاء بتغليفه وتعبئته فى «الكونتينر» الذى سيقوم بتوصيله إلى الميناء الذى سيسافر منه.


وقال المهندس فرحات علي، مسئول عن جمع محصول العنب بإحدى المحطات، إننا فى الوقت الحالى نقوم بتصدير العنب وخاصة العنب الأسود لأنه مطلوب فى الكثير من الدول، وأشار إلى أنه يتم اختيار الثمار السليمة كبيرة الحجم، حيث إنه يجب ألا يقل وزن «عنقود» العنب عن 350 جراما بأى حال من الأحوال، كما أننا نراعى المواصفات التى تطلبها الدولة المستوردة منذ بدء الزراعة.


بينما أوضح المهندس أسامة عرايس، مسئول جمع، أن هناك حالة تتبع فى كل مزرعة من الأرض وحتى المحطة، حيث يكون كل صندوق خضار أو فاكهة له رقم معين عند خروجه من الأرض حتى يمكن محاسبة المسئول عنه فى حالة حدوث أى مشكلة.


وأوضح سعيد السيد، مدير إحدى محطات التعبئة، أن عملية التصدير لها عدة خطوات، حيث تكون البداية داخل المحطة نفسها من خلال قيام مهندس الحجر الزراعى المتواجد بالمحطة بفحص المحصول الذى سيتم تصديره، فإذا كان جيدا يسمح لها باستكمال باقى المراحل وإن لم يكن جيدا يرفض دخوله المحطة، وأشار إلى أن أولى الخطوات بعد السماح للمنتج بدخول المحطة تكون الغسيل فى الأحواض المعدة لذلك والمضاف لها الماء الساخن وبعض المواد الفطرية للقضاء على الأمراض والبكتيريا وإزالة الأتربة والحشرات القشرية العالقة إن وجدت وبعد ذلك تدخل على سير التشغيل بمراحله المختلفة التى تشمل التجفيف والتشميع والتغليف وذلك تحت إشراف العمال المخصصين لذلك.


من جانبه أوضح مصطفى عبدالنبي، مدير إحدى محطات التعبئة، أن العمل يسير فى محطات التصدير بنظام صارم لا مكان فيه للخطأ، وضرب مثالا بمحصول العنب الذى تعمل فيه معظم المحطات فى هذه الفترة من العام، حيث أشار إلى أن أولى الخطوات هى أخذ عينات ممثلة عن العربات التى تورد المحصول للمحطة لقياس درجة حرارة العنب ووزن وقطر الواحدة، بالإضافة إلى قياس درجة الحلاوة فيها حيث إنه يمكن رفض العربة حال مخالفة الكمية لأي من الشروط المتفق عليها.


وأضاف أن المرحلة التالية تكون مرحلة التبريد وهى خاصة بالمحاصيل الصيفية وتهدف إلى تبريد المحصول والوصول بدرجة حرارته إلى الدرجة الأنسب قبل بدء الفرز والتعبئة، وهذه المرحلة تأخذ من 20 إلى 25 دقيقة، وأشار إلى أنه لا يمكن لأى محطة تصدير حاصلات زراعية التخلص من كل العيوب ولكن يتم العمل على الوصول بها إلى الحدود المقبولة بالاتفاق بين الدولة المستوردة ومحطة التصدير، وأكد أن الأساس فى تقليل معدل العيوب فى المحصول هو طريقة الزراعة والحصاد لأنها البداية الصحيحة لإنجاح منظومة الصادرات بشكل كامل.


بينما أوضح المهندس فرج سعيد، مشرف على محطة تصدير موالح وخضراوات، أن التعامل التقنى مع المنتجات الزراعية يرفع من معدلات الكفاءة والجودة، وأشار إلى أن كل ثمرة يتم تصويرها على جهاز إلكترونى حوالى 60 لقطة، وعلى أساس هذا التصوير يتم تصنيفها حسب الحجم والجودة قبل عمليات التغليف والتعبئة، وأكد أنه يتم استبعاد أى ثمرة غير مطابقة للمواصفات ولا يسمح بتصديرها.


فيما قال بهاء الدين عبدالعزيز، رئيس قسم التخليص الجمركى بإحدى محطات تصدير الحاصلات البستانية، إنه خلال تواجد الشحنة المصدرة فى الميناء يتم عمل ما يعرف بـ«الجاشني» وهو الفحص الأخير من مختلف الجهات الرقابية قبل إتمام عملية التصدير، حيث يتم التصريح بالتصدير فى الميناء وتحرير ما يفيد الشحن والحصول على الشهادة الزراعية باعتبارها جواز مرور الصادرات للخارج، وأكد أنه بدون هذه الشهادة لن تدخل الصادرات الزراعية إلى الدولة المستوردة لأن هذه الشهادة تعنى أن الرسالة تم فحصها جيدا قبل الشحن وأنها تتوافق مع كل قوانين الدولة المستوردة.


بينما أوضح أحمد الصعيدى، مسئول التدريب بإحدى المحطات، أنه بدون وجود دورات تدريبية باستمرار لن يستطيع أي من العاملين بالمحطات القيام بالدور المطلوب منه، وأضاف أن كل محطة تقوم بعمل خطة سنوية للتدريب وعلى أساس ذلك تستمر هذه الدورات طوال العام، وأكد أنه بناء على التدريب والدورات المستمرة تحصل المحطات على الشهادات الدولية المعتمدة التى تزيد من ثقة الدول المستمرة فيها وبالتالى زيادة الإقبال عليها.


وأوضح أن كافة الشحنات المصدرة تخضع لضوابط صارمة قبل التصدير سواء كانت ضوابط عامة بما يتلاءم مع اتفاقية حماية النباتات، أو الضوابط التى تضعها كل دولة قبل السماح بدخول المنتج إليها، وذلك حتى لا يتم رفض الرسالة فى البلد المستورد وهو ما يعرضها لخطر التلف بالكامل حال عودتها من جديد إلى الموانئ المصرية.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي