عامان مرا على نجاح أغنية " 3 دقات " التي صنعت شهرة المطرب "أبو" ، ولكن بعدها لم يقدم مطرب الأغنية الواحدة جديدًا يرسخ هذا النجاح ، بين حفلات في دول عربية وأجنبية ، ولقاءات إعلامية ، ثم اختفاء مفاجيء تلته عودة في مهرجان موازين بالمغرب ، يسير "أبو" في مشواره الفني القصير ومعه علامات استفهام عديدة ، أولها سؤال كان نقطة انطلاق حديثنا : هل سيكرر مطرب "3 دقات" أسطورة علي حميدة في "لولاكي" ؟
هنا يبدي أبو سعادته بالسؤال الذي يدفعه ليجيب بوضوح قائلًا : " بالطبع لن ألقى نفس المصير ، لسبب بسيط وهو أنني أكتب وألحن وأرسم خريطتي الفنية بنفسي بعيدًا عن الآخرين ، لي هدف واضح وأعرف أين أقف وماذا سأفعل مستقبلًا ".
يستعد أبو لتقديم أغنية جديدة بعد غياب عامين معتمدًا على مبدأ نجاح الأغنيات المنفردة "السنجل" بدلًا من الألبومات حيث قول: " انتهيت من أغنية جديدة اسمها " عيش ياقلبي" وهي دعوة للحياة والتسامح ، أصر دائمًا أن تكون أغنياتي مبهجة ، وهذه البهجة ارتبطت بشخصيتي الفنية ، وأسعى أن تكون في سطور أغنياتي رسالة إيجابية عن الحب والحياة والتسامح والغناء للجمال ، كل هذه قيم إيجابية في حياتنا يجب أن ننميها بشكل أكبر .
يتعجب البعض من اختفاء أبو لفترة طويلة وهو يفسر ذلك بأسباب خاصة أولها مرض والده ثم وفاته ، يحكي "أبو" القصة عندما يقول : " استيقظت من النوم فوجدتهم يقولون لي لقد أصبحت نجمًا ، أغنية واحدة جعلتني مشهورًا ومطلوبًا في حفلات وأفراح وجولات فنية ولقاءات تليفزيونية ، المهم أن أول ستة أشهر بعد صدور "3 دقات" كانت بمثابة استثمار لهذا النجاح ، بعدها تعرض والدي لأزمة صحية طويلة وظللت إلى جواره في رحلة العلاج لما يقرب من عام إلى أن توفاه الله ، الأمر سبب لي أزمة نفسية كبيرة ، وتجاوزتها بفضل مساندة زوجتي وأصدقائي ، والأن عدت للساحة وأستعد لجولات فنية مختلفة وأغنيات جديدة .. هذه هي الحياة ".
كانت مفاجأة لي عندما وجدت أبو يغني لمدة ساعة ونصف تقريبا في مهرجان موازين ، فهو يملك تقريبا خمسة أغنيات طوال مشواره ، أشهرها "3 دقات" ، ولكنه بذكاء واضح شكل لنفسه ريبريتوار فني من تراث المطربين الآخرين ، فغنى بنت السلطان لأحمد عدوية ، و حلوة يابلدي لداليدا ، وبالطبع أعاد 3 دقات عدة مرات ، هذه الخلطة دفعتني لسؤاله : هل ستظل حبيسا لفكرة الغناء للآخرين ؟
هنا يرد بحسم : "كلما أنتجت أغنيات ناجحة، كلما كان لدي أرشيف غنائي خاص يمكن الإعتماد عليه ، هي مسألة وقت لا أكثر ، وأضع في حساباتي هذه النقطة" .
تخرج من الحديث مع أبو بتفاصيل صغيرة ، فهو بسيط لدرجة تستحق الإحترام ، ومتصالح مع نفسه إلى حد يدفعك للتعاطف مع ما حققه ، يستمع للنقد ويتقبله بصدق ، هي تفاصيل تشكل شخصية صوت جديد يقف في منعطف طريق حقيقي بين الاستمرار في النجاح أو الارتباط بأغنية واحدة
