الطائرة الأمريكية المسيرة.. فتيل الصراع العسكري بين أمريكا وإيران

حسن روحاني ودونالد ترامب
حسن روحاني ودونالد ترامب

أقدمت إيران اليوم الخميس على إسقاط طائرة عسكرية أمريكية مسيرة من نوعية "إم.كيو-4سي ترايتون"،  واتهمتها بأنها كانت في مهمة تجسس فوق أراضيها. وأعلن الحرس الثوري الإيراني مسؤوليته عن الحادث.

وقالت وكالة أنباء "فارس" الإيرانية، إن الحرس الثوري استخدم منظومة "3 خرداد" الصاروخية الإيرانية، والتي كشفت طهران عنها قبل خمس سنوات، لتدمير الطائرة المسيرة.

وجاء هذا الحادث ليزكي النزاع والتوتر المستشري بين الولايات المتحدة وإيران في الفترة الأخيرة، خاصةً مع بدء واشنطن إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على طهران مع حلول شهر مايو الماضي، والتي مست قطاع النفط الإيراني.

 

حوادث سابقة

وتعيش منطقة الشرق الأوسط أجواء معبدة بالتوتر إزاء التصعيدات بين الولايات المتحدة وإيران في الفترة الأخيرة، وتأتي حادثة إسقاط الطائرة لتكمل مسلسل من الأعمال التصعيدية في المنطقة، والتي آخرها الأسبوع الماضي، حين تم الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان،  ومن قبلها استهداف ناقلتي نفط في مياه الخليج العربي قبالة سواحل الإمارات.

وأصابع الاتهام موجه إلى طهران في جل الهجمات التي شهدتها المنطقة، بالاضطلاع بدورٍ في تلك الهجمات. ولكن مع ذلك، تنفي إيران ضلوعها في أيٍ من الهجمات التي استهدفت ناقلات نفطٍ في منطقة الخليج العربي في الفترة الماضية.

 

الموقف الأمريكي

وحول حادث اليوم، نفت واشنطن في وقتٍ سابقٍ اليوم أن تكون طائرة الاستطلاع الأمريكية المسيرة قد قامت بعمليةٍ استفزازيةٍ، وقالت إنه تم استهدافها وإسقاطها وهي في مجالٍ جويٍ دوليٍ.

كما أشار مسؤولٌ أمريكيٌ لوكالة "رويترز"، لم تسمه، إلى أن موقع حطام الطائرة موجودٌ في المياه الدولية بمضيق هرمز، وليس في مياه إيران الإقليمية، مضيفًا أن قطعًا بحريةً أمريكيةً توجهت لتلك المنطقة، حسب قوله، وهو ما يناقض رواية إيران عن إسقاط الطائرة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صعّد هو الآخر من لهجته، منددًا بحادثة إسقاط الطائرة الأمريكية، وقد اعتبر أن إيران قد ارتكبت خطأً جسيمًا، حسب قوله.

وكانت واشنطن قد قالت يوم الاثنين الماضي إنها ستنشر نحو ألف جندي إضافي وصواريخ باتريوت وطائرات استطلاع تقليدية وأخرى مسيرة في الشرق الأوسط، ليضاف ذلك إلى زيادة سابقة في القوات قوامها 1500 جندي والتي تم الإعلان عنها بعد الهجمات على ناقلات في مايو الماضي.

وتبدو الأوضاع في طريقها لتأخذ منحنى تصاعديٍ نحو تأزم الموقف واشتعال الأمور بين الولايات المتحدة وإيران، وباتت أمور التفاوض بين الجانبين صعبة المنال في ضوء هذه المستجدات.