خبيرة علاقات أسرية تحلل جريمة ذبح الطفلة أميرة

ندى الجميعي توضح أسباب ارتكاب الطفلان جريمة ذبح الطفلة أميرة
ندى الجميعي توضح أسباب ارتكاب الطفلان جريمة ذبح الطفلة أميرة

أثارت حادثة منطقة أبو رواش التابعة لمركز كرداسة، جدلا واسعا على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، وهي جريمة الطفلة أميرة في العاشرة من عمرها والطفلان ذو العشر سنوات والآخر اثنتا عشر عاما اللذان ذبحا زميلتهما بعد أن فشلا في الاعتداء عليها .

قالت د.ندى الجميعي استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية والمتخصصة في تنمية وخدمة المجتمع، إن انتهاك براءة الأطفال يدق ناقوس الخطر، حيث أصبح الأطفال أشباه رجال منحرفين، قائلة: "لكن لا أستغرب من هذه الجرائم الوحشية، وفي احد الأيام رأيت أبا يضحك عندما رأى ابنه يغازل الفتيات، مما جعلني أقف وتراجعت بخطواتي لأوبخ الأب".

وأضافت د.ندى الجميعي أنه إذا تربى هذين الطفلين على الفضيلة والأخلاق لما كانت هذه الجريمة البشعة، موضحة أن الأسباب التي جعلت الطفلين يرتكبان هذه الجريمة، قد تكون أن الأب والأم والأبناء يعيشون في نفس الغرفة ببعض القرى الريفية، وأحيانا يشاهد الطفل العلاقة بين الأم والأب فتتأثر براءته، كما أن رؤية الحيوانات بفطرتها الجنسية وطبيعتها، يزيد من شهوة الأطفال والبالغين.

وأضافت أن تحدث بعض العائلات عن من تتزوج ومن تنتزع بكارتها أمام الأطفال، دون أن يفكروا في أن الأطفال يتساءلون في أنفسهم ما الذي يحدث، إلى جانب عدم الإجابة عن تساؤلات الأطفال في بداية مرحلة المراهقة، مما يجعلهم يسعون للفهم من غيرهم، فتنتزع براءتهم بمعلومات خاطئة، كما أن إلقاء الطفل خارج المنزل يجعله يأخذ القيم من الشارع، ويعرضه لحالات تحرش، والأم والأب في غفلة فيصبح عدواني ومتحرش عندما يشتد بدنه، بالإضافة إلى العنف الأسري والضرب واستخدام الأسلحة البسيطة مثل الزجاج والخشب، قد تجعل الطفل يتجرأ ويتعود على رؤية الدم، فعندما يشاهد أبيه يضرب أمه حتى يدميها فماذا تتوقع من هذا الطفل؟

وأشارت إلى أن المواقع الإباحية التي تظهر بمجرد فتح الإنترنت، تجعل الطفل أكثر فضولا ليدخل عليها ويرى ما بها، علاوة على الأفلام السينمائية التي انتزعت طفولة الأطفال، ففي أحد الأفلام طفل يتلصص من وراء نافذة ليرى امرأة وهي تخلع ملابسها، متسائلة: "ماذا تنتظرون من الأطفال والأفلام تصدر لهم الإباحية؟ إلى جانب ضعف دور المدرسة والمعلم، حيث أصبحت الكثير من المدارس لا تهتم بالتربية مثل أدوار المعلمين والمعلمات قديما، فقد كانوا يصدرون كل التعاليم الإيجابية.

ونصحت د.ندى الجميعي بعمل دورات تدريبية قبل الزواج على كيفية تربية الأطفال، وأيضا عمل دورات تدريبية للمعلمين، وتفعيل دور لجان المتابعة ومتابعة الشرح ومن لا يصلح أن يكون مربي ومعلم يتحول عمل إداري، وإدخال مواد السلوك بالمدارس وتفعيل دور مواد الدين برجال دين وليس مدرسين عربي تحت إشراف ورقابة. 

كما نصحت الجميعي، بتفعيل دور الأطباء والأخصائيين النفسيين في المدارس ومتابعة حالات الطلبة، وتفعيل دور الرقابة على السينما، وتصدير الأفلام والمسلسلات التي تعلم كيفية تربية الأبناء وتنمي وعي الأسر، مثل مسلسل ونيس للفنان محمد صبحي، ومتابعة الإنترنت جيدا وإلغاء كل المواقع الإباحية وتشفيرها، ومتابعة الألعاب الإلكترونية جيدا، حيث يوجد ألعاب تصدر العنف والشذوذ والتحرش، وهذا نوع من الإرهاب، وإدخال الرياضة في المدارس بشكل موسع وعمل دورات وبطولات وإضفاء الروح التنافسية وتعليم المهارات والفنون المختلفة للطلبة حتى تفرغ طاقاتهم وشحناتهم السلبية.

وفي النهاية قدمت نصيحة لكل أب وأم بأن "ابتعدوا عن المشاجرات العائلية والتفككات الأسرية وتقربوا من أبنائكم واسمعوهم فمهما كانت قصصهم ضعيفة فهم في أمس الحاجة للأسرة الكاملة،، فمن أين سيأخذ العادات والتقاليد وانتم منشغلون عنه".