في ذكرى رحيلها..

مزارعة ومربية حيوانات ورسامة.. يوم في حياة معالي زايد الإنسانة

معالي زايد
معالي زايد

بملامحها المصرية الخالصة، وإنسانيتها التي أجبرت الجميع كبارًا وصغارًا على حبها منذ ظهورها على الشاشة، كانت معالي زايد -التي تحل ذكرى وفاتها الرابعة في 10 نوفمبر- تخفي أضعاف ما حمله رصيدها الفني الهائل من تواضع واحترام لـ"كل الكائنات".
 

"معالي الإنسانية"

بعيدا عن التمثيل، كان للسمراء الجملية، صاحبة الملامح المصرية، وجهًا آخر أكثر إنسانية وتواضعا وحب لكل شيء جماد كان أو حيوان، لم يشعر به أو يلمسه إلا من حالفه الحظ وقضى يومًا معها داخل مزرعتها بطريق "مصر - الإسكندرية" الصحراوي.
 

قبل 7 سنوات، التقت محررة هذه السطور، النجمة معالي زايد داخل مزرعتها، لتقضي يومًا كاملاً معها في المكان الذي كانت تعشقه وتلجأ إليه في الأوقات التي لم تنشغل فيها بعمل فني، فظهرت شخصية "معالي" أكثر إنسانية وتواضعا.

 
كانت "معالي زايد"، تتعامل مع كل شيء حولها بمنتهى الحب والود، سواء حيوانات أو حتى الجماد، كانت تقوم بنفسها بكافة أعمال "الفلاحة" دون استثناء على الرغم من أنها لم تنشأ في أسرة ريفية، بل كانت من أسرة فنية خالصة، حتى أنها كانت تتعامل مع الحمار وكأنه إنسانًا تتحدث إليه.


"لم أجد الراحة والحب سوى في هذا المكان"، هكذا وصفت معالي زايد علاقتها بالمكان، مؤكدة أن كل ما في تلك المزرعة من حيوانات ونباتات وخلايا نحل هم بمثابة عائلتها الحقيقة التي تأنس بها.

وعلى الجانب الآخر، كان لها هواية أخرى تلجأ إليها باستمرار وهي الرسم، وكان منزلها ومزرعتها يحتويان على العديد من لوحاتها التي أبدعت فيها من فن رسم "البورتريه"، وافتتحت عدة معارض للفن التشكيلي، كان أولها بعنوان "الوجه الآخر".

موهبة تمثيلية خاصة

معالي زايد كانت تمتلك موهبة تمثيلية خاصة، استطاعت من خلالها تقديم كافة الأدوار المختلفة، والصعبة المركبة، لمعت في السينما والدراما التليفزيونية، لاسيما المسرح.


ولدت معالي عبد الله المنياوي في 5 نوفمبر عام 1953، بالقاهرة، وتربت تربية فنية وسط عائلة فنية، حيث والدتها الفنانة آمال زايد وخالتها الفنانة جمالات زايد.


تخرجت من كلية التربية الفنية عام 1975، قبل التحاقها بمعهد الفنون المسرحية، كما حصلت على بكالوريوس من المعهد العالي للسينما.


مشوارها الفنية

بدأت "معالي" مشوارها السينمائي عام 1987 من خلال فيلم "وضاع العمر يا ولدي"، مع الفنان محمود عبد العزيز والمخرج رأفت الميهي، لتقدم بعده أكثر من 80 فيلمًا، منهم: "السادة الرجال"، و"السكاكيني"، و"قصر الشوق"، و"سمك لبن تمر هندي"، و"الخطر"، و"رجل مهم جدا"، و"لولاكي"، و"البيضة والحجر"، و"سيداتي آنساتي"، و"الشقة من حق الزوجة"، و"نوارة".


وفي الدراما لمعت في العديد من الأعمال التليفزيونية والتي بلغ عددها 60 مسلسلاً منها: "دموع في عيون وقحة"، و"حلم الليل والنهار"، و"عيلة الدوغري"، و"للزمن بقية"، و"من أجل ولدي"، و"حضرة المتهم أبي"، و"ابن الأرندلي"، و"رجل فوق الأمواج"، و"إصلاحية جبل الليمون"، و"اللغز"، و"القضية 80"، و"الليلة الموعودة"، و"الرجل الذي هوى"، وآخر مسلسلاتها "موجة حارة".


وقدمت على خشبة المسرح أكثر من 6 مسرحيات من بينها "زقاق المدق"، و"سكر زيادة"، و"أنا والحكومة".


وحصلت معالي زايد، على العشرات من الجوائز والتكريمات عن معظم أدوارها التي أبدعت في أدائها، من عدة مسابقات ومهرجانات مصرية وعربية.