حوار| فاروق الفيشاوي: سأهزم السرطان.. وأحلم بـ«كابوتشي»

 الفنان فاروق الفيشاوى
الفنان فاروق الفيشاوى

يظل الفنان فاروق الفيشاوي حالة استثنائية ونموذجا للفنان المثقف صاحب تاريخ طويل من الأعمال الفنية المتميزة سواء في السينما أو في الدراما، إذ قدم أفلامًا هامة مثل «المشبوه»، «درب الهوى»، «الجراج»، «فتاة من إسرائيل»، «ألوان السما السبعة»‏؛ وفى الدراما «أبنائي الأعزاء شكرًا»، «علي الزيبق» «الأصدقاء»، «الشاطر حسن»، «الحاوي»، «أنا القدس»، «شمس الأنصاري»، «بعد البداية»، «رأس الغول»، ومازال هذا المبدع يتمتع ببريق لا ينطفئ وهجه أبدا مع مرور السنوات.. وخلال تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي قبل أيام قليلة فاجأ الجميع بإعلان إصابته بمرض السرطان ليثير حالة من التعاطف من جمهوره ومحبيه «نجوم وفنون» التقت به فكان هذا الحوار.

 

◄ في البداية كيف استقبلت خبر تكريمك في المهرجان؟

 

- سعادتي لا توصف بهذا التكريم خاصة وان مهرجان الإسكندرية عاصرته منذ نشأته مع زملائي ومنهم المخرج عمر عبد العزيز وسامح الصريطي، زميل الكفاح الجامعي وزميل الهواية الخالصة قبل أن نحترف هذه المهنة العظيمة.

 

◄ صدمت الجميع بإعلانك إصابتك بالسرطان فمتى علمت بأنك مصاب به وكيف استقبلت الخبر؟

 

- كنت اشعر منذ فترة بآلام مفاجأة لكنني لم أعر الأمر اهتمامًا كثيرًا لكن في الفترة الأخيرة بدأت الآلام تزداد وقررت في هذا الوقت أن استشير طبيبي للاطمئنان فقط، فطلب منى عمل تحاليل وأشعة طبية لكي نعرف مصدر الألم وسببه، وكان معي في تلك الفترة الصديق الفنان كمال أبو رية، والذي علمت فيما بعد أن الطبيب اخبره أولا بإصابتي بالسرطان لكنه كان يفكر فى الطريقة المناسبة لإعلامي بنتيجة الفحوصات الطبية، لكنني علمت بعدها من الطبيب بخبر إصابتي بالسرطان وتلقيت الخبر بثبات، احمد الله عليه، وقلت له إن هذا المرض سأتعامل معه مثل الصداع وسأهزمه بإذن الله.

 

◄ الجميع شهد لك بالشجاعة والجرأة الشديدة لإعلانك إصابتك بهذا المرض والإصرار على هزيمته.. ألم تتردد قبل اتخاذك لهذا القرار؟

 

- على الإطلاق خاصة أن لدى أصدقاء كان لديهم هذا المرض وتعافوا منه تمامًا بقدرة الله وبالعزيمة والإصرار، بالإضافة أن هذا المرض أصبح لديه مجال كبير في العلاج، ولقد علمت أن هناك عالمين حصلا على جائزة نوبل بسبب تطويرهم لعلاج السرطان، هذا بالإضافة لأنني كنت أقف عاجزًا ومتضررا نفسيًا أمام التليفزيون بسبب الطريقة التي يعلنوا بها عن المصابين بهذا المرض والتي تصدر طاقة سلبية كبيرة، وهذا ما دفعني لان أعلن عن تحدى السرطان والإصرار على هزيمته وعدم الاستسلام له، حتى أكون مشجعًا ومصدرا للطاقة الايجابية لكل مصاب بهذا المرض، وأوجه رسالة هامة وهى انه مثل أي مرض آخر يستطيع أي إنسان هزيمته إذا تمسك بالأفكار الايجابية.

 

◄ ما الرسالة التي تريد أن توجهها لمصابي هذا المرض؟

 

- أريد أن أقول لهم لا تستمعوا للإعلانات الغريبة التي تروج لأن من يصاب بهذا المرض سيموت، لان أصحاب تلك الإعلانات أغبياء، ولا يساعدون المرضى بل يحبطونهم ولابد أن يمدوا المصابين بالأمل بان هناك علاجا وان كل المصابين بهذا المرض سيشفون منه بإذن الله.

 

◄ قدمت عشرات الإعمال الفنية الناجحة فما الشخصية التى تحلم بتقديمها؟

- حلم من أحلامي السينمائية أن أقدم فيلما عن المطران «كابوتشي» وهو قس سوري كان سفيرًا للفاتيكان في القدس، وذلك بعد أن شاهدت فيلم «شندلر ليست»، الذي قدم معلومات مغلوطة عن العرب، ومنذ ذلك الوقت وأنا شغوف بان أقدم فيلما عربيا يرد على الدعاية الصهيونية التي تتهم العرب وتقول أننا إرهابيون، ولم أجد ردا انسب من قصة حياة هذا الرجل العظيم الذي تعاطف مع القضية الفلسطينية وتحمس لها وكان يجلب السلاح من لبنان إلى فلسطين ليساعد المقاومة الفلسطينية وهذا لإيمانه الحقيقي بالقضية وأننا أصحاب حق، وهذا الرجل كان لديه ضمير حي. وعندما فكرت في تقديم فيلم عن المطران كابوتشى لم أكن أنوى أن أجسد شخصيته، لكنني كنت سأشارك في إنتاجه مع صديقي المخرج عمر عبد العزيز والمؤلف الراحل محسن زايد، لكن لم تساعدنا الظروف على إتمام العمل، وذكرت من قبل أنني سأوصى ابني أحمد بالاهتمام بهذا المشروع والسعي وراءه لحين خروجه إلى النور.

 

◄ هل تغيرت حياتك بعد اقترابك من حفيدتك «لينا»؟

- بالطبع تغيرت حياتي تمامًا وتعرفت على نوع جديد من الحب لم اعرفه مسبقا، فلقد سمعت كثيرًا عن مقولة «اعز الولد ولد الولد» لكنى لم اعرف معناها إلا بعد أن تعاملت مع حفيدتي «لينا»، خاصة أنها أهدتني هدفًا جديدًا وجميلًا لأعيش من اجله وأتمنى أن يحفظها الله، وأكون في غاية السعادة عندما نجلس مع بعض وعندما «تدلعنى» وتقول لي «فاروكس».