لم تكن تعلم بأن قدومها إلى القاهرة، وتركها لأسرتها في الدقهلية، من أجل السعي وراء المستقبل والنجاح، سوف ينقلب إلى كابوس لا تستطيع الاستيقاظ منه سوى وهي في عالم آخر، فسرعان ما تركت كل ما لديها، وحضرت مسرعة عندما سنحت لها الفرصة بتدريب في مستشفى خاص، واستكمال دراستها بجامعة الأزهر، فلم تنتظر وذهبت للبحث عن شقة لتسكن فيها.
مرت الأيام، وذهبت إلى كليتها لاستكمال دراستها، حتى جاء اليوم الموعود، عندما ارتدى سائق "توك توك" عباءة الشيطان، ولم يكتف بما رزقه الله من أموال، ليبدأ التخطيط في كيفية سرقة الشقة التي تسكن فيها الفتاة، حتى جاءت له الفرصة عندما ظن أنها قد غادرت الشقة وذهبت إلى الجامعة، لكن تشاء الأقدار بأن تغيب في ذلك اليوم، لكي تستطيع تحصيل ما فاتها من دروس، ليقوم اللص بتسلق المواسير والدخول من خلال النافذة وهو مطمئن لعدم وجودها في الشقة.
وبخطوات متأنية، بدأ يتسلل إلى الداخل ليتفاجأ بها أمامه، حاول أن يكتم صرختها، فبدأ في وضع يده عليها كمحاولة لسيطرة عليها، حتى لا تستدعي الجيران فيتم القبض عليه، لكن سرعان ما وجدها تسقط من بين يديه جثة هامدة لا تتحرك، فقام بإحضار المياه ورشها على وجهها في محاولة لإفاقتها لكن باءت محاولته بالفشل وتأكد أنها فارقت الحياة، فلم يكن منه سوى أن ذهب مسرعًا يتخبط في أثاث المنزل من شدة هول المشهد، حتى نزل إلى الشارع وفر هاربًا.
وتصادف مرور أحد أحد الجيران من جانب شقة الطالبة أسماء، ليشم رائحة كريهة تنبعث منها، حاول أن يطرق الباب فلم يفتح أحد، فلطب قوات الأمن التي كشفت عن تفاصيل الجريمة، وتم تشكيل فريق بحث توصلت جهوده في أقل من 24 ساعة إلى ضبط سائق الـ"توك توك" فرحات، من محافظة المنيا وقادم إلى القاهرة لكي يحصل على العمل، وبمواجهته، اعترف بتفاصيل الحادث وأنه قتلها بدافع السرقة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية وإحالته إلى النيابة لمباشرة التحقيقات.
