بين البخور الهندي والزئبق الأحمر.. حكايات البحث عن الكنز المزعوم

جانب من أعمال الحفر للبحث عن مقبرة فرعونية
جانب من أعمال الحفر للبحث عن مقبرة فرعونية

أصوات غريبة تنتشر في أرجاء المنزل.. أنوار تطفي وتضئ في الغرف المظلمة.. هكذا عاش خالد بين جنابات منزله حتى نصحه أحد أقاربه بضرورة الاستعانة بأحد الشيوخ ليعرف ماذا يدور في أرجاء منزله بعد أن أوهمه بأنه قد يكون «جن».

وبالفعل لم ينتظر خالد كثيرًا حتى قام بإحضار أحد الشيوخ، والذي مكث في المنزل لنحو نصف ساعة، بعدها زف له بشري سعيدة، بأنه يوجد أسفل المنزل مقبرة فرعونية مليئة بالذهب، ولكن عليه أن يدفع 5 آلاف جنيه لإحضار أحد المشايخ الصوماليين المقيم بأحد الفنادق بالقاهرة، مهمته تحديد عمق الحفرة.

بعدها بأيام حضر الشيخ الصومالي وفي يده حقيبة سوداء للون، وطلب من جميع من في المنزل الجلوس وعدم الحديث، وغلق أعينهم لبعض ثواني، ثم طلب منا فتح أعيننا لنجد الحقيبة السوداء بداخلها 4 تماثيل من الذهب، ولكنه اشترط عدم لمسها وقام بذبح ديك ووضع الدماء فوق الحقيبة، وحفر حفرة ودفن فيها الحقيبة بما تحويه من تماثيل ذهبية.

عقب ذلك أخبرنا بأن هناك مرة فرعونية كبيرة أسفل المنزل تحوي العديد من الكنوز الذهبية، ولكنه يحتاج إلي أعود من البخور الهندي ليتمكن من السيطرة علي الجن الذي يحرسها، فقام خالد وأقاربه الثلاثة بتسليم الشيخ الصومالي المبلغ علي أن يعود عقب 3 أيام.

وبعد مرور الأيام الثلاثة لم يعود الشيخ، فقاموا بالنزول إلي القاهرة للسؤال عليه في الفندق الذي كان يقيم فيه، ولكنهم وجوده قد غادر، ليعودوا إلي منزل خالد أملين في الحصول علي التماثيل الموجودة داخل الحفرة، ليجدوها قطع من الحجارة، ليعرفوا حينها أنهم وقعوا فريسة لنصاب.

وقال خالد عبد العظيم، أنه وأقاربه وقعوا فريسة لنصاب استغل أنهم يريدون تحقيق الثراء السريع، وقام بالاستيلاء علي نقودهم، مشيرًا إلي أنه عرف فيما بعد أن الشيخين المصري والصومالي ضمن تشكيل عصابى تخصص في علم «السيمياء» وهو أحد علوم السحر السفلى الذى يستخدمه المحترفون ومفاده بأنه يقوم بسحر أعين من يجلس أمامه على أن يرى الحجارة ذهبًا لبرهة من الوقت.

فيما يروى محمود محمد واقعة غريبة عندما تعرف على شخص يدعى «عم سيد» من منطقة دمو، والذى أوهمه بأن لديه قطعا أثرية وعملات ذهبية، وبحث عن وسيط أحضر له خبيرا أكد آثريتها، واتفقا على الأسعار، وعند لحظة التسليم طلب «عم سيد» التأجيل لليوم التالى لأن الجبل مراقب بعناصر من الشرطة، وطلب منهم «العربون»، وحصل عند التسليم على 100 ألف جنيه، وبعدها فوجي الجميع بأن العملات والتماثيل مقلدة وليست حقيقية، وعرفنا أن هذا الرجل ضمن تشكيل عصابى ينصب على المهووسين بحلم الغنى بقطع الآثار.

وأوضح سيد الشورة مدير آثار الفيوم، أن هناك أساليب كثيرة للنصب على الذين يريدون تحقيق حلم الثراء السريع من بوابة الآثار، مشيرًا إلى أن هناك حكايات كثيرة تم النصب فيها على كثير من الفقراء ومنهم فلاح باع 4 رؤوس ماشية كانت كل مصدر دخله، بعد أن أوهموه بأن أرضه تحوى آثار.

وأكد الشورة أن أخر كشف آثرى تم العثور فيه على ذهب فى الفيوم كان منذ نحو 28 عامًا،عندما تم استخراج قرط ذهبى وقناع مطلى بماء الذهب،وتم إيداعه المتحف المصرى، وما يحدث مجرد خداع ووهم تحقيق الثراء السريع، نافيًا أن يكون هناك بخور هندى يتم اكتشاف الكنوز به وأن هناك «وهم» أطلق عليه البعض الزئبق الأحمر والأبيض. .