أبدى سعيد العويران نجم كرة القدم السعودية السابق حزنه الشديد بعد الخسارة الثقيلة التى مُنى بها منتخب بلاده الأول أمام روسيا بخمسة أهداف مقابل لا شيء فى المباراة التى أقيمت يوم الخميس الماضى فى افتتاح منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2018 التى تستضيفها الأخيرة حتى 15 يوليو المقبل.
وأشار إلى أن الهزيمة تسببت فى حدوث صدمة كبيرة داخل أرجاء المملكة وبين الجماهير السعودية العاشقة لـ «الأخضر» لكون الفريق لم يقدم عرضه المنتظر فالخسارة كانت مؤلمة وغير متوقعة خاصة وأنه كانت هناك انطباعات جيدة لدى المشجعين أن «صقور المملكة» قادرون على تحقيق المفاجأة فى أول ظهور لمنتخب عربى وآسيوى فى مباراة افتتاحية فى تاريخ المونديال، خاصةً بعد الأداء الرائع الذى ظهر عليه أبناء المدرب الأرجنتينى خوان أنطونيو بيتزى فى المباريات الودية استعداداً للمشاركة فى أكبر محفل كروى على وجه البسيطة وبالتحديد الخسارة بصعوبة بالغة أمام إيطاليا وألمانيا «بطل النسخة الماضية» بنفس النتيجة بهدف مقابل هدفين.
وقال العويران - فى تصريحاته الخاصة لـ «الأخبار» عبر اتصال هاتفى من روسيا، خلال تواجده هناك لمساندة المنتخب السعودى- إن جماهير المملكة لن تثقل كاهل لاعبيها ولا يزالون رغم خماسية روسيا يقفون خلف فريقهم من أجل التمسك للظفر بخطف إحدى بطاقتى التأهل عن المجموعة لدور الـ16 من عمر المونديال.. مضيفاً أن الأرجنتينى بيتزى عنف لاعبيه بعد المباراة الافتتاحية للبطولة لكنه بدأ سريعاً فى إعادة ترتيب أوراقه قبل المواجهة المرتقبة أمام أوروجواى أقوى المرشحين لصدارة المجموعة فى لقاء ستجرى أحداثه بعد غدٍ الأربعاء على أرضية ملعب روستوف أرينا.
وشدد على أن «الأخضر السعودى» سيعتمد على الهجمات المرتدة والإلتزام الدفاعى من أجل مباغتة «السيلستى» وتحقيق نتيجة إيجابية قبل لقاء الأشقاء مع مصر فى الجولة الثالثة والأخيرة بالمجموعة.
وألمح نجم المنتخب السعودى السابق إلى أنه رغم عدم ظهور اللاعبين المحترفين فى الدورى الإسبانى وفى مقدمتهم فهد المولد لاعب ليفانتى ويحيى الشهرى نجم ليجانيس وسالم الدوسرى لاعب فياريال بالشكل الذى كان مأمولاً منهم خلال مباراة روسيا الافتتاحية لكأس العالم إلا أن هذه التجربة الجديدة كانت ذات آثار إيجابية ستؤتى ثمارها فى المستقبل القريب، خصوصاً وأنه ساهمت فى تكييفهم على أجواء اللعب فى الدوريات الأوروبية الكبرى والاحتكاك بمدربين ولاعبين على مستوى عالٍ من أجل اكتساب خبرات أكبر علاوةً على التعود على حياة الاحتراف الحقيقية والانضباط داخل وخارج المستطيل الأخضر.
وعلق سعيد العويران على أداء منتخب مصر فى أولى مبارياته أمام أوروجواى، قائلاً إن «أحفاد الفراعنة» قدموا أداءً مشرفاً وكانوا خصماً عنيداً لمنتخب يمتلك خط هجوم قويا يقوده الثنائى المتميز ادينسون كافانى مهاجم باريس سان جيرمان الفرنسى ولويس سواريز نجم برشلونة الإسبانى، ونجح الدفاع المصرى فى إيقاف خطورتهما.. مؤكداً فى الوقت ذاته أن كتيبة المدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر لم تكن تستحق الخروج خاسرة من هذه المباراة، فنقطة التعادل ستكون «عادلة ومنصفة» لكلا الطرفين.
وعبر العويران عن إعجابه الشديد بقدرات وإمكانيات محمد صلاح نجم منتخب مصر بعد الموسم الرائع الذى قدمه مع فريق ليفربول الإنجليزى وتتويجه هدافاً لأعرق البطولات الكروية فى العالم وقيادته لـ«منتخب الساجدين» للصعود لنهائيات كأس العالم بعد غياب طويل دام ما يقرب من 28 عاماً منذ آخر مشاركة فى نسخة 1990 بإيطاليا.. مشيراً إلى أن منتخب مصر افتقد لخدمات نجمه الذى تعافى من الإصابة بتمزق فى أربطة مفصل الكتف خلال مباراة أوروجواى لكونه عنصراً فعالاً فى خط هجوم الفريق، قائلاً إن منتخب مصر قادر على الفوز فى مباراة روسيا غداً الثلاثاء فى ثانى جولات المجموعة رغم تسلح الأخير بعاملى الأرض والجمهور خاصة بعد العودة المرتقبة لصلاح الذى يعتبر نجم فوق العادة وأحد أهم عناصر المنتخب المصرى فى الوقت الحالى.
وعن مباراة الجولة الأخيرة بالمجموعة الأولى التى تتمثل فى ديربى عربى منتظر بين مصر والسعودية، قال العويران إن المباراة تشمل كل الاحتمالات فالفائز أو الخاسر فيها غير معروف إلا بعد انتهاء الـ90 دقيقة نظراً لكون جميع المباريات بين الفرق العربية دائماً ما تتسم بالإثارة والتشويق والحماس الكبير للاعبين حتى آخر دقيقة من زمن أحداث اللقاء، متمنياً الفوز للأفضل.. كما اختتم العويران حديثه بالتعليق على فرص الفرق العربية فى الصعود للدور المقبل من عمر المونديال خاصةً بعد الخسائر التى تعرضت لها السعودية ومصر والمغرب بالمجموعة الثانية أمام إيران بهدف دون رد فى الجولة الأولى لدور المجموعات، قائلاً إن الأمل مازال موجوداً والفرصة لاتزال قائمة ليخطف أى من هذه المنتخبات بطاقة الصعود لدور الـ16 بكأس العالم، آملاً أن يحالف التوفيق المنتخب التونسى فى مباراته الأولى أمام إنجلترا المدججة بالنجوم ضمن منافسات المجموعة السابعة والتى ستقام مساء اليوم باستاد فولجوجراد أرينا.
يُجدر بالإشارة إلى أن العويران نجم نادى الشباب السعودى السابق أحد أبرز نجوم الجيل الذهبى للكرة فى المملكة العربية.. وقد شارك فى كأس العالم مرتين خلال نسختى 1994 و1998، ويعتبر هدفه فى مرمى منتخب بلجيكا لكرة القدم فى مونديال 94 سادس أفضل هدف فى تاريخ كأس العالم، وقد لقب بعد ذلك بـ «مارادونا العرب» ليفوز بعدها بجائزة أفضل لاعب كرة قدم فى آسيا فى نفس العام مما جعله أشهر لاعب سعودى، وشارك العويران فى 75 مباراة دولية وسجل 24 هدفاً، علماً بأن جيل العويران حقق فى مونديال 94 الذى احتضنته الولايات المتحدة الأمريكية انجازاً عربياً بالصعود للدور الثانى قبل أن تخسر أمام السويد بنتيجة 1 / 3 لتودع البطولة بعد مستوى مثير للإعجاب ارتبط فى ذاكرة كل سعودى لسنوات طويلة.
