«أول شعوب العالم».. الأمازيغ ثقافة تُحارب الزمن

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

واحدة من أقدم الثقافات والشعوب العربية التي شهدت العديد من الحضارات والديانات، وتشير العديد من الدلالات إلى أن «الأمازيغ» كانوا من أول الشعوب التي عرفها العالم، إلا إنهم على الرغم من ذلك مازال يحاولوا حتى الآن على الحفاظ على هويتهم التي يعتقدون أنها تواجه مخاطر الاختفاء.


ينتشر «الأمازيغ» في عدد من الدول حول العالم، إلا إنهم تركزون بشكل أساسي في شمال أفريقيا، خاصة «المغرب، الجزائر، ليبيا، تونس و مصر»، ووفقًا للدول والأماكن التي يعيش فيها الأمازيغ، فهم يطلقون على أنفسهم تسميات مختلفة، مثل « الطوارق» في الصحراء الكبرى، و«الغوانش» في مجتمعات أخرى.


تقويم،علم..ولغة


مازال «الأمازيغ» يتمسكون حتى الآن بتقويم خاص بهم دون غيره، وهو تقويم فلاحي «زراعي» يرتبط لديهم بالأرض. عادة ما يبدأ عامهم الجديد يوم 13 يناير، وتُشتق أسماء الشهور لديهم من الأسماء اللاتينية.


يعُتبر علم «الأمازيغ» رمزًا ثقافيًا يعبر عنهم بألوانه المتعددة التي تضم « الأزرق، الأخضر، الأصفر» بالإضافة للرمز الأحمر، وترمز هذه الألوان بالنسبة لهم إلى البحار والأراضي الخضراء الغالبة على الطبيعة الأفريقية، والصحراء وأخيرًا المقاومة، متمثلة في اللون الأحمر.


تختلف اللغات التي يتحدث بها «الأمازيغ» باختلاف الدول والثقافات التي يتواجدون فيها، إلا إن لغتهم في العموم تنتمي لعائلة اللغات المعروفة باسم الأفروآسيوية.


ويقول الخبراء إن هذه اللغة ليست متواجدة على أرض الواقع، أي أنك لن تجدها في نقوش أو داخل كتب تاريخية، كما انه لا يوجد تاريخ محدد يمكن دراسته لمعرفة تاريخ «الأمازيغ» وثقافتهم حول العالم، وإنما يعتمدون بشكل أساسي على تناقل الثقافة بشكل عام من جيل إلى آخر، ومن ضمن ذلك اللغة، فهمي متوارثة من الأب إلى الابن.


ويعتمد المؤرخون المتواجدين الآن في كتابة ثقافات وتأريخ القبائل الأمازيغيه على الأشخاص الحاملين لهذه اللغة حاليًا، فيتحدثون معهم بشكل مباشر لمعرفة ما يريدون.


اعتراف رسمي بالهوية


ويطالب «الأمازيغ» الدول بالاعتراف بلغتهم وهويتهم رسميًا لحمايتها من الانقراض والاختفاء تماماً. ويعتبر «الأمازيغ» تجاهل الدول لمطالبهم وعدم اعترافهم بلغتهم بشكل رسمي، نوع من التهميش لهم. كما تعتبر المغرب هي الدولة الأولى التي اعترفت بلغتهم رسميًا إلى جانب اللغة العربية.


شهد «الأمازيغ» على مر العصور كل الأديان واعتنقوها، بداية من الوثنية وحتى دخولهم في الإسلام، كما يُعتقد أن عدد من القبائل اليهودية عاشت بجوار «الأمازيغ» في سلام وأنهم تأثروا بهم وأثروا فيهم كثيرًا حتى ظل عدد كبير منهم على دياناتهم اليهودية حتى بعد ظهور المسيحية والإسلام بعد ذلك.


والحقيقة إنه لا يوجد إحصائيات دقيقة حتى اليوم عن عدد الأمازيغ وفقًا لصحيفة إيلاف السعودية، إلا إن عددهم عام 1984 قدر بأكثر من 14 مليون نسمة، إضافة إلى مليونين خارج المغرب العربي، أما اليوم فيقدر عددهم بحدود 26 مليون نسمة، منهم حوالي 10 ملايين في الجزائر و 7 ملايين في المغرب، يحاربون الزمن والحكومات والتطور المفروض على الجميع للحفاظ على هويتهم التي لا يريدون غيرها.