«مارجرجس والتنين».. قصة تروي 7 سنوات تعذيب للبطل الروماني

القديس مارجرجس الرومانى
القديس مارجرجس الرومانى

يمتلك أقباط مصر العديد من الصور والأيقونات لرموز وقديسي الديانة المسيحية، التي تظهر فى الكنائس ويقبل عليها الأقباط للتبارك بها، ويشعلون الشموع لطلب الأمنيات وشفاعتهم لحل مشاكلهم، كما يتبارك بها الأقباط بتعليقها داخل بيوتهم وفى حقائبهم.

 

ومن أكثر القديسين الذى تتداول صوره وتتعلق دائما فى أذهان جميع الأقباط القديس مارجرجس الرومانى الذى يطلق عليه العديد من الألقاب، منها أمير الشهداء، وأطلق عليه ذلك لتعذيبه لمدة 7 سنوات متواصلة بسبب إيمانه بالمسيحية، وأيضا أطلق عليه البطل الرومانى لعمله جندى فى الجيش الرومانى، حيث كان يتسم بالشجاعة والفروسية.

 

ويعد من أكثر الصور المتدوالة والمنتشرة للقديس مارجرجس فى المسيحية وهو راكب على حصانه الأبيض ومرتديا زي الجندية ويقوم بقتل التنين بالحربة، وبجانبه فتاة تقف وترتدى زيا أبيض، وتعود قصة تلك الصورة إلى أن هناك تنينا يسكن فى عشة بجوار بئر المياه الوحيدة فى إحدى القرى بفلسطين، التى كان يسكنها القديس مارجرجس، الذي كان وقتها جنديا وقائدا للجيش الروماني،  وكان الأهالى يقدمون كل يوم خروفا لهذا التنين لكي يخرجوه من العشة حتى يستطيعون ملء المياه من البئر.

 

 وحينما نفدت الخرفان من القرية، فكر الأهالى فى أن يقدموا له فتاة شابة ليأكلها، وبالفعل قدموا له الفتاة، ولكن مارجرجس أنقذها من فم التنين وجاء بحصانه وطعن التنين بالحربة فمات، وذلك أمام أعين جميع من في القرية الذين شاهدوا شجاعة القديس أمام التنين الذى ظل يرعبهم لسنوات طويلة.

 

ويحتفل المسيحيون فى كل أنحاء العالم غدا الثلاثاء الموافق 1 مايو من كل عام بعيد استشهاد القديس مارجرجس الروماني الذى ولد عام 280 م فى مدينة اللد بفلسطين من أبوين مسيحيين من طبقة النبلاء، وعندما توفى والده قامت أمه بتربيته تربية دينية حسنة حتى بلغ السابعة عشر من عمره فالتحق بالجندية وترقى حتى شغل منصب قائد الجيش الروماني أيام حكم الملك دقلديانوس، الذي منحه لقب أمير والجنسية الرومانية وأغدق عليه بالكثير من الأموال والهدايا منها الحصان الأبيض الذي يظهر به فى كل الصور والأيقونات المسيحية.

 

إعجاب الملك بالبطل الروماني أثار الحقد والكراهية من المقربين الوثنيين للملك، ففكروا في التخطيط لإشعال الفتن بينه وبين الملك والمسيحيين بجعله يصدر مرسوماً يعلن فيه الحرب على معتنقي الديانة المسيحية وتعذيبهم وحرق كنائسهم، وحينما علم الأمير جرجس بهذا البيان قام بتمزيقه لما فيه من ظلم جامح، فأمر الإمبراطور دقلديانوس بتعذيب هذا القديس بجميع أنواع آلات التعذيب لمدة سبع سنوات متتالية لذا سمى بأمير الشهداء.

 

 وخلال فترة تعذيبه آمن بالعقيدة المسيحية الكثير من الرومان، منهم زوجة الإمبراطور ألكساندرا وعندما يئس دقلديانوس من الأمير لتمسكه بعقيدته أمر بقطع رأسه عام 303 م، وهو في عمر ثلاثة وعشرين عاماً وبعد استشهاده نقل جثمانه إلى مدينة اللد بفلسطين.