ساركوزي«حياتي جحيم».. كيف دمرت الفضائح رئيس فرنسا الأسبق؟

 الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي
الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي

«حياتي جحيم» اختار الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي هذه الجملة ليصف بها ما يحدث له حالياً من تحقيقات بسبب تهم الفساد التي طالته خلال فترة وجودة على قمة السلطة.

ارتبط اسم الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي منذ اليوم الأول له في الشانزلزية بالعديد من الفضائح والانحرافات التي دفعت به الآن وبعد سنوات من تركه الحكم إلى ساحات القضاء ليواجه اتهامات بحصوله على تمويل ليبي غير قانوني أثناء حملته الانتخابية في 2007، تلك الاتهامات التي قوبلت من جانبه بالرفض والنفي مشيرا إلى كونها مجرد افتراءات حولت حياته إلى «جحيم».

احتجز ساركوزي ليومين جري فيهما استجوابه، ووجهت له تهم رسمية بالفساد المالي والتي تصل عقوبتها إلى السجن لـ10 سنوات. وخلال مقابلة تليفزيونية، أكد ساركوزي أنه لا يوجد أدنى دليل على الاتهامات الموجهة له، كما مضى قائلاً «هل تود أن تعرف المبلغ الذي حسبته الشرطة التي استجوبتني وتشتبه في الحصول عليه خلال حملتي عام 2007؟ إنه 38 ألف يورو وبالنسبة للحملة التي تكلفت 21 مليون يورو فإنه يمثل 0.0018%».

اتهامات الفساد ليست الأول، فقائمة الاتهامات المشينة في تاريخ ساركوزي السياسي كبيرة، نستعرض في هذا التقرير بعضا منها.

تمويل الانتخابات الرئاسية عام 2012

في 2014، فتحت السلطات الفرنسية تحقيقا جنائيا في واقعة توجيه اتهام بإنفاق أكثر من 10 ملايين دولار على حملة ساركوزي الانتخابية لعام 2012، والتي هزم فيها الاشتراكي فرانسوا هولاند، إلا أن التحقيقات خلصت إلى اعتبار تلك النفقات جزءا من أموال حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية والذي يترأسه ساركوزي.

اشتبه القضاء الفرنسي بأن الحملة الانتخابية لساركوزي استخدمت شركة "بيغماليون" التي نظمت بعضا من تجمعاته الانتخابية، حيث وضعت هذه الشركة نظام فواتير مزورة بنفقات تبلغ حوالي 18.5 ملايين يورو وضعت على حساب حزب "الاتحاد من اجل حركة شعبية" (الذي سمي لاحقا "الجمهوريون")، بدلا من أن تدخل في حسابات حملة ساركوزي، بهدف إخفاء تجاوز السقف القانوني لنفقات حملات الانتخابات الرئاسية المحدد بـ22.5 مليون يورو.

فضيحة صفقة الأسلحة الباكستانية

فضيحة من العيار الثقيل طالت العديد من السياسيين والعسكريين الفرنسيين، جاء على رأسهم ساركوزي.

كان أحد عشر مهندسا فرنسيا عام 2002 قد قتلوا في تفجير مدينة كراتشي الباكستانية، وأثبتت التحقيقات فيما بعد بأن التفجير لا صلة بالقاعدة به إنما له علاقة بخلاف فرنسي باكستاني حول عمولات صفقة أسلحة بين البلدين.

برنار تابي..تزاوج السياسة والمال

في 2013، أمر القضاء الفرنسي بحجز ممتلكات رجل الأعمال الفرنسي برنار تابي في قضية تحكيم تورطت فيها مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاجارد، وأكد القضاة أن تابي كان "المستفيد الأبرز من المبالغ" التي حصل عليها في إطار نزاعه مع إحدى البنوك حول بيع أدوات رياضية.  

وجه القضاء تهمة الاختلاس المنظم لرجل الأعمال الشهير، وأيقظت تلك القضية العديد من الأقاويل التي تورط فيها ساركوزي، حيث اشتبه الكثيرون في أن الرئيس السابق شمل برعايته برنار تابي والذي دعمه خلال حملته الانتخابية في2007.