12 مرأة في أروقة القصر.. «أم خليل» حكمت مصر 80 يوما

الملكة شجرة الدر
الملكة شجرة الدر

سطرت المرأة المصرية ملاحم بطولية رائعة على مر التاريخ في بناء الدولة وقيادتها في أحلك ظروفها، وما بين وراثة شرعية وصدفة خُلدت أسماء بعضهن باعتلاء عرش مصر، ربما لا يتذكر كثيرون منهن ما يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

 

وبمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، ترصد «بوابة أخبار اليوم»، 12 امرأة اعتلت بعضهن عرش مصر، فيما لعبت أخريات دورًا بارزًا في أروقة الحكم.

 

ميريت نيت

 

أول امرأة اعتلت عرش مصر، وهو ما أوضحته لوحة عثر عليها بإحدى مقابر أبيدوس، نُقِش عليها اسمها، كما جاء ذكرها في حجر «بالرمو» الخاص بأسماء الملوك الذين حكموا مصر، وذُكرت في المصادر التاريخية أنها ارتقت العرش وحكمت حكمًا منفردًا.

 

وهي الملكة الوحيدة التي عُثِر لها على مقبرتين، إحداهما في «سقارة» والأخرى في «أبيدوس» بجوار مقابر الملوك.

 

خنت كـاوس 

 

ملكة مصر العليا والسفلى والوريث الشرعي للعرش، التي لعبت دورًا هامًا في تعاقب الأسرتين الرابعة والخامسة، وهي ابنة الفرعون «من كاو رع»، وزوجة «شپ سس كاف»، وأم «أوسر كاف».

 

عقب وفاة زوجها كان ابنها لا يزال حدثًا، فتولت حكم البلاد باعتبارها وصية عليه فأصبحت الوريث الشرعي للعرش، وبنت معبدًا هرميًا في هضبة الجيزة، شمال طريق المعبد الجنائزي لـ«منقرع».

 

نيـت إقـرت 

 

ثالث ملكات مصر، وهي آخر ملوك الأسرة السادسة، وكانت تتميز بملامحها الشقراء، حتى قال عنها الكاهن المصري «مانيتون» أنها أجمل نساء عصرها.

 

ترددت حول «نيت» العديد من الأساطير، ما بين دورها في بناء الهرم الثالث، وما ذكره «هيرودوت» عن قصة انتحارها بعد انتقامها من الذين قتلوا زوجها قبل وراثة العرش منه، ببناء قاعة واسعة تحت ودعت عددًا كبيرًا من المصريين، لاسيما المتورطين في قتل زوجها، وأثناء تناولهم الطعام أغرقتهم في ماء النهر عبر قناة واسعة خفية تصل للقاعة، وبعدها ألقت بنفسها داخل غرفة مليئة بالرمال حتى لا تعاقب.

 

سـبك نفـرو

 

ابنه الملك «أمنمحات الثالث»، وتولت عرش مصر عقب وفاة شقيقها «أمنمحات الرابع»، ولكن حكمها لم يطل أكثر من 3 أعوام و4 أشهر و20 يوما بالتحديد؛ كما جاء في بردية تورين بين أعوام 1782 و1778 ق.م، لينتهي حكم الأسرة الـ12، لتدخل مصر مرحلة زمنية جديدة باحتلال «الهكسوس» لمصر.

 

وشيدت «سـبك نفـرو» هرمها على مقربه من هرم أمنمحات الثالث في هوارة بصعيد مصر، وعثر على بعض قطع أثرية باسمها على مقربه من ذلك الهرم في القرن الماضي.

 

حتشبسوت 

 

إحدى أشهر الملكات في التاريخ، وخامس فراعنة الأسرة الـ18، وحكمت من 1482 ق.م إلى 1503 ق.م، وتميز عهدها بقوة الجيش والبناء، وهي الابنة الكبرى للملك تحتمس الأول وتزوجت من «تحتمس الثاني» الابن غير الشرعي لوالدها، كعادة الأسر الملكية ليشاركا معا في الحكم بعد موت والدهما، وذلك حلا لمشكلة وجود وريث شرعي له.

 

واجهت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار، ويقول بعض المؤرخين إنها قتلت زوجها للاستيلاء على الحكم، فضلا عن محاولتها الدائمة للظهور بملابس الرجال كرد على الغضب الشعبي الساخط لتولي امرأة حكم البلاد.

 

كانت «حتشبسوت» أول من ارتدت القفازات، وذلك لوجود عيب خلقي بأصابعها -6 أصابع أو أكثر في اليد الواحدة- ولم يعرف الكثيرون ذلك إلا بعد رؤية موميائها، إذ كانت تأمر النحاتين بإظهار يدها بشكل طبيعي في أغلب تماثيلها.
                

تـاوسـرت

 

اختلف الباحثون في شخصية هذه الملكة، وما إذا كانت مجرد زوجة لأحد هؤلاء الملوك، أم أنها استولت على العرش، فيرى «ألن جاردنر» أنها آخر ملكة تحكم في الأسرة الـ19، ويحدد مدة حكمها بـ8 سنوات في الفترة ما بين (1202 - 1194 ق.م)، فيما ذكر «يوليوس الأفريقي» و«يوسيبيوس» أن حكمها دام لـ7 سنوات، وأشارا إلى اسمها باعتباره اسمًا لملك يدعى «Thuōris».

 

وكشفت إحدى الروايات كواليس وصولها إلى العرش، مؤكدة أنه بعد موت الملك «مرنـﭙتاح» آخر الملوك الأقوياء في الأسرة الـ19، عمّت البلاد فوضى شاملة، واجتاحتها موجة من الاضطرابات التي تخللتها كثير من المؤامرات بهدف الوصول إلى عرش البلاد، وفي هذه الأثناء ظهر على مسرح الأحداث كثير من الأسماء التي تنافست على العرش، مثل «ساﭘتاح»، و«آمون مس» و«سيتي الثاني» والملكة «تاوسرت».

 

نفرتيتي

 

إحدى أقوى النساء في مصر القديمة، ويعني اسمها «المرأة الجميلة أقبلت»، وقد عثر على قبرها بالقرب من قبر الملك «توت عنخ آمون» ابن زوجها «إخناتون» الذي حكم مصر في القرن الـ14 قبل الميلاد، ومثل ما حدث مع زوجها، فقد تم محو اسمها من السجلات التاريخية كما تم تشويه صورها بعد وفاتها.

 

كانت « الزوجة الملكية العظيمة» كما كان يطلق عليها، تساند زوجها في الحكم، ثم انتقلت للعب دور أساسي في نشر المفاهيم الجديدة التي نادى بها زوجها، وظهرت معه أثناء الاحتفالات، والتي صورت فيها وهي تقوم بالقضاء على الأعداء، وتمتعت بسلطة واسعة ليس لها مثيل في قيادة البلد.

 

نفرتاري

 

كانت كبيرة الزوجات الملكيات أو الزوجة الرئيسية لـ«رمسيس العظيم»، واسمها يعني «المصاحبة الجميلة»، وهي واحدة من أكثر الملكات المصريات شهرة. 

 

ظلت «نفرتاري» أهم زوجات الفرعون من بين 8 زوجات لمدة طويلة، وكانت شريكته في الحكم، وتوفيت عام 1250 ق.م، واكتشفت مقبرتها عام 1904 ولم تفتح للجمهور منذ اكتشافها إلا في أوائل تسعينيات القرن الماضي، وذلك لحدوث بعض التلفيات في النقوش والزخارف بسبب ترسب الأملاح، وتزخر مقبرتها بالرسوم الجدارية الحية، وهناك لوحة حائطية تُصور الملكة وهي تلعب ما يشبه «الشطرنج».

 

الملكة كليوباترا الثانية

 

إحدى أبناء الملك «بطليموس الخامس»، اشتركت في الحكم مع أشقائها، ثم تربعت على العرش وانفردت بالحكم عقب هروب شقيقها «بطليموس الثامن» في أعقاب قيام ثورة عليه، وبعد مرور فترة استعاد الحكم.

 

برنيقة

 

بعد وفاه «بطليموس التاسع» لم يكن له وريث، فتولت حكم مصر زوجته الثالثة «برنيقة»، وعرف بعد ذلك أن هناك ابنا للملك الأسبق وهو «بطليموس العاشر» موجودا في روما، فعاد إلى مصر وتزوج برنيقة وحكم مصر.

 

كليوبترا السابعة

 

آخر الحكام البطالمة في مصر، وتفوقت على من سبقوها في الذكاء والحصافة والطموح، واعتلت كليوباترا العرش وحكمت مصر لنحو 20 عاما (من 51 إلى 30 ق.م)، 

 

شجرة الدر

 

«أم خليل» كما لقبت نفسها في وثائق الدولة الرسمية، تمكنت من الإطاحة بأيبك وأقطاي وأجبرت لويس التاسع، بعد أن هزمت جيوشه، على دفع فدية 800 ألف دينار، وهي مملوكة الملك الصالح وخادمة خليفة المسلمين في بغداد، وحكمت مصر 80 يوماً، بمبايعة المماليك والأعيان.

 

نقش اسمها على الدراهم والدنانير، وأصبحت الأحكام تصدر باسمها، وقد سيرت المحمل حاملا كسوة الكعبة مصحوبا بالمؤن والأموال لأهل بيت الله الحرام تحميه فرق من الجيش، وقامت بنشر راية السلام فأمن الناس خلال فترة حكمها القصير، وتوج حكمها بصد الصليبيين بأسر لويس التاسع.