هل يمكن جمع الصلوات لظروف العمل؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

يضطر بعض الأشخاص إلى تأجيل عدد من الصلوات وأحيانا جميعها، بسبب ظروف العمل أو طبيعة المكان الذي يتواجد فيه، الأمر الذي يعرف البعض حكمه في الدين إن كان صحيحا أم فيه حرمانية عليه.


وقالت «أمانة الإفتاء»، وفي هذه المسألة، خلال فتوى لها إن الصلاة ركن من أركان الإسلام، ومنزلتها من الإيمان أشبه بمنزلة الرأس من الجسد، وشدد الإسلام كل التشديد في طلبها وتقييد إيقاعها بأوقات مخصوصة.


واستشهدت «أمانة الفتوى» بقوله تعالى: «إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا» [النساء: 103]، وما ورد في "الصحيحين" -واللفظ لمسلم- عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان».


وأضافت «أمانة الفتوى» أن الإسلام اهتم بمحافظة المسلمين على الصلاة في كل الأوقات والتي منها الحرب والسفر وحالة الخوف وغيرها،  وهذا ما ورد في قول الله تعالى: «حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين. فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون» [البقرة: 238-239]، والذي يعني «فصلوا حال الخوف والحرب، مشاة أو راكبين كيف استطعتم بغير ركوع ولا سجود بل بالإشارة والإيماء وبدون اشتراط استقبال القبلة».


وحسب الفتوى، والتي حملت الرقم المسلسل 4053، أنه تم تشريع جمع الصلوات للعذر؛ فتؤدي الظهر مع العصر تقديما أو تأخيرا، وتؤدي المغرب مع العشاء، بشرط أن ينوي ذلك قبل دخول وقت العصر أو العشاء، ومن هذه الأعذار الوحل «الطين».


وأنتهت الفتوى، بأنه يمكن للشخص جمع الصلاة في حالة وجود عذر مثل صعوبة الوقوف أو السجود بسبب وجود وحل وصعوبة وجود سطح صلب جاف حين يصلي، لافتة إلى أنه لا خلاف بين الفقهاء في أن الجلوس بدل عن القيام في صلاة الفريضة عند العجز عن القيام، فمن يشق عليه القيام جاز له أن يصلي جالسا؛ لما رواه الإمام البخاري من حديث عمران بن حصين رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب».


وتم الاستشهاد في الفتوى بما قال الشيخ صالح الآبي في "جواهر الإكليل شرح مختصر خليل المالكي: «يجب القيام في الصلاة المفروضة، إلا لمشقة فادحة، أو لخوف المكلف بالقيام في الصلاة، أو قبل الصلاة ضررا. قال أشهب: له الجلوس في الصلاة، ودين الله يسر».