فضيحة على الهوا

صورة موضوعية
صورة موضوعية

جن جنون الزوج، وانتفخت عروقه التي سرت فيها الدماء كسريان التيار الكهربي في الأسلاك، وبات ليلته يئن ويتألم، تراود مخيلته صورة زوجته، بعدما أنهى محادثته الهاتفية مع أحد أقاربه.

 

مر العمر أمامه في لحظات، واغرورقت عيناه بالدموع، وأثقلت رأسه بالتساؤلات، يبحث عن سبب يجعل زوجته تقبل على خيانته فهو لم يقصر معها وكان لها بمثابة مصباح علاء الدين حيث كل طلباتها مجابة، يسابق الزمن في انتظار أن يعود إليها حيث يعمل بإحدى الدول العربية.

 

تملكته الحيرة الشديدة وهو يجز على أسنانه، ويعض شفتيه غيظا وحزنا بسبب بعد المسافة بينه وبينها إلى أن أهداه تفكيره ورسم خطته بهدوء بعد أن استجمع قواه، انتقض من فوق مضجعه أمسك بهاتفه المحمول، وقام بالاتصال بزوج شقيقته يخبره بأن ينفذ مخططه دون أن يعلم أحد لحين حضوره، وأرسل له مبلغا من المال كي يقوم بتركيب عدة كاميرات مخفية داخل شقته لكشف خيانة الزوجة، حتى يتمكن من مشاهدتها عن طريق النت وهو في مكان عمله بالدولة التي يعمل بها.

 

نجح زوج شقيقته في استقطاب الزوجة ودعوتها إلى منزله ليتمكن وفني تركيب الكاميرات من أداء عمله دون أن تشك أو تشعر.

 

وبالفعل نجحت الفكرة، وتأكد الزوج من خيانة زوجته، ومرت عليه الأيام والليالي كالدهر، ينغي حظه وتراود مخيلته كيفية الانتقام منها، وفضيحتها، وجاءت ساعة الصفر حيث أخبر زوج شقيقته فقط بموعد عودته وألا يخبر أحدا بذلك، وتوجه إلى أحد الفنادق، وقام بمراقبة الزوجة عن كثب، وأحكم خطته بأن يقتحم عليها الشقة أثناء تواجد العشيق معها، وضبطهما متلبسين.

 

اختلجت أنفاسه، وتطاير الشرر من عينيه عندما شاهد العشيق متوجها إلى شقته، انتظر قليل من الوقت بمصاحبة بعض الأقارب والأهل، وهرول الجميع تسابق أقدامهم الرياح واقتحموا عليها الشقة وتمكنوا من التحفظ على العشيق الذي قاموا بلتقينه علقة ساخنة كادت أن تودي بحياته لولا تدخل العقلاء وطالبوا الزوج الاتصال بشرطة النجدة لإثبات واقعة الزنا، والقبض على الزوجة الخائنة وعشيقها متلبسين.

 

وبإخطار الرائد عمر أبو بكر رئيس مباحث مركز المحلة، تم عمل المحضر اللازم، وعمل التحريات المكثفة بإشراف العقيد  محمد البرلسي مفتش المباحث بالغربية، وذكر الزوج في أقواله بأن زوجته استغلت غيابه وسفره للعمل بإحدى الدول العربية، وأقامت علاقة غير شرعية مع عشيقها، وقدم اللقطات التي تم تسجيلها.

 

وأحالهما اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية إلى النيابة التي تولت التحقيقات.