الجمعية الدولية للأورام: إعصار جديد في العلاج المناعي للسرطان

الجمعية الدولية للأورام
الجمعية الدولية للأورام

أعلنت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، اعتماد العلاج المناعي لأورام الرئة والكلى والمثانة كخط دفاع أول، بالإضافة إلى اعتماده كخط دفاع ثاني لأورام الدم والكبد والرأس والرقبة.

 

جاء الإعلان عن اعتماد العلاج المناعي، خلال المؤتمر الدولي العاشر لأورام الثدي والنساء والعلاج المناعي كخط دفاع أول للأورام، الذي عقد اليوم الاثنين ١٥ يناير، برعاية د.أحمد عماد، وزير الصحة والسكان، د.خالد عبد الغفار، وزير التعليم العالي، د.عبد الوهاب عزت، رئيس جامعة عين شمس، و د.محمود المتيني، عميد كلية طب عين شمس.

 

وقال د.هشام الغزالي، أستاذ علاج الأورام ومدير مركز الأبحاث بكلية طب عين شمس، ورئيس الجمعية الدولية للأورام، إن «العلاج المناعي للأورام قد أثبت خلال فترة وجيزة لا تتعدى العامين قدرته على التغلب لإعطاء نسب أعلى للشفاء، وأثار جانبية أقل، بالمقارنة بالعلاج الكيميائي التقليدي».

 

وتابع: «وكانت الدراسات قد أثبتت تغلب العلاج المناعي على الكيميائي في الخط الثاني والمراحل المتأخرة، إلا أنه خلال هذا العام أثبتت الدراسات أن العلاج المناعي قد تغلب على العلاج الكيميائي التقليدي كخط أول في علاج أورام الرئة، وأورام الخلايا الصبغية للجلد، وأورام المثانة في المرضى الذين لا يمكن إعطائهم العقار الكيميائي الذي يحمل مادة (بالاتينم) في أورام المثانة، وكذلك في أورام الكلى عند إضافته للعلاج الموجه».

 

وأضاف «الغزالي» أن «العلاج المناعي يعتبر القوة الضاربة الرابعة في مواجهة الأورام، ويعتمد في عمله على تحفيز الجهاز المناعي الطبيعي بالجسم وإزالة المقاومة التي يصنعها الورم ليوقف عمله للقضاء عليها، وأدى ذلك بين المرضى المستجيبين للعلاج المناعي لفترات طويلة إلى استمرار شفائهم حتى الآن دون ارتجاع».

 

ومن جهة أخرى أوضح «الغزالي» أن المؤتمر هذا العام يعقد لأول مرة بالتعاون مع اللجنة العليا للأورام بوزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لمكافحة السرطان وجامعة هارفرد، والشبكة القومية الأمريكية للأورام، حيث يتم الإعلان عن استراتيجية الوقاية من أورام الثدي في منطقة مصر والشرق والأوسط، وذلك بحضور ٧٥ عالم مصري وعربي وأجنبي.

 

وأشار أستاذ علاج الأورام، إلى أن أهمية الوقاية تكمن في خفض نسب الإصابة بحوالي ٤٠٪ من عدد الإصابات خلال عام ٢٠٣٠، ومن المعروف أن أعداد الإصابة بالسرطان تصل إلى ١١٦ ألف حالة جديدة كل عام، تمثل أورام الثدي منها ٣٤٪.

 

وأوضح د.هشام الغزالي، أن المؤتمر سيعلن عن ٤ علاجات جديدة للأورام من بينها علاجات موجه جديدة لأورام الثدي يتم طرحها في السوق المصري، وتمثل الجيل الثاني من العلاجات الموجهة، وتستخدم بعد فشل الجيل الأول من العلاج الموجه لبعض الحالات، وأدت إلى رفع نسب شفاء أورام الثدي إلى ٧٠٪ .

 

ومن جانبه، قال د.ياسر عبد القادر، أستاذ علاج الأورام كلية طب قصر العيني، إن «جراحة استئصال ورم الرئة حتى عام ٢٠١٨ تمثل نسبة شفاء تصل إلى ٧٥٪ في المراحل المبكرة من المرض، إلا أن المشكلة تكمن في أن نسبة الاكتشاف المبكر في مرض سرطان الرئة لا تتعدى ٣٠٪ والنسبة المتقدمة تصل إلى ٧٠٪».

 

ولفت «عبد القادر» إلى أن «العلاج المناعي أثبت كفاءة وتفوق على العلاج الكيميائي في السيطرة على سرطان الرئة، وأصبح خط دفاع أول وثان وثالث، ويحقق نسبة شفاء واستجابة ما بين ٥٠ إلى ٦٠٪»، مشيرا إلى ضرورة رفع التوعية لزيادة نسبة الاكتشاف المبكر لمرض سرطان الرئة.

 

ومن جانبها أضافت د.هبة الظواهري، أستاذ علاج الأورام بالمعهد القومي للأورام، أن «الأجيال الجديدة من العلاجات الهرمونية تغلبت على أسباب فشل مقاومة المرض للعلاج الهرموني عن طريق استهداف إشارات معينة داخل الخلية تمكن العلاج الهرموني من القضاء على الورم وتقلل الاحتياج لاستخدام العلاج الكيميائي، ويعلن المؤتمر لأول مرة استخدام تلك الأدوية للنساء ما قبل انقطاع الطمث».

 

وقال د.عمر زكريا، أستاذ جراحة الأورام ورئيس الجمعية الدولية لجراحات الثدي، إن «جراحات الأورام تشهد تطورًا مذهلا، حيث يتم تفصيلها على المريض طبقًا للتشخيص والمرحلة المرضية، كما أصبح هناك تأثير كبير للعلاجات الحديثة كالعلاج الهرموني والموجه على نوعية وأسلوب الجراحة، مما نتج عنه زيادة نسبة الحفاظ على الثدي وارتفاع نسب الشفاء من هذا المرض».

 

وتابع: «بالإضافة إلى إمكانية اختيار نوعيات الجراحة التحفظية، والجراحات التكميلية للحفاظ على شكل الثدي، مما يكون له الأثر الكبير على الحالة النفسية للمريضة».

 

وأوضح د.ماجد أبو سعدة، أستاذ أمراض النساء والتوليد كلية طب عين شمس، أن «الجلسات العلمية سوف تناقش آخر ما تم التوصل إليه العلم في علاج سرطان بطانة الرحم وتحديد أبعاد العلاج الجراحي ودور العلاج الكيماوي والإشعاعي في مثل هذه الحالات ومدي استفادة المريضة من هذه الوسائل العلاجية، كما تناقش وسائل تشخيص وعلاج الأمراض المختلفة التي تسبق التحول السرطاني في الأعضاء المختلفة لأن هذا سيوفر للمريض القلق والمعاناة والتكلفة المادية لعلاج الأورام السرطانية المختلفة».

 

نظرًا لأن ارتجاع أورام المبيض الخبيثة بعد علاجها يمثل تحديًا كبيرًا للقائمين على علاج الأورام السرطانية للمبيض، سيتم مناقشة تلك الحالات بشكل مستفيض لتحديد أفضل وسائل التشخيص والعلاج والمتابعة.