يعد مسجد سنان باشا، الواقع في حي بولاق أبو العلا ثاني مسجد أنشئ في مصر على الطراز العثماني، بعد مسجد سارية الجبل عام 1528م.
من هو سنان باشا
هو القائد التركي الذي عاصر أربع سلاطين من سلاطين العثمانيين وهم السلاطين «سليمان القانوني، سليم الثاني، مراد الثالث، محمد خان»، وقد كلف خلال حكم هؤلاء السلاطين نظرًا لحنكته السياسية وقدرته الحربية بالعديد من المهام الصعبة في العالم العربي.
قالت مدير عام شئون المناطق آثار غرب القاهرة، نجوى أحمد، إن «سنان باشا عاش حياة مرفهة ثرية، حيث كان دخلة السنوي فيها نحو أربعمائة ألف جنيها، وقد اسندت إليه ولاية مصر مرتين، الأولي في عام 1567م، إلي 1568م، قضى فيها على الفتن والثورات التي كانت ناشبة في البلاد».
وأضافت أنه «تم توجيهه على رأس حملة إلى اليمن لقمع فتنة الزيدين، وقام بمهمته خير قيام، وعاد إلى مصر في ولاية ثانية في عام 1571م ، حتى عام 1573م».
وتابعت نجوى أحمد، أنه «تم استدعاء سنان باشا بعد ذلك إلي اسطنبول، فعين صدرًا أعظم ثم عهد إليها السلطان سليم الثاني، بفتح تونس واستخلاصها من أيدي الأسبان فقام في واحدة من أهم الغزوات العثمانية علي رأس جيش كبير قهر به الأسبان واستولي على قلاع تونس».
وأشارت مدير عام شئون المناطق الآثرية، إلى أنه «في عام 1573م، تولي الصدارة العظمي للمرة الثانية في عهد السلطان مراد الثالث، في عام 1580م، ولم يلبث إلا وأسندت إليه نيابة الشام فبني بها مسجد لا يزال باقيا حتى اليوم»
وأوضحت أنه تم استدعاء سنان باشا إلى اسطنبول، حيث تولي الصدارة العظمي للمرة الثالثة في عصر بلغت فيه الدولة العثمانية من سعة الملك ما لم تبلغه في أي مرحلة من مراحل تاريخها الطويل، وقيل أنه تولي هذه الصدارة مرة رابعة حتى توفي عام 1596م.
وفي مصر قام سنان باشا بحفر خليج الإسكندرية، وبناء مسجد وسوق وحمام، فيه إضافة إلى إنشاء مدرسته وحمام بالصنادقية وخان ومسجده في بولاق والذي يعد ثاني مسجد أنشئ في مصر علي الطراز العثماني، بعد مسجد سارية الجبل عام 1528م.
تتكون العمارة الخارجية لمسجد سنان باشا من أربع واجهات حجرية، تتوجها شرفات على هيئة الورقة النباتية الثلاثية.
الواجهة الرئيسية
في الناحية الشمالية الشرقية، تطل علي حديقة تحيط بواجهات أروقة المسجد من الخارج تتوسطها فتحة باب ذات عقد مدبب تعلوها جامة دائرية ذات حجاب من الجص المفرغ بأشكال هندسية، وعلي جانبي هذه الفتحة رواق به ثلاث بوائك معقودة بعقود مدببة ترتكز علي أعمدة رخامية ودعامات حجرية في كل بائكة منها جامة دائرية علوية ذات حجاب من الجص.
الواجهة الجنوبية الشرقية
فتطل على حديقة بها فتحة باب ثاني داخل جفت لاعب ذو ميمات دائرية، يعلوه عتب مستقيم من صنجات حجرية معشقة، يليه نفيس فوقه عقد عاتق من صنجات معشقة أيضا، وتضم هذه الواجهة إلي جانب باب به ست دخلات متشابهة ذات صدور مقرنصة بمقرنصات من حطتين في كل منها شباك مستطيل ذات حجاب من المصبعات المعدنية تتوسطها قمرية دائرية علوية، وفي الركن الجنوبي الغربي لهذه الواجهة مئذنة حجرية.
الواجهة الجنوبية الغربية
تطل علي ساحة تضم ميضأة و دورة مياه تتكون هذه الواجهة من بائكة ذات عقود مدببة ترتكز علي أعمدة رخامية و دعائم حجرية يحيط بكل منها جفت لاعب ذو ميمات دائرية تتخللها ثلاث جامات مستديرة من الجص المفرغ بأشكال نباتية و هندسية يتوسط الجامة الأولى منها عبارة «الله ربي».
الواجهة الشمالية الغربية
تطل علي الحديقة المحيطة بها بوائك ذات عقود مدببة ترتكز علي أعمدة رخامية وأكتاف حجرية، تشتمل علي بائكة وسطي بها فتحة باب ثالث تفضي إلي داخل المسجد إضافة إلي بائكتين جانبيتين.
المئذنة
مشيدة من الحجر ذات قاعدة مربعة مشطوفة الأركان العلوية يعلوه بدن أسطواني مضلع تتخللها شرفة دائرية ذات ستة عشر ضلعا، تزينها زخارف مفرغة وتنتهي المئذنة من أعلي بشكل مخروطي.
العمارة الداخلية للمسجد
تتكون العمارة الداخلية للمسجد من مساحة مربعة, بكل ضلع من أضلاعها دخلتان متماثلتان ذواتى قبوين نصف دائريين في الجدارالجنوبي الشرقي محراب مجوف عبارة عن حنيه نصف دائرية، ذات عقد مدبب تعلوه قمرية مستديرة بها كتابات من سطرين نص أولهما «لا اله إلا الله» ونص ثانيهما «محمد رسول الله ».
وتقوم في الأركان العلوية لهذا المربع أربع مناطق انتقال داخلية ذات مثلثات كروية، يلي ذلك رقبة ذات 16 ضلعًا يفصل بين كل اثنين منهم عمود مندمج.
يعلوها الخوذة فتح المعمار، في ثمانية أضلاع من رقبة القبة نوافذ علي هيئة قمريات دائرية ذات أحجبة من الجص المعشق بالزجاج الملون، قابلها في الأضلاع الثمانية الأخرى بثمان مضاهيات، وقد زاد المعمار في هذا الصدد بعمل شرفة خشبية ذات ممر ضيق تليه ست عشر فتحة متماثلة كل منها علي هيئة ورقة نباتية ثلاثية، يغشيها حجاب من الجص المعشق بالزجاج الملون.
