عقب تأجيل زيارته مرتين.. ماذا سيفعل نائب ترامب في جولته بالشرق الأوسط؟

دونالد ترامب ونائبه مايك بنس
دونالد ترامب ونائبه مايك بنس

موعدان أعلن عنهما البيت الأبيض لبدء جولة نائب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مايك بنس، خلال شهر ديسمبر الماضي للشرق الأوسط، تم تأجيل كليهما وسط الكثير من الاعتراضات والانتقادات التي سببها قرار الرئيس الأمريكي حول القدس.


ففي 6 ديسمبر الماضي تسبب قرار ترامب بنقل سفارة بلاده من تل أبيب للقدس بفتح النار عليه وعلى إدارته، ليس فقط من جانب الدول العربية وإنما من خلال عدد كبير من الحكومات حول العالم وصفوا القرار بأنه «خطوه للوراء في عملية السلام»، وأنه يُعقد المفاوضات التي يخوضها الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي منذ سنوات، ولا علاقة له بأي نتائج يمكن أن تحقق الاستقرار في الشرق الأوسط.


في تلك الأثناء كان من المقرر أن يبدأ نائب الرئيس الأمريكي جولته، السبت 16 ديسمبر، على أن تكون إسرائيل هي وجهته الأولى، لكن البيت الأبيض أعلن أول تأجيل للزيارة على أن تصبح الثلاثاء 18 ديسمبر، ثم أُعلن تأجيلها مرة أخرى دون إعلان موعد محدد، على أن تكون في شهر يناير.


قال بيان البيت الأبيض هذه المرة إن بنس قرر تأجيل زيارته المرتقبة للشرق الأوسط لأنه كان يجب أن يشهد تصويت هام  داخل الكونجرس على قوانين لها علاقة بالإصلاحات الضريبية داخل البلاد.


وأخيرًا، الاثنين 8 يناير، أصدر البيت الأبيض بيانه الأخير الذي أوضح فيه أن زيارة بنس للشرق الأوسط ستبدأ يوم الجمعة 19 يناير على أن تكون مصر هي أولى وجهاته، ليزور بعد ذلك كلٍ من إسرائيل و الأردن حتى 23 من نفس الشهر.


ووفقًا للبيان، فإن  قضايا مكافحة الإرهاب والأقليات الدينية على قائمة أولوياته المطروحة للنقاش خلال هذه الجولة.


وقالت المتحدثة الإعلامية باسم نائب الرئيس الأمريكي، اليسا فرح، في بيانها إن بنس يقوم بهذه الجولة لتأكيد التزام بلاده بالعمل مع حلفائها بالمنطقة، ومناقشة عدد من القضايا الهامة التي يأتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى أن بنس يتطلع لاجتماعاته المرتقبة مع كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي، وملك الأردن  عبد الله الثاني بن الحسين، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.


ومن المقرر أن يلقى بنس خطاب أمام الكنيست الإسرائيلي  خلال زيارته على مدار يومي 22، 23 يناير.


وكان كل من شيخ الأزهر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني، أعلنا رفضهما استقبال نائب الرئيس الأمريكي ردًا على قرار ترامب.


وفي بيان أكد شيخ الأزهر على أنه يعتذر عن استقبال نائب الرئيس الأمريكي وأن ترامب عليه التراجع فورا عن هذا القرار «الباطل شرعا وقانونا».


وفي نفس السياق  أكد البابا تواضروس في بيانه، السبت 9 ديسمبر، أنه يعتذر عن استقبال مايك بنس خلال زيارته إلى مصر. وفي تصريحات لاحقه أشار البابا إلى أن زيارة نائب الرئيس جاءت في أعقاب قرار أثار مشاعر ملايين الأشخاص في العالم، ولذلك كان من الصعب استقباله، على الرغم من أن التحضيرات كانت قائمة قبل قرار القدس.


وتأتي زيارة بنس للشرق الأوسط في الوقت الذي يترقب فيه العالم الدور الذي يمكن أن تلعبه واشنطن في المستقبل فيما يخص عمليه السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، خاصة عقب تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي أكد فيها على أن الولايات المتحدة اختارت ألا تكون«وسيطًا نزيهاً» في مفاوضات القضية الفلسطينية-الإسرائيلية.


وردًا على الخطوات التي قامت بها الدول حول العالم للإشارة لرفضها لقرار ترامب حول القدس، هدد الرئيس الأمريكي وسفيرته للأمم المتحدة  نيكي هيلي بتقليل الدعم المقدم من بلادهم للأمم المتحدة، والدول التي قامت بالتصويت ضده في جلسات كلٍ من مجلس الأمن 18 ديسمبر، والجمعية العامة 21 ديسمبر، بالإضافة لتقليل المساعدات المقدمة من بلاده للفلسطينيين.


وبالفعل، في نهاية شهر ديسمبر أعلن البيت الأبيض أنه سيقوم بتقليص الميزانية التي تساهم بها واشنطن في الأمم المتحدة للعام المالي 2018/2019 بمبلغ يصل إلى 285 مليون دولار، الأمر الذي وسع نطاق التأثيرات السلبية حول علاقات واشنطن الدبلوماسية والخارجية.


وعلى الرغم من الإعلان الأخير والنهائي لموعد زيارة مايك بنس للشرق الأوسط 19 يناير المقبل، ماتزال الزيارة محط أنظار وترقب، العالم، الذي ينتظر ليرى ماذا سيفعل بنس في مفاوضاته مع الشرق الأوسط الآن؟