أسوان.. قبلة حياة السياحة قبل بداية 2018

إقبال ملحوظًا لمئات السائحين لاحتفالات الكريسماس
إقبال ملحوظًا لمئات السائحين لاحتفالات الكريسماس

لم تنجح الأحداث الإرهابية التي تشهدها مصر خلال الفترة الماضية، في إعاقة حركة السياحة أمام وفود العرب والأجانب للاحتفال بالعام الجديد في أحضان الطبيعة الساحرة على نيل أسوان إحدى أجمل البقاع المصرية.

وأثبتت الأرقام أن مصر تشهد حركة في السياحة بالتزامن مع أعياد رأس السنة واحتفالات الكريسماس، إذ يتوافد السياح على مناطق الآثار في أسوان خاصة معبدي أبو سمبل وفيلة. 

"أبو سمبل" وجهة السياح في أعياد الميلاد 
قال مدير آثار "أبو سمبل" الأثري حسام عبود، إن معابد أبو سمبل تشهد إقبالا سياحيًا كبيرًا، وذلك قبل ساعات قليلة من الاحتفال بالكريسماس.

وأضاف "عبود"، في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم": "على مدار يومين تم استقبال الأجانب من 9 جنسيات من ألمانيا، وفرنسا، وأسبانيا، والصين، وماليزيا، وأمريكا، والمكسيك، والهند، واليابان، وذلك يعود بالخير على القطاع السياحي بمصر عامة وأسوان بشكل خاص". 

وأشار مدير آثار "أبو سمبل"، إلى  أن الأفواج السياحية وصلت إلى مدينة أبو سمبل عبر الطريق البري من خلال استقلال أتوبيسات سياحية وسيارات صغيرة، وجويًا وصل إلى مطار "أبو سمبل" ولأول مرة منذ فترة طويلة 7 طائرات للوفود الأجنبية، ومن البحر 3 فنادق عائمة، ليصلوا إلى مدينة أسوان حيث العراقة والتاريخ المصري، الذي نحته المصريون ليكون شاهداً على
حضارتهم على مدار التاريخ.

وتابع: "الموسم السياحي مستمر، والأعداد تتزايد يوما بعد يوم، ومن المتوقع أن ترتفع في السنة الجديدة، تزامنا مع احتفالات الكريسماس ورأس السنة الميلادية". 

«آثار أسوان»: فتح مناطق جديدة لجذب السياحة 

وأكد مدير عام آثار أسوان والنوبة، الأثري عبد المنعم سعيد، أن عدد الزائرين من السياح مع احتفالات الكريسماس ورأس السنة الميلادية، لا يتجاوز الألف من السائحين الأجانب. 

وأضاف "سعيد"، في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم"، أنه يسعى لفتح مناطق أثرية جديدة أمام الجمهور، لزيادة وتنمية الموارد الاقتصادية لوزارة الآثار، بهدف جذب السياحة الأجنبية لمواقع أثرية جديدة في مصر، مؤكدًا أن خارطة السياحة لمحافظة أسوان، موضوع في غاية الأهمية وله تأثير على التدفقات السياحية القادمة إلى المحافظة.

وأوضح مدير عام آثار أسوان، أن السائح في أسوان يقضي يومًا واحداً لتنفيذ برنامجه السياحي الذي يقتصر على "السد العالي والمسلة الناقصة ومعبد فيلة" فقط، ولا يقضى أيامًا أخرى إلا إذا جاء لأسوان في سياحة حرة بعيداً عن برامج الشركات السياحية. 

وأكد "سعيد"، أنه سيعمل على نشر الوعي الأثري من خلال استكمال القوافل الأثرية في المدارس والجامعات وقصور الثقافة والنوادي ومختلف أماكن المجتمع المدني.

وطالب مدير عام آثار أسوان، بضرورة إدراج المزيد من المناطق الأثرية لخريطة السياحة في المحافظة، مشيرا إلى أن أسوان تمتلك العديد من المواقع الأثرية غير المدرجة على برامج الزيارات منها "معابد سيتي الأول، ومنطقة الكاب الأثرية، وجبل السلسلة، ومقابر النبلاء، وجزيرة الألفنتين، وجزيرة سهيل، ومعبد كلابشة، والمعابد الصخرية أمام السد العالي، ومعابد النوبة" وغيرهم.

وأكد "سعيد" أن إدراج تلك المناطق الأثرية ستكون إضافة كبيرة للتنوع الثقافي والأثري للزائرين خلال الفترة القادمة، بدلا من اقتصار الزيارات على معابد أسوان، وكوم أمبو، وإدفو، وفيلة، والمسلة، والسد العالي. 

وعن المشاكل التي تواجه البعض لزيارة معبد فيلة بسبب الباخرة التي تنقل الركاب والزوار وعدم توافر أبسط قواعد الأمان فيها، أكد "سعيد"، أنها لا تخص وزارة الآثار لأنها مراكب أهالي وتتبع الملاحة النهرية و شرطة السياحة والمحافظة وهم من لهم رقابة عليهم. 

"فيلة".. درة المعابد 

|وقال كبير الأثريين بوزارة الآثار د. مجدي شاكر، إن معبد فيلة يُعد درة المعابد المصرية من حيث الشكل والروعة، مشيرا إلى أن جزيرة فيلة تضم عددا كبيرا من المعابد والتي يرجع تاريخها إلى عهد الملك تحتمس الثالث (1490-1436 قبل الميلاد)، وفي القرن الرابع قبل الميلاد بنى الملك "نخت نبف" (378-341 ق.م) معبداً ضخماً وعلى أثره شيّد "بطليموس فيلادلف" (القرن الثالث قبل الميلاد) معبده الكبير، ثم تبعه كثير من ملوك وولاة الرومان حتى ازدحمت جزيرة فيلة بالمعابد، وأشهرها هو الذي يطلق عليه "مخدع فرعون". 

وأوضح "شاكر"، أن معبد "فيلة" تم إنشاءه في الأصل لعبادة "إيزيس"، حيث كان المصريون القدماء يعتقدون أنها وجدت قلب زوجها "أوزوريس" بعد أن قتله وقطّعه أخيه الشرير "ست" فوق جزيرة "فيلة"، فأصبحت الجزيرة بذلك مقدسة، لافتا إلى أن اليوم تصل المراكب بالزائرين إلى جزيرة "أجليكا"، حيث يوجد المعبد حالياً، وتتركهم عند قاعدة قاعة "نيكتانيبو"، أقدم أجزاء مجموعة "فيلة"، ويمر المتجه شمالاً بفناء المعبد الخارجي الذي تحده صفوف الأعمدة من الجانبين، حتى يصل إلى مدخل معبد "إيزيس" حيث توجد أبراج الصرح الأول.