ثمن الخطيئة

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
لو أمطرت دموعه تراب قبر زوجته فما عاد ينفع الندم ولا النعايا، حيث دفعت الزوجة ثمن خطيئته التي لا تغتفر، وتسبب في يتم ابنه الوحيد.

قادت الصدفة الزوجة التي شعرت بحالة من الإعياء الشديد، وعندما توجهت إلى إحدى المستشفيات تشكك الطبيب في حالتها الصحية، وطلب منها أن تقوم بعمل عدة تحاليل طبية لتشخيص حالتها وصرف الدواء لها.

وقعت المفاجأة على رأسها كالصاعقة، عندما اكتشفت بأنها مصابة بالإيدز، دارت بها الدنيا وكادت أن تقع مغشيًا عليها من هول المفاجأة، انذرفت الدموع فوق وجنتيها وكأنها حمم بركانية تحرق وجهها، تراود مخيلتها صورة ابنها الوحيد بعدما اتخذت القرار حيث ستتركه يتخبط بين جنبات الدنيا التي عاشتها ومارستها، وأثقلت رأسها بالتساؤلات فهي لم ترتكب أي خطيئة ولم تقبل على فعل أي فحشاء.

لمعت عيناها، وازداد همها عندما أيقنت بأن زوجها المدمن للهيروين هو سبب مأساتها وأنه نقل لها العدوى بسبب تعاطيه للمخدرات عن طريق حقن ملوثة.

وبنظرات يشوبها حزن وأسى، وبداخلها ألم وغصة احتضنت طفلها الصغير والذي اعتبرته الحضن الأخير، وودعته بدموع تتوسل من خلالها أن يسامحها على ما سوف ستفعله.

انتظرت حتى هدأت العيون، وخيم الصمت على الحي، وبخطوات مثقلة توجهت إلى أعلى العقار وهرولت بسرعة شديدة، وألقت بنفسها من الدور السادس هربًا من المرض اللعين الذي أصيبت به عن طريق الزوج المدمن.

انتقل على الفور المقدم محمد الجوهري رئيس مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور، الذي أصدر تعليماته لمعاونه الرائد أحمد سليمان بعمل تحريات سريعة ومكثفة للوقوف على إذا ما كان هناك شبهة جنائية وراء الواقعة، وجاءت التحريات تفيد بأن الزوج مدمن للهيروين، وتسبب في نقل العدوى للزوجة المجني عليها فقررت الانتحار خاصة بعدما حاصرتها نظرات الجيران، والمشاكل التي سببها لها الزوج المدمن بسبب إدمانه وتعاطيه الهيروين.

تم عمل المحضر اللازم، وصرحت النيابة بدفن جثة الزوجة التي دفعت ثمن خطيئة لم ترتكبها.