منسق الفتوى الإلكترونية بالأزهر: خطأ "عبد الرؤوف" في فتوى "جماع الوداع" عدم التحديد |حوار

الشيخ تامر سلامة
الشيخ تامر سلامة
تصدرت فتوى "جماع الوداع" التي تم تفسيرها على إجازة الدكتور صبري عبدالرؤوف، أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر، لإمكانية جماع الزوج زوجته الميتة، وسائل الإعلام المختلفة على مدار اليومين الماضيين.

وخضع الدكتور صبري عبدالرؤوف، للتحقيق من قبل جامعة الأزهر، بسبب ما أثير حول رده وظهوره في وسائل الإعلام دون تصريح له بذلك، بالإضافة إلى منعه من الظهور في الوسائل الإعلامية حتى انتهاء التحقيق معه.

ومن هنا كان لنا هذاا الحوار الخاص مع الشيخ تامر سلامة منسق عام مركز الفتوى الإلكترونية بالأزهر، حول الضجة التي تسببت فيها الفتوى، فسألناه عن رأيه في ما تعرض له صاحب الفتوى؟

 إن الموضوع له بعدين.. أولهما يقع على عاتق الدكتور صبري عبدالرؤوف والآخر يقع على عاتق الإعلام، بالنسبة للبعد الأول كان لابد أن تكون الإجابة على السؤال محددة ولا يدخل في رده في حدود الزنا.

وهذا الموضع الذي تكلم فيه الفقهاء وذكروا هذه المسألة  - الزنا - على سبيل الافتراض ليست على سبيل الإباحة ولا الجواز، فإنهم كانوا يتحدثون فيما يوجب الحد في الزنا، فهنا يقصد بالناحية العلمية إن ذلك لا يستوجب الحد وهذا رأي من الآراء"، وهناك رأي آخر يرى هذا زنا وإثمه أعظم من الزنا بالمرأة الحية، لأنه يزني وينتهك حرمة المرأة الميتة وهذا قاله الفقهاء، ولذلك كان ينبغي عليه حينما عرض عليه مثل هذا السؤال أن يقول هذا حرام باتفاق العلماء وينفر منه الإنسان السليم.

وكون الأمر يتعلق بكونها زوجته فهذا لا ينافي الحكم بالحرمة، وهنا كان يجب عليه أن يقول مباشرة حرام ولا يفعل السوي مثل هذا، لذا هو لا يعفى من هذه المسئولية لأنه لابد أن يكون مدركا للمستمع لما يقوله، لأننا لسنا في مجتمع "علي أن أقول وأنتم تفهموا"، لذا لابد التحديد والوضوح في الألفاظ لتجنب البلبلة، فالسائل يريد فتوى والفتوى لابد أن تكون مباشرة.

فيما يخص البعد الآخر المتعلق بالمسئولية الإعلامية، فهي تقع في حدود تحديد الأولويات والمهام وما ينبغي أن يردد على مسامع الناس ومثل الأمور التي تحدث فتنة على مقدمي البرامج والمسئولين عنها أن يجيبوا عن الأسئلة المهمة التي تنفع الناس، لا جعل البرنامج  ولكن مجرد شو إعلامي على حساب المجتمع لأن ذلك غير مقبول على الإطلاق.

*ما هى الخطة المطروحة لضبط الخطاب الدعوي ومواجهة الأفكار المنحرفة والمتطرفة؟

الأزهر أطلق برنامجين قويين في رمضان الماضي، الأول بعنوان "رحلة حب في الله" وهو ما قدمت بتقديمه، والثاني "الناس ألوان" للشيخ أحمد المالكي، ومثل هذه البرامج سيزيد منها الأزهر في الفترة القادمة، وعلينا أن نعي أنه في هذه الفترة أن تأتي متأخرًا خيرًا من أن لا تأتي أبدًا، ولابد من الصبر في الدعوة لأنها تحتاج لنفس طويل، خصوصًا بالنافسة الشرسة من فئات تستهدف عقول الشباب، ولكن الميزة هي أن الشباب أصبحوا على وعي كبير بالفرق بين الضلال والحق.

*هذه البرامج كانت مادة جيدة جدًا بالفعل، ولكن مع الأسف لم تأخذ نصيبها من الدعاية الكافية فلم يعرف عنها الكثيرون فلماذا؟

الحمدلله أن السلبيات لم تكن خاصة بالبرامج ومقدميها، ولديك حقًا في أنها لم تأخذ قدرها الكاف من الدعاية بسبب بعض الأمور المتعلقة بشركة الإنتاج، ولكن ننوي تلافي كل السلبيات مع البرامج القادمة، والأهم ان البرامج لاقت قبولا واستحسان.

*هناك أنباء اللجنة الدينية في مجلس الشعب  تدرس "إصدار تشريع " لوقف فوضى الفتاوى؟ فما الذي وصلت إليه؟

تم عرض القانون بالفعل ولكن لم يكن هناك متسع من الوقت، ولكنه مدرج على قائمة الفصل التشريعي الجديد بعد انعقاده، وفي رأيي لابد أن يكون في القانون دمج بين المسئولية الإعلامية والدينية، لكن مشروع القانون حتى الآن لا يتضمن أي إشاؤة لأي مسئولية للإعلام.

 ولكن كان قرار منع ظهور الدكتور رؤوف في الإعلام لحين التحقيق معه، موقف حاسم من الإعلام أثبتوا به تحملهم المسئولية، وإذا انضبط الأمر لن تخرج الفتاوى الشاذة مرة أخرى، وسيكون أوقع وأضمن للجميع بسلامة ما يقال وما يتلقى.

*الشباب حياتهم على السوشيال ميديا.. فما هي الأفكار التي يمكن استقطابهم من خلالها بدلا من الانسياق لصفحات تشوه صورة الدين والثوابت والعقائد؟
للأسف لدينا ثلاث إشكاليات، الأولى هشاشة شريحة كبيرة من الجمهور المتلقي وهذه خطورة فيسبوك والكثير من المواقع الأخرى ونحتاج من جميع المؤسسات العمل على هذا المحور بطريقة قوية، لأن الشباب يتعجل لتلقي المعلومة وعناوين جذابة تجذبه دون التأكد منها.

والإشكالية الثانية هي الأخلاقية الإعلامية التي غابت عن كثير ممن يروجون لمثل هذه الأمور وعدم تحملهم لمسئولية الكلمة وأمانتها التي قد تقوض مجتمعا وتقيم مجتمعا آخر.

والإشكالية الثالثة هي أن الأزهر لا يبتغي من وراء نوافذه على السوشيال ميديا جذب الجمهور بعناوين براقة وإنما يلتزم المهنية والضوابط والرد على ما يثار ولذا يقل التفاعل معه على "فيسبوك"، لأنه بلغة الإعلام لا يسعى لإحداث "شو" وإنما هدفه إيصال الحقيقة، ولذا الخطوات بطيئة لأنها خطوات سليمة.