الدوحة تتحدى دول الخليج بعودة سفيرها لإيران

أمير قطر
أمير قطر
استمرت قطر في سياسية المتعالية منذ الأزمة التي وقعت بينها وبين عدد من الدول العربية، بإعادة سفيرها لطهران، والتطلع لمزيد من العلاقات الدبلوماسية، وتعزيز التعاون مع إيران، يعد تحدي واضح لدول الخليج.
وكانت وزارة الخارجية القطرية قد أعلنت على موقعها الإلكتروني، في بيان، نشرته وكالة الأنباء الرسمية، عن تطلعها إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المجالات كافة.
وأجرى وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، اتصالا هاتفيا مساء الأربعاء 23 أغسطس، مع محمد جواد ظريف وزير خارجية إيران، وبحثا خلاله العلاقات الثنائية وسبل دعمها وتطويرها بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر
وأعلنت السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر، فجر الاثنين 5 يونيو الماضي، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، واتخذت جملة من الإجراءات ضد الدوحة.
وطالبت الدول الأربع بسرعة توقف الدوحة عن تمويل الإرهاب، وتمويله إعلاميا، لما له من خطورة تهدد أمن واستقرار المنطقة.
وقالت الخارجية المصرية في بيان توضح فيه أسباب قطع علاقاتها مع الدوحة: إن  إصرار الحكم القطري على اتخاذ مسلك معاد لمصر، وفشل كافة المحاولات لإثنائه عن دعم التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم الإخوان الإرهابي، وإيواء قياداته الصادر بحقهم أحكام قضائية في عمليات إرهابية استهدفت أمن وسلامة مصر.
أما السعودية نددت بدعم قطر لنشاطات الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران في محافظة القطيف من المملكة، وفي مملكة البحرين الشقيقة وتمويل وتبني وإيواء المتطرفين الذين يسعون لضرب استقرار ووحدة الوطن في الداخل والخارج.
وقالت الإمارت إن قطر تدعم وتمول وتحتضن »التنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين وعملها المستمر على نشر وترويج فكر تنظيم داعش والقاعدة عبر وسائل إعلامها المباشر وغير المباشر«.
وأوضحت أبو ظبي، في بيان، أن قطر نقضت «البيان الصادر عن القمة العربية الإسلامية الأميركية بالرياض تاريخ 21-5-2017 لمكافحة الإرهاب الذي اعتبر إيران الدولة الراعية للإرهاب في المنطقة إلى جانب إيواء قطر للمتطرفين والمطلوبين أمنيا على ساحتها وتدخلها في الشئون الداخلية»
وأصدرت البحرين بيان أكدت خلالها أسبابها تجاه قطر، أكدت خلالها على تمويل الدوحة للجماعات الإرهابية المرتبطة بإيران للقيام بالتخريب ونشر الفوضى، في انتهاك صارخ لكل الاتفاقات والمواثيق ومبادئ القانون الدولي دون أدنى مراعاة لقيم أو قانون أو أخلاق أو اعتبار لمبادئ حسن الجوار أو التزام بثوابت العلاقات الخليجية والتنكر لجميع التعهدات السابقة.
وفي ظل أزمة الدوحة مع الدول الأربع قامت طهران بإرسال 5 طائرات من المنتجات الغذائية إلى قطر بعد الحظر الذي فرض على الدوحة، وكانت قطر قد أعلنت عن إجرائها محادثات مع إيران وتركيا لتدبير إمدادات الغذاء والماء وسط مخاوف من نقص محتمل بعد يومين من قيام أكبر مزوديها، الإمارات والسعودية، بقطع العلاقات التجارية والدبلوماسية معها.
وقالت وزارة الخارجية القطرية إن هذة القرارات تهدف إلى «وضع قطر تحت الوصاية، وأنها تعد انتهاكا لسيادة الدولة القطرية».
قطر وإيران تاريخ مشترك في دعم الإرهاب
تجمع قطر وإيران علاقة وثيقة تربطها بـ«دعم وتمويل الإرهاب»، وكانت وزارة الخزانة الأمريكية كشفت في تقرير لها عن وجود صلات وثيقة تجمع بين كبار المسئولين القطريين وكبار مسئولي تنظيم القاعدة في طهران.
وأبرز دليل على ذلك أن المواطن القطري سالم حسن خليفة الكواري، الذي يعد كبير ممولي تنظيم القاعدة في إيران، لا يزال يعيش في الدوحة ويلقى الدعم من النظام هناك، كما كشف تقرير للمخابرات الأمريكية أن المذكور سهل سفر المجندين المتطرفين إلى تنظيم القاعدة في طهران، وكان حلقة وصل بين قادة تنظيم القاعدة.
كما استضافت الدوحة محمد شوقي الإسلامبولي، أحد قادة مجموعة خرسان التابعة للقاعدة وشقيق الإرهابي الذي اغتال الرئيس الأسبق محمد أنور السادات، في العديد من الفعاليات على أراضيها، كما تربطه علاقات وثيقة بزعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري.
جدير بالذكر أن وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قال في تصريح سابق له «لا يمكن وصف «داعش» بأنها مصدر للإرهاب في العالم».