أول زيارة الرئيس السيسي للصين كانت لعاصمتها "تشينجدو"

مقاطعة سيشوان الصينية: يطلق عليها أهل البلاد الأرض الفياضة.. ومسقط رأس دب الباندا

مقاطعة سيشوان هي إحدى المقاطعات الغنية بالموارد والمصادر الطبيعية في الصين، وهى تقع جنوب غرب البلاد، من أشهر معالم المقاطعة أنها تحتوى على أكثر من 60 % من دب الباندا الذي يعشقه الصينيون من إجمالي العدد الكلى على مستوى العالم.

تعتبر مسقط رأس الباندا العملاقة الكنز الطبيعي للصينيين، كما إنها مقاطعة زراعية وتتميز بالأطعمة الحارة لذلك يطلق عليها الصينيين " الأرض الفياضة"، فضلا اعن إنها تعتبر البوابة لهضبة التبتوجبالها شاهقة الارتفاع، الأسبوع الماضي نظم المركز الصحفي الصيني الأفريقي التابع لوزارة الخارجية الصينية رحلة للصحفيين الأفارقة إلى هذه المقاطعة للتعرف على معالمها وثقافتها وأهم ما تتميز به من طبيعة خلابة وحضارة تعود إلى آلاف السنين.

 تعد المقاطعة الخامسة من حيث عدد السكان حيث يبلغ 91 مليون نسمة، وقد بلغ إجمالي الناتج المحلى لها العام الماضي 3.2 مليار يوان صيني وتضمن 18 مدينة و3 محافظات عرقية الأصل مستقلة، وعاصمتها مدينة "تشينجدو" وهى المدينة التي زارها الرئيس عبد الفتاح السيسى في أول زيارة له للصين في نهاية عام 2014 عقب تولية السلطة.

وأجرى عدة اتفاقيات مع الجانب الصيني كان من أهمها توقيع اتفاقية مع شركة  دونجفانج اليكتريك الصينية للإنشاءات، لإنشاء محطة توليد كهرباء بالفحم في منطقة الحمراوين بالبحر الأحمر.

حيث تقع بالمقاطعة على اكبر الشركات الصينية التابعة للحكومة ،ومنها على سبيل المثال مجموعة شركات هندسة السكة الحديد الصينية رقم 2 وشركة "DE«" للإنشاءات، كما تعتبر ثالث مدينة تحتوى مطارين دوليين،  فنظراً لإمكانياتها الوافرة تعد سيشوان سوقا كبيرا للمقاطعات الصينية المجاورة، ليس هذا فقد بل أيضا تمتد علاقاتها والتبادل التجاري لها مع أكثر من 26 دولة أخرى من بينهما مصر.

قاعدة بحوث الباندا

 تقع بالعاصمة تشنجدوا "قاعدة بحوث تشنجدو لتربية الباندا العملاقة"، وتعتبر الباندا كنز المدينة، هذه القاعدة أنشأت عام 1980 وقد بدأت مع 6 دببة باندا العملاقة فقط والتيتم إنقاذهم من البرية.

وفى عام 2008، أصبح في القاعدة 143ولادةباندا،وحاليا يبلغ  عدد الباندا الصغيرة 214 باندا، فضلا عن إنقاذ 152اخرى، وتهدف القاعدة إلى أن تكون قاعدة بحثية عالية المستوى، ومركز تعليم الحفاظ على البيئة ،ووجهة سياحية تربوية دولية، كما يزور هذه القاعدة ما يقرب من 3 مليون سائح كل عام .

السياحة الصينية

 ما يتميز به الصينيون انهم يؤمنون بحضاراتهم وأصولهم ،كما أنهم يستغلون كل مكان على أرضهم يتميز بالطبيعة الخلابة، في جذب السياحة ، وذلك بعد  وضع" التاتش" الصيني الخاص  بالمكان، حتى الكوارث الطبيعة التي شهدتها بعض المناطق ، لا تخلو من تحويلها إلى مكان جاذب للسياحة ، فحسب الإحصائيات الاخيرة لعام 2016.

وبلغ حجم السياحة الداخلية لمقاطعة سيشوان إلى 630 مليون سائح ، وهو ما يمثل مصدر دخل أساسى للناتج المحلى فى أى مقاطعة في هذه البلاد ،فعلى سبيل المثال بلدة ينجشيو  والتى تقع ضمن مدينة"وينشوان" بهضبة التبت، وهى تقع على مسافة 115كيلو متر من العاصمة تشينجدو، هذه البلدة الصغيرة كانت حديث العالم قبل 9 سنوات، حيث كانت مركز زلزال كبير وقع فى المدينة وتسبب فى تدمير العديد من القرى .

كما قضى على بلدة ينجشيو بالكامل  حولها إلى حطام وتسبب فى مقتل ما يقرب من 120 وتشريد أكثر من 5 آلاف من أهل البلدة ، لم يمر هذا الحدث على الصينيون مرور الكرام، بل حولوه إلى منطقة جذب للسياحة، بعد أن قاموا ببناء قرية جديدة للمواطنين بجوار قريتهم التي تدمرت مزودة بكل الموافق والاحتياجات والإنشاءات الخدمية.

حيث أبقوا على بعض آثار الدمار الذي خلفها الزلزال ومن بينها مدرسة للتعليم الابتدائي، وقاموا ببناء متحف في تلك المنطقة يحوى جميع الوثائق والصور والفيديوهات المتعلقة بعمليات الإغاثة من قبل الحكومة الصينية.

المثير أيضا إنهم قاموا بإنشاء غرفة مزودة بشاشات عرض ضخمة  "كمحاكاه" للزلزال بنفس درجة المقياس الذي ضرب به المكان، ليجعك تعيش لحظات عاشها هؤلاء الأهالي المكدوحين شاهدوا فيها الموت بأعينهم، وبلغ عدد السياح الذي زاروا هذا المكان منذ الزلزال حتى وقتنا الحالي ما يقرب من 6.5مليون سائح .

لا مستحيل

كلمة مستحيل لا يعرف الصينيون ،هكذا رأيك بنفسي خلال تجربتي معهم ومعايشتي لهم، يفكرون ويخططون لعشرات بل لمئات السنين القادمة، وأتحدث هنا خاصة عن هضبة التبت، هذا المكان الذىلا يعرف إلا جبال شاهقة الارتفاع تتخطى السحاب، وفى نفس الوقت ما يتميز به من طبيعة خلابة ومناظر طبيعية ساحرة تسر الناظرين.

حيث تنفق الحكومة الصينية مليارات الدولارات لإنشاء شبكة طرق بهذه المنطقة وعشرات الأنفاق التي تشق هذه الجبال  يتعدى طول بعضها لأكثر من 5 كيلومترات فى بطن الجبل ،على الرغم أن إجمالي عدد السكان الذين يعيشون فى هضبة التبت لا يتعدى 800 ألف نسمة.

ليس هذا فقط بل أيضا بعد وقوع الزلزال أصبحت المباني والإنشاءات الجديدة  ليست كما كانت تبنى، ولكن يتم بناءها بطريقة عملية على غرار اليابانيين، بحيث لا تتأثر بالهزات الأرضية، حتى لا تتكرر مأساة قرية لا يتعدى عدد سكانها 5 ألاف مواطن !

يعتبر أهم مصدرين للدخل بالنسبة لمواطنوا هضبة التبت، أولا  الزراعة، حيث أصبح من السهل على المزارعين في الهضبة، بعد قيام الدولة إنشاء الطرق والكباري، من توزيع وبيع حاصلاتهم التي تتميز بها المنطقة في بيعها خارج الهضبة، لذلك أصبحت الزراعة مصدر دخل أساسي لهم ن ثانيا السياحة مستغلين الموارد السياحية  بالقرى في جذب السياح بمساعدة الدولة بالطبع، مما أدى ذلك إلى خفض نسبة الفقر لأهالي التبت بشكل كبير،فالحكمة تقول  لتطوير أي مكان أو منطقة، لابد أولا من خلق شبكات طرق ومواصلات تربط المناطق ببعضها البعض، وهو ما تفكر فيه الحكومة الصينية ونجحت فى تطبيقه بالفعل.

ومن أشهر معالم مقاطعة سيشوان أيضا زقاق خوان جاى ، وهو يضمن مجموعة من المنازل والقديمة ذات التراث الصيني القديم،ويعد هذا الممشى من أهم وأشهر معالم مدينة تشينجدو الأثرية والسياحية، كما يعتبر شارعا تجاريا يقدم أنواع مختلفة من الأطعمة الصينية تعكس تراث الحضارة الصينية القديمة.