بيشوي نادي شهيد "مارجرجس".. الكيميائي حافظ الآثار يتركها ويرحل

الأثري الشاب بيشوي نادي لم يعرف إن إجازته في مسقط رأسه طنطا ستكون الأخيرة، فهو اعتاد على قضاء الأعياد في مدينتهن وأداء صلواتها هناك في الكنيسة المغدورة "مارجرجس".

بيشوي "29" يعمل كيميائي في متحف الحضارة بالفسطاط، وتخرج بكلية العلوم جامعة طنطا بتقدير جيد جدا، وصعدت روحه إلى السماء مع 27 شهيدا آخرين في التفجير الغادر الذي نال من الكنيسة.
الكيميائي هو  الأخ الأكبر لأسرة وسندها وعمادها بعد وفاة والده، تقيم أسرته في طنطا، وجاء فراقه ليقسم ظهر والدته وأخوته الصغار. 

"بيشوي"، ذهب ليحتفل بأحد السعف، لم يكن يدرك أن القدر ينتظره، ليسطر آخر لحظات حياته المليئة بحب الحياة التي تؤكد عليها ابتسامته الدائمة.

وارتبط اسم بيشوي في المتحف بالابتسامة، غالبًا ما كنت تجده مقبلاً على الحياة،واقتنع بأن حضارة مصر وآثارها الأهم ليس فقط للمصريين بل وللبشرية. 

ويقول مينا مجدي صديق بيشوي في عبارات حزينة: "صديقي بيشو وأخويا راح السماء في تفجير كنيسة مارجرجس بطنطا، واحد من أجمل الشخصيات اللي ممكن تقابلها في حياتك ببراءة شديدة ومشاعر قلب جميلة ، أنا مش مصدق نفسي يا وجع القلب".

وتوجه مينا بالدعاء إلى الله قائلا: "ربنا ينيح نفسك في فردوس النعيم ويعطي العزاء للاسرة والاصدقاء وجميع الاحباء ، اذكرنا في صلواتك أمام عرش النعمة" .

وكانت آخر كلمات بيشوي التي سطرها عبر صفحته على "فيسبوك": "الطريقة الوحيدة لتجنب التعاسة هي ألا يكون لك وقت فراغ تسأل نفسك فيه إذا ما كنت سعيدا أو لا" وهي مقولة للكاتب برنارد شو

وقال معتز المسئول الإعلامي بمتحف الحضارة ، إن جميع العاملين بالمتحف القومي للحضارة المصرية يواسون اسرة الفقيد والزميل بيشوي نادي دانيال،  وعلى رأسهم المهندس محروس سعيد، المشرف العام بمتحف الحضارة، على فقدان زميلنا العزيز التي كان يتميز  بالخلق وحسن السلوك، والالتزام، والتعاون ، وهو ما جعل أحباؤه عبر صفحته بعد رحيله ينعونه حزنًا وألمًا، وكأنها ثورة في حب إنسان .