لم تكن «الأخبار» يوما ما للرجال فقط ! فقد أنجبت نجمات تألقن في سماء الصحافة، وقدمن خبطات صحفية أحدثت تغييرات في المجتمع، قامت بعضهن بمغامرات أثبتن خلالها أن المرأة لا تقل عن الرجل في الجسارة المهنية، وهو ما أهل الكثيرات لاحتلال مواقع ريادية.

عرفت بالجرأة والإصرار، قضت 60 عاما في صاحبة الجلالة إلى أن استقرت على عرش قلوب كثير من محبي القراءة والأدب، لتحفر «نعم الباز» اسمها في عالم الصحافة بحروف من نور، وحصلت على العديد من الجوائز والأوسمة، واشتهرت بلقب ماما نعم الذي تم دعمه بإقرار رئيس الجمهورية!

تولت بعد تأميم مؤسسة "أخبار اليوم"، وتوقف بابا شارو عن الإشراف على باب الأطفال بالجريدة تلك المهمة التي استمرت فيها لمدة 45 عاما وعرفت من ذلك الحين باسم "ماما نعم".

ويذكر أن "ماما نعم"، كانت في اجتماع مع الرئيس الأسبق حسنى مبارك وطرحت عليه اقتراحا فرد عليها قائلا: «حاضر يا ماما نعم» وبعد انتهاء الاجتماع اتصل بها مصطفى أمين وقال لها «كدا بقيتى "ماما" بقرار جمهوري».

أما حسن شاه فقد حصلت على لقب أول صحفية تخوض عالم المغامرات، ففي عام 1956 تقمصت دور كمسارية في تحقيق صحفي للعمل في هذا المجال. كما كانت أول صحفية تدخل الجزائر في عام 1962 بعد جلاء الاستعمار، وكانت أول سيدة تحصل على منصب نائبة رئيس التحرير عام 1963 ثم تولت رئاسة تحرير مجلة «الكواكب» بمؤسسة دار الهلال عام 1984 لتكون أول رئيس تحرير لمجلة غير نسائية في مصر.

كما كان لها السبق في الإشراف على صفحة أخبار الأدب بجريدة الأخبار، وتعد الكاتبة الراحلة واحدة من أهم نقاد وكتاب السينما الكبار الذين برزت أعمالهم باعتبارها أعمالا هادفة تناقش العديد من القضايا الاجتماعية، وتحول بعضها لأفلام مثل «أريد حلاً» وهو الفيلم الذي تسبب في تغيير قانون الأحوال الشخصية عام 1978.

وقد لا يعرف كثيرون أن سناء البيسى عملت بجريدة "الأخبار"، منذ حصولها على ليسانس الصحافة كلية الآداب عام 1958، ثم انتقلت للعمل في «الأهرام « مع هيكل، وظلت تتدرج في المناصب إلى أن رأست تحرير مجلة نصف الدنيا.

بينما كانت مي شاهين أول صحفية تنضم إلى أسرة أخبار اليوم، ولكنها بدأت عملها كمترجمة،، واستمرت في ترجمة المقالات لسنوات عديدة إلى أن تمكنت من الكتابة الصحفية وتطوير أسلوبها، لدرجة أن مصطفى أمين طلب منها أن تكتب يوميات الأخبار لتنضم إلى كبار الكتاب مثل عباس العقاد وكامل الشناوي، وكانت اليوميات التي تكتبها مي تنشر عندما يعتذر أحد هؤلاء الكتاب عن الكتابة.

أما سناء فتح الله فتتلمذت على يد مصطفى أمين، وعشقت المسرح وتبنت القضية الفلسطينية، ومنذ السبعينيات ارتبطت بكل ما يخص عالم المسرح، وعرفها المحبون والمتخصصون في المسرح من خلال بابها الثابت كل يوم اثنين بعنوان "الساعة التاسعة"، الذي خصصته لقضايا المسرح وفنونه واهتمت بمسرح الهواة، كما كانت ترصد وتحلل القضايا المسرحية المختلفة، وكانت دائما مدافعة عن القضية الفلسطينية ومقاومة للسطو الصهيوني على كل ما هو عربي.