«صعود اليمين المتطرف».. كابوس جديد يؤرق العلاقات الفرنسية الأمريكية

علما البلدين
علما البلدين

أثارت الانتخابات البرلمانية المبكرة في فرنسا ردود فعل متباينة في واشنطن، تراوحت بين الدهشة والقلق، إذ أوضح تقرير نشرته صحيفة بوليتيكو الأمريكية، تفاصيل الموقف الأمريكي من هذا التطور السياسي المهم في فرنسا.

في البداية، أبدت الدوائر المقربة من الرئيس الأمريكي جو بايدن دهشتها من قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إذ نظروا إلى هذه الخطوة على أنها مناورة جريئة تتماشى مع أسلوب ماكرون السياسي المعروف بتحدي التقاليد.

وتشير بوليتيكو إلى أن ماكرون أبلغ بايدن شخصياً بقراره قبل الإعلان عنه رسمياً، مما يدل على أهمية العلاقات الأمريكية الفرنسية.

اقرأ أيضًا: انطلاق الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة في فرنسا

تحول الموقف

مع مرور الوقت وتطور الأحداث، بدأ الموقف الأمريكي يتحول من مجرد الدهشة إلى القلق الفعلي، إذ نقلت بوليتيكو عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم إن هناك مخاوف من أن تؤدي هذه الخطوة إلى نتائج عكسية، ليس فقط على مستوى فرنسا، بل على مستوى الاتحاد الأوروبي كله.

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين باتوا يدركون أن ماكرون قد يكون متجهاً نحو الهزيمة، مما يثير تساؤلات حول مستقبل القيادة الفرنسية في أوروبا وتأثير ذلك على المصالح الأمريكية.

مخاوف إستراتيجية

من أبرز المخاوف التي عبر عنها المسؤولون الأمريكيون، وفقاً لبوليتيكو، هو التأثير المحتمل لنتائج الانتخابات الفرنسية على الدعم المقدم لأوكرانيا في مواجهتها مع روسيا. 

فرغم أن فرنسا لم تكن من أكبر الداعمين المادين لأوكرانيا، إلا أن موقفها السياسي كان مهماً في الحفاظ على وحدة الموقف الغربي.

وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إنه رغم أن التأثير المباشر على تمويل أوكرانيا قد يكون محدوداً، إلا أن هناك مخاوف من تأثير أوسع على دعم التحالف الغربي لكييف بشكل عام.

تشير بوليتيكو إلى أن الإدارة الأمريكية تواجه تحدياً دبلوماسياً في كيفية التعامل مع احتمال صعود اليمين المتطرف في فرنسا، فعندما سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، عما إذا كان المسؤولون الأمريكيون يزيدون من اتصالاتهم مع ممثلي حزب التجمع الوطني في فرنسا، تجنب الإجابة المباشرة، مكتفياً بالقول إن الدبلوماسيين الأمريكيين "يتواصلون مع مسؤولين من مجموعة واسعة من وجهات النظر".

تفاؤل حذر وقلق مكتوم

رغم المخاوف، تحاول الإدارة الأمريكية الحفاظ على نوع من التفاؤل الحذر، إذ نقلت بوليتيكو عن مسؤول في إدارة بايدن قوله إن الفريق الأمريكي يعزي نفسه بحقيقة أن ماكرون لا يزال أمامه ثلاث سنوات في منصبه، وأن الرئيس الفرنسي يتمتع بسلطات كبيرة في مجال السياسة الخارجية.

ومع ذلك، يبقى هناك قلق مكتوم من أن يؤدي ضعف موقف ماكرون إلى إضعاف دوره كشريك قوي للولايات المتحدة في أوروبا. 

وتختتم الصحيفة بالإشارة إلى أن البيت الأبيض يترقب بحذر نتائج الانتخابات الفرنسية، مدركاً أن تأثيرها قد يتجاوز حدود فرنسا ليطال التوازنات السياسية في أوروبا والعلاقات عبر الأطلسية ككل.