"اللغة العربية وتحديات العصر".. مؤتمر تنويري بمجمع الخالدين

الدكتور عبد الوهاب عبدالحافظ رئيس مؤتمر مجمع اللغة العربية
الدكتور عبد الوهاب عبدالحافظ رئيس مؤتمر مجمع اللغة العربية

واصل مؤتمر مجمع اللغة العربية بالقاهرة برئاسة الدكتور عبد الوهاب عبدالحافظ رئيس المجمع، لليوم الخامس على التوالي، انعقاد جلساته السبت 27 من أبريل 2024 تحت عنوان "اللغة العربية وتحديات العصر: تصورات، واقتراحات، وحلول"؛ حيث ناقش أعضاء المؤتمر فـي جلسته المغلقة المواد المقدمة من حرفي (الطاء والظاء) من المعجم الكبير.

وفـي جلسته العلنية التي رأسها وأدارها الدكتور محمود كامل الناقة (عضو المجمع) ألقى الدكتور يوسف خلف محل العيساوي (عضو المجمع المراسل من العراق) بحثًا بعنوان " العَربيَّةُ والتَّعليم وعيٌ لغويّ وبناءٌ معرفيّ" وهذا موجز لأهم ما ورد فيه:

من المقرر أنَّ "اللغة العربية حصن الأُمة"، ولكنها تواجه الكثير من الهجوم والإهمال، ومزاحمة الضرائر من أجنبيات وعاميّات، وليس ذلك بغريبٍ من أعدائها؛ لأَنَّهم أعداء، ولكن الغريب في ذلك تطاول الإهمال في العصر الحديث من أهلها، وعدم العمل على ترقيتها واتخاذها لغةً في تدريس العلوم التطبيقية والتجريبية في قاعات الدرس على مختلف الأصعدة.        

فاستفحال اللغات الأجنبية في التعليم هي سيطرة ثقافية جديدة، مما يؤدي إلى إجبار الأُمة العربية أنْ تُفكر كما تفكر أُمة اللغة الأجنبية، وكل هذا قلب الأوضاع لغير اللغات الوطنية، مما خلَّف أزمة علاقة الأُمة العربية بالأُمة العربية.      

ومما ينبغي ذكره هنا قول الدكتور أحمد العلوي، وهو أن «العربية تحارب في بلدانها من جهة أهلها، إنَّ مشكلة العربية مع العرب ليست تقوم في تأخرهم التكنولوجي والعلمي، ولكنها تتمثل في فقدانهم لهويتهم النوعية، ومحاولتهم المتكررة ترجمة هويتهم إلى هويات الآخرين النوعية. كثيرٌ من الشعوب تعرف من التأخر ما يعرفه العرب، ولكنها غير مصابة بوباء فقدان الهوية القومية».      

فالذين يقفون مع تعميم اللغة الأجنبية في المجتمع، والسماح لها بالتمدد فيه دون ضوابط، وأولئك الذين يرون تعجيم المناهج سواء في التعليم العام أو في التعليم العالي، يرتكبون خطأً منهجيًا، ويخطؤون حقيقة التقدم العلمي. 

فاللغة العربية هي المنطلق لأيِّ تقدم منشود، وتجاربها الحالية شاهدان على ذلك، يقول جورج سارتون: «حقَّق المسلمون عباقرة الشرق أعظم المآثر في القرون الوسطى، فكتبت أعظم المؤلفات قيمة، وأكثرها أصالة، وأغزرها مادة باللغة العربية، وكانت في منتصف القرن الثامن حتى نهاية القرن الحادي عشر لغة العلم الارتقائية للجنس البشري، حتى لقد كان ينبغي لأيٍّ كان إذا أراد أنْ يلمَّ بثقافة عصره وبأحدث صورها أن يتعلم اللغة العربية». 

وقد جاء بحثي بعنوان: (العربية والتعليم: وعيٌ لغويّ، وبناءٌ معرفيّ)، وهو بعد هذه المقدمة يأتي على ثلاثة مباحث، وخاتمة:

المبحث الأول: التعريب اللغوي وعيٌ فكريّ.

المبحث الثاني: العربية لغة التعليم الموحِّدة.

المبحث الثالث: العربية وتوطين المعرفة.

الخاتمة: وفيها أهم النتائج.

ومن أهم النتائج التي توصل إليها: 

1- اللسان العربي من مقومات حضارة الأُمة، وهو خصيصة كُبرى من خصائص هويتها، وهو الوعاء الصالح لحمل ثقافتها.

2- العلاقة بين التعبير والتفكير علاقة حقيقية، وليست تغايرية، وهذا يدلُّ على أصلٍ مكين في بابِ المعرفة، وهو أنَّ تحصيلها يكونُ باللغة الأُم. 

3- التعريب المنشود ينبغي أنْ لا يكون مقتصرًا على تعريب الألفاظ فحسب، وإنما ينبغي أنْ يصحبه تعريبٌ فكريٌّ يُحقِّقُ ذلك الاصطحاب تمازجًا بين اللغةِ والفكر. 

4- العربية لغة التعليم في جميع العلوم الإنسانية والتطبيقية، فلا يمكن لأُمة أنْ تتقدم في حقل العلوم الإنسانية، وتتأخر في حقل العلوم التطبيقية، فالنهضةُ تكون عامَّةً، ولا تتحقق تلك النهضة إلَّا باللغة الأُم.