واجهت «بوابة أخبار اليوم» رئيس هيئة التأمين الصحي، د.على حجازي، بما رصدته من مشاكل المتعاملين مع مستشفيات الهيئة.

وتحدث رئيس هيئة التأمين الصحي بصراحة عن مشاكل الهيئة التي تتلخص في ضعف الميزانية مقارنة بعدد من يشملهم التأمين الصحي وفيما يلي تفاصيل الحوار:
ما سبب الزحام الدائم في مستشفيات التأمين الصحي وخاصة مدينة نصر ؟
لدينا أكثر من 50 مليون مشترك بهيئة التأمين الصحي 21 مليونا من طلاب المدارس و14 مليون مواليد من سن يوم وحتى دخول المدرسة ، و15مليون مابين أرملة ومعاش وامرأة معيلة وموظف حكومي وغيرها، وهو رقم ليس بهين وهذا ما يفسر بالطبع الزحام الرهيب الذى يكون فى العيادات الخارجية لمستشفيات التأمين الصحي، فبالنسبة مثلا لمستشفى مدينة نصر قد يبلغ عدد المرضى الموجودين فى عياداته الخارجية نحو 4000 مريض.
وأوضح أن مستشفى مدينة نصر تحديدا عليه إقبال كبير جدا من المواطنين نظرا لوجود التخصصات النادرة بها ، فحتى مرضى الأقاليم يترددون بكثافة عليها فهو مستشفى رئيسى على مستوى الهيئة اى ان هذا الرقم الضخم ليس من مشتركى القاهرة فقط بل انهم من مواطنى الأقاليم الذين يعرضون على الاستشاريين بالمستشفى .
ما خطة الهيئة لتخفيف هذا الزحام بالمستشفى ؟
سيتم فتح مركز جديد بالمستشفى في القريب العاجل بعد 30 يونيو فالمشكلة الآن فقط فى إطلاق التيار الكهربائى، وهو عبارة عن مبنى كامل سيكون إضافة للمستشفى وذلك للعمل على تخفيف الزحام.
وأضاف حجازي أن الزحام ليس فقط بسبب ضيق المكان او زيادة اعداد المرضى ، بل ان هناك بعض الأطباء لا يلتزمون بمواعيدهم فيحدث أن يأتي الطبيب الذى يليه فيشتد الزحام اكثر بين المرضى وهو نسميه بساعات الذروة ، وحينها نضطر لعمل فترات إضافية بعد موعد الانصراف المقرر للأطباء وهو الثانية مساء حيث يذهب كل منهم لعيادته او المكان الآخر الذى يؤدى به خدمته، ولذلك نحاول إضافة اطباء آخرين كى يغطوا الفترة الإضافية فتظل الفترة ممتدة حتى الساعة الخامسة مساء.
هناك شكاوى من هروب وتزويغ الأطباء وبيروقراطية الموظفين فى التعامل مع المرضى ؟!
الإدارة تحاسب الأطباء الذين يتأخرون عن موعدهم المقرر بالمستشفيات ، اما عن روتينية الموظفين الشديدة فهى المنظومة البيروقراطية المعروفة منذ زمن وليست بجديدة ، ونحن نحتاج ان نتعرف على اسباب هذه البيروقراطية الشديدة ومحاولة معاجلة هذه المشاكل قبل حتى البدء فى العقاب.
ما حقيقة إغلاق بعض الأقسام بالمستشفيات ؟!
الأقسام التى تغلق بسبب عزوف الأطباء عن العمل بمستشفيات التأمين هى معلومة صحيحة جدا ولا يمكن إنكارها فنحن نعانى من عجز فى نواب العديد من الأقسام وخاصة مستشفيات المحافظات وذلك نظرا لهروب الأطباء منها.
ما سبب هروب الأطباء من العمل بهيئة التأمين الصحى ؟!
بسبب قلة مرتباتهم ، وثقل المجهود المبذول فى خدمة المرضى فمشكلة عجز الأطباء فى عدد من اقسام المستشفيات الخاصة بالهيئة مشكلة كبيرة جدا تعانى منها هيئة التأمين الصحى بأكملها ، بالإضافة لكون مرتبات العاملين بوزارة الصحة أعلى من رواتب العاملين بهيئة التأمين الصحى ولذلك فأغلب الأطباء يفضلون الهروب من التأمين والذهاب لمديريات الشئون الصحية ووزارة الصحة.
هل الميزانية الحالية كافية لتحسين الخدمات المقدمة للمرضى ؟
بالطبع لا.. فنحن نحتاج أربعة اضعاف الميزانية الحالية اى 28 مليار جنيه لتقديم خدمة مرضية للمتعاملين.
ما خطة الهيئة لتحسين أوضاع العاملين بها ؟
أصدرت الدولة قانونا يسمى القانون رقم 14 لعام 2014 وهو قانون الكادر الخاص بالمهن الطبية التى تشمل الطب والتمريض والأسنان والعلاج طبيعي والفني الصحي وهكذا ، فقد نص هذا القانون صراحة على ان الهيئات المستقلة ذات الشخصية الاعتبارية والتمويل الذاتى غير مخاطبين بهذا القانون ، وبالتالى أصبح العاملون بهيئة التأمين الصحى غير مخاطبين بالكادر ولا برفع الأجر، ونظرا لأن تمويلنا ذاتي فكان لابد من تحقيق ذلك ، ولذلك أصدرت الدولة قرارا آخر يسمى قرار 12 لعام 2015 والذى نص على فرض ضريبة على السجائر موجهة إلى الصحة ، هذه الضريبة من المفترض ان تكون لنا وهى 1،6 مليار جنيه.
وأكد ان وزارة المالية لم تعط الهيئة اى شئ يخص هذه الضريبة حتى الآن ، وذلك لأن القيمة التى تم تحديدها لنا لم يتم تطبيقها فعليا ، اى ان الوزارة فرضت الضريبة على حسب نوع السجائر وبذلك حين فرضت هذه الضريبة اصبحت ضريبة عامة ، وكان من المفترض ان تكون ضريبة تخصصية خاصة بهيئة التأمين الصحى ، وحتى تكون هذه الضريبة تخصصية لابد من عرضها على مجلس النواب ، اى يلزم لها تشريع لخروجها من بوتقة الضريبة العامة إلى ضريبة تخصصية.
كيف ستسترد الهيئة هذه الضريبة ؟
تم رفعها للتقييم استرشادا بقانون الكادر إعتبار من 1يوليو 2015 الماضى اى بأثر رجعى لجميع العاملين وليس للأطباء فقط ، وهذه الخطة ستناقش فى مجلس الشعب فى نهاية شهر فبراير ، وبذلك ستتحسن اوضاع العاملين بالهيئة ليكونوا مثل غيرهم وربما افضل.