في الوقت الذي تواصل فيه وسائل الإعلام هجومها على مشروع ترميم هرم منكاورع خاصة بعد انتشار شائعة تبليطه.. يشهد هرم منكاورع تزايدا مكثفا من الزائرين الذين أمسوا يتوافدون على «الهرم الثالث» ورب ضارة نافعة فقد أحدثت حالة الجدل التي حدثت مؤخرا بشأن «مشروع القرن» حالة جذبت السياح والزائرين المصريين الذين كانوا دائما يقصدون في الأساس «الهرم الأكبر» الذي يخص الملك خوفو.
وعلى الرغم من الهجوم الذي تعرضت له وزارة الآثار منذ سنوات وبالتحديد في شهر فبراير عام ٢٠١٦ إثر انتشار فيديو «مصنوع» يشير إلى تكسير وبيع أحجار الهرم للأجانب وإهمال أحجار الأهرامات.. نفس الهجوم وفي ذات الشهر بعد مرور ثمانية سنوات يعود لكن في هذه المرة بسبب الإهتمام بأحجار الهرم والشروع في توثيقها ودراسة إعادة المداميك الجرانيتية لمكانها الطبيعي على جوانب منكاورع لحماية الهرم من عوامل التعرية والحفاظ على كل قطعة من أحجاره ولمنع العبث بها أيضا إضافة إلى إجراء حفريات للبحث عن مراكب الشمس الخاصة بالملك منكاورع وبعض آثاره التي مازالت تخفيها المنطقة المحيطة بالهرم والرصيف الصخري الذي مازال في باطن المنطقة المحيطة.
اقرأ ايضا: "مشروع القرن".. الآثار تكشف عن خطة جديدة لإعادة تغليف الهرم الثالث "منكاورع"
تشويه البعثة المصرية
هذا الهجوم تبعه بأيام أيضا هجوم آخر طال القائمين على كشف أثري سابق بمنطقة آثار سقارة أعلنت عنه وزارة السياحة والآثار منذ ٤ سنوات واختارته مجلة الآثار الأمريكية "Archaeology Magazine"، كأحد أهم ١٠ اكتشافات أثرية لعام 2020، والمصنفة ضمن الاكتشافات الأكثر جذبا للأنظار هذا العام، بالإضافة إلى وضعها صورة لأحد هذه التوابيت بتفاصيل ألوانه على غلاف المجلة وهو ما يعد ترويجا مجانيا للسياحة المصرية مما جعل البعض يقول أن ما يحدث يستهدف ضرب البعثة المصرية لصالح البعثات الأجنبية.
والعجيب أن الجدل حول مشروع ترميم هرم منكاورع مازال مستمرا رغم قرار أحمد عيسى وزير السياحة والآثار بتشكيل لجنة علمية لمراجعة المشروع المقدم من قبل المجلس الأعلى للآثار للجنة الدائمة للآثار والنظر في المضي قدما في المشروع من عدمه!.
«بوابة أخبار اليوم» في هذا التقرير تنفرد بتفاصيل مهمة للمشروع وأهدافه الواضحة والمعروض على اللجنة العلمية لإقراراه أو تعديل بنوده أو إيقافه وهو ما يستبعده خبراء الآثار لأهمية المشروع وأهدافه خاصة في ظل حالة التحدي التي حدثت بسبب شائعة تحوير اسم المشروع لـ «تبليط الهرم» وهو ما لا وجود لها في المشروع مطلقا وإنما استخدمت إما من قبيل النقد الساخر أو بغرض تهييج الرأي العام الذي بدأ يتساءل كيف يتم «تبليط الهرم» في ظل أزمة اقتصادية يعاني منها العالم كله وفي ظل الحاجة للمال ظنا منهم أن المشروع ستتكبده الميزانية العامة للدولة وليس منحة مقدمة من بعثة جامعة واسيدا اليابانية لتنفيذ مشروع الترميم كاملاً وكساء الهرم بحجارته الجرانيتية مما بث حالة من الريبة والشك والغضب لدي الشارع المصري خاصة أن منطقة الأهرامات المصرية تعد أحد عجائب الدنيا السبعة فضلا عن كونها أحد المناطق المصرية الـ 6 المدرجة على قائمة التراث العالمي باليونسكو.
فضلا عن أن قيام الدكتور ساكوچى يوشيمورا عالم المصريات ورئيس بعثة جامعة واسيدا اليابانية بتمويل المشروع والعمل فيه سيدفع حتما إلى الترويج للسياحة المصرية بالسوق الياباني ليساهم في انعاش السياحة المصرية.
من هو «منكاورع»
وقبل سرد المشروع المقترح لترميم هرم "منكاورع" لابد أن نعرف بعض المعلومات عن الملك «منكاوو رع» خامس ملوك الأسرة الرابعة من عصر الدولة القديمة والذي شيد حوالى ٢٥٣٢ قبل الميلاد الهرم الثالث الأصغر في هضبة الجيزة ليشكل مع هرمي جده وأبيه خوفو وخعفرع أيقونة اهرام مصر، ونظراً للظروف الاقتصادية في عصره لم يستطع بناء هرم بارتفاع هرمي أبيه وجده بل كان ارتفاع هرم منكاورع ٦٦ متر فقط وأراد أن يقلد ما قام به والده من كساء الجزء الأسفل من الهرم بأحجار الجرانيت الأحمر (الهرم في اللغة المصرية القديمة كان يطلق عليه كلمة مر "mr" وكان يصور بقاعدة لونها أحمر ولذلك فضل خفرع ومن بعده ابنه منكاورع على أن يتم تجليد الجزء الأسفل من هرميهما بالجرانيت كدلالة على كلمة هرم) ونجح في الواجهة الشمالية من تجليد الهرم بارتفاع ١٧ متر بعدد ١٦ مدماك من الجرانيت.
وأثبتت الدلائل والدراسات الأثرية أن الملك منكاورع توفى قبل أن يكمل بناء مجموعته الهرمية والتي من أهمها بالطبع بناء هرمه وأكمل ابنه شبسسكاف استكمال بناء تلك المجموعة وبمواد بناء بسيطة حيث أكمل المعبد الجنائزي بالخشب وشيد معبد الوادي لوالده في معظمه بالطوب اللبن.. والغريب أنه حتى لم يكمل نحت بعض من تماثيل منكاورع بل وضعها كما هى غير كاملة في المعبد مما يدل على أن شبسسكاف لم تكن معه الإمكانيات حتى يكمل العمل في الهرم والدليل أنه لم يستطع أن يشيد لنفسه هرم بل بنى مصطبة كبيرة في سقارة ليتم دفنه فيها بعيدا عن هضبة الجيزة.
ونظرا لأن الهرم لم يكتمل فقد استخدم كمحجر فى عصر رمسيس الثاني لقطع أحجار الجرانيت من الكتل التى جلبها منكاورع قبل وفاته من محاجر أسوان لكساء هرمه وهى تلك الموجودة حول الهرم من الجهة الغربية والزاوية الشمالية الغربية ويوجد نقش كبير لرئيس عمال الملك رمسيس الثاني منقوش على الصخر أمام الهرم الثاني لخفرع مكتوب اسمه فيه ويدعي «ماي».
الوضع الحالي للهرم الثالث
في حديثه حول الأهرامات وصف الرحالة عبد اللطيف البغدادي هرم منكاوو رع في كتابه "رحلة عبد اللطيف البغدادي" قائلاً: "..وأما الثالث فينقمص عنهما بنحو الربع لكنه مبني بحجارة الصوان الأحمر المنقط الشديد الصلابة ولا يؤثر فيه الحديد إلا في الزمن الطويل وتجده صغيرا بالقياس إلى عينيك فإذا قربت منه وأفردته بالنظر هالك مرآه وحسر الطواف عند تأمله".
يذكر أن في القرن الـ ١٢ الميلادي حاول الملك العزيز عثمان ابن يوسف نجل ووريث صلاح الدين الأيوبي هدم الهرم الثالث ولكنه فشل وأحدث به تلك الفجوة الكبيرة فى الواجهة الشمالية له.
أما عن الوضع الراهن للهرم الثالث فتبدوا الكتل الجرانيتية والتي سقطت من كساء هرم منكاورع متناثرة في عشوائية مفرطة وسط أكوام من الرديم وتغطي جميع أضلاع الهرم الثالث وترتفع لعدة أمتار مما يعوق حركة السائحين والراغبين في التجول حول قاعدة هرم منكاورع بسهوله، والتي كانت عائقا كبيرا في عدم رسم خريطة مساحية دقيقة لأضلاع الهرم وزواياه، وعدم الكشف عن أي حفر لمراكب جنائزية تخص منكاورع مثل خوفو وخفرع وعدم الكشف عن طريق بناء الهرم.
حفائر سابقة
يذكر أن هذا المشروع الذي يستهدف اكتشاف آثار ومراكب منكاورع لم يكن في الحقيقة هو الأول من نوعه فقد سبقه حفائر عديدة عملت بها بعثات كثيرة ومن أهم البعثات التي عملت في المجموعة الهرمية لمنكاورع، حفائر بعثات هوارد فايز وبرنج سنة 1837م، وحفائر جورج رايزنر 1910-1906م، حفائر المجلس الأعلى للآثار أعوام 1996م ، 2004 م، و2009م .
ففي عام 1837م قام هوارد فايز بالحفائر العلمية داخل الهرم واكتشف تابوته الرائع المصنوع من حجر البازلت والمزين بأشكال واجهات القصر الملكي وأراد نقله إلى انجلترا في سفينة كان يطلق عليها بياتركس ولكنها غرقت أمام سواحل أسبانيا بالتابوت فى عام ١٨٣٨م، واكتشف أيضا داخل الهرم تابوت خشبي عليه اسم منكاورع وداخله بقايا هيكل عظمي حاليا بالمتحف البريطاني واعتقد وقتها أنه اكتشف بقايا مومياء منكاورع ولكن أثبتت عملية التأريخ بالكربون ١٤ المشع أن هذا التابوت الخشبي يرجع لعصر للأسر ة ٢٦ حوالي ٦٠٠ قبل الميلاد.
في 1906 - 1910م بعثة هارفارد الأمريكية بقيادة جورج ريزنر استطاعت الكشف عن معبد الوادي واكتشف "ريزنر" داخله المجموعة الرائعة من تماثيل منكاورع ومنها تلك المعروضة بالمتحف المصري ومنها كذلك تمثال ضخم من حجر الألبستر وأهمهم بالطبع تمثال له وزوجته خع مرر نبتي الثانية والمعروض حاليا في متحف بوسطن فى أمريكا.
وقام الدكتور عبدالعزيز صالح بالحفائر العلمية حول الطريق الصاعد للملك منكاورع واكتشف ورشة كبيرة لصناعة الألبستر بها كتل ضخمة مازالت كما كانت عندما نقلها المصري القديم من محاجر حتنوب في المنيا للهرم لتستخدم فى نحت تماثيل و أواني وقطع أخرى للملك منكاورع.
وفي عام 1996م وأثناء اعمال تنقيب فى الجهة الجنوبية من آلهرم الثالث تم الكشف عن تمثال مزدوج للملك رمسيس الثاني مع الاله رع حور اختي منحوت من احدي الكتل الجرانيت للهرم الثالث ونظرا لأنه حدث شرخ في التمثال فتركه عمال رمسيس الثاني في مكانه حتى تم اكتشافه.
كما كشف الأثري كمال وحيد في عام ٢٠٠٨م عن تمثال غير مكتمل النحت للملك منكاورع شمال الهرم الثالث مصنوع من حجر الكوارتز ملقي بجوار سور المجموعة الهرمية مما يؤكد ما سبق من أن بناء الهرم لم يكتمل في عصر منكاورع ولا شبسسكاف.
وفي عام 2009 بدأ المجلس الأعلى للآثار برئاسة الدكتور زاهي حواس بتطوير المنطقة المحيطة بالهرم الثالث وتم الكشف عن تمثال غير مكتمل النحت.
فضلا عن المجس الذي حفر شمال الهرم الثالث عام 2009 للكشف عن القاعدة الصخرية حول الهرم.
المجس السابق والذي تبلغ أبعاده حوالي 5م 5 xم في عمق يصل لحوالي 2م، وتم ردمه في آخر الموسم.
واستكمل المجلس الأعلي للآثار الحفائر المصرية في الجنوب شرق الهرم الثالث في مواسم 2018و2019م.
كما قام بالتنقيب أمام الهرم الثالث دكتور على حسن وكشف عن بقايا المنحدرات التي استخدمت في تشييد الهرم الثالث لرفع كتل الاحجار مازالت موجودة أمام الواجهة الشمالية للهرم ولم يتم إزالتها مما يؤكد أيضا أن الهرم لم يكتمل بنائه.
كما يشير إلى أن الهرم الثالث بالجيزة والمنطقة المحيطة أيضا لم ينل الحظ الكافي من الدراسات العلمية اللازمة والناتجة عن الحفائر العلمية.
أهداف المشروع المقترح
أما عن الأهداف الحقيقية والواضحة لمشروع ترميم هرم «منكاورع» فتتلخص في توثيق ودراسة وتصنيف وإعادة تنظيم الكتل الجرانيتية التي تمثل أجزاء من كساء هرم منكاورع، في أضلاع الهرم الأربعة، كل في جهته.
وكذلك يستهدف المشروع إجراء حفائر علمية للكشف عن المداميك السفلية من هرم منكاورع، والتي قد كشفت حفائر ومجسات الهرم الثالث عام 2009 عن مدماكين في الضلع الشمالي للهرم الثالث كما يستهدف المشروع الكشف عن الرصيف الصخري حول هرم منكاورع، حيث يعد هو الهرم الوحيد من بين أهرام الجيزة الثالثة الكبار الذي لم يتم الكشف عن ما حوله حتى الآن، والبحث عن حفر المراكب الجنائزية للملك منكاورع فضلا عن عمل خريطة مساحية دقيقة موضح عليها أركان الهرم الأربعة بعد الكشف عنهم لأول مرة ويضاف عليها كل العناصر التي سيتم إكتشافها في المشروع.
وفي النهاية سيقوم المشروع بدراسة إمكانية ترميم وإعادة تركيب بعض كتل الكساء الجرانيتي المتساقطة قديما والمطابقة للمقاسات وعمل خريطة بها قبل إعادة تركيبها.
خطة العمل
أما عن خطة العمل المقترحة للمشروع فتنقسم إلى خمسة مراحل رئيسية تتمثل المرحلة الأولى في توثيق ودراسة وتصنيف الكتل الجرانيتية التي تمثل أجزء من كساء الضلع الشمالي لهرم منكاورع والمتناثرة أسفل الضلع الشمالي، والتي قد تم من قبل تجميع بعضها بعشوائية شديدة في كومتين كبيرتين في الجزئين الشمالي الغربي، والشمالي الشرقي على يمين ويسار الزائر الراغب في دخول هرم منكاورع حاليًا، وهذا ما سيتم البدء بإعادة رصه وتصنيفه بعد دراسته وتوثيقة، . وخطتنا في تصنيف وتجميع وترتيب الكتل الجرانيتية التي مازالت تحتفظ بزاوية الميل الأصلية لكساء الهرم والتي ما تزال بحالة جيدة، ثم في الجزء الأوسط ترتيب الكتل التي أعيد استخدامها في عصور لاحقة، ولا تزال تحتفظ بزاوية ميل كساء الهرم أو جزء منه، ثم في الجزء الثالث ترتيب الكتل الأصغر والتي لا تضم آثار لزاية ميل الكساء.
أما المرحلة الثانية فتشمل توثيق الكتل الجرانيتية المتناثرة في الجوانب الأربعة للهرم الثالث في مكانها، ورسمها وتصويرها، ورسم خريطة مساحية ثلاثية الأبعاد للجوانب الأربعة للهرم الثالث بأجهزة المسح الراداري ثلاثية الأبعاد "ليزر سكان"، وذلك قبل نقل أي حجر من مكانه، وقبل إجراء حفائر علمية، على أن تبدأ هذه المرحلة بالضلع الشمالي، ثم الغربي، ثم الجنوبي، ثم الشرقي، وسيتم تجميع وترتيب أحجار كل ضلع في جهته.
بينما تشمل مرحلة الثالثة إجراء حفائر علمية لنقل وإزالة طبقات الرديم الأثرية حول قاعدة وأضلاع الهرم الثالث الأربعة حتي يتمكن القائمين على المشروع من الوصول إلى الرصيف الحجري للهرم مثل الموجود في الهرم الأول والثاني.
بينما تتمثل المرحلة الرابعة في عمل خريطة مساحية كاملة لأول مرة بعد ظهور الزوايا الأربعة للهرم وإضافة أي عنصر جديد تظهره الحفائر العلمية.
أما المرحلة الخامسة والأخيرة فبعد دراسة وتصنيف الكتل الجرانيتية، وكذا دراسة مقاسات الكتل الجرانيتية والجيرية من المداميك الأولي للهرم والموجودة في مكانها الأصلي سيتم البدأ في دراسة إعادة الترميم المعماري لبعض الكتل التي تتطابق مقاساتها في كساء الهرم وذلك بعد عرض الموضوع على اللجنة المختصة، مع مراعاة الإشتراطات البنائية والإنشائية اللازمة، وسوف يستغرق المشروع من 4 - 3 سنوات.
النتائج المتوقعة من المشروع
أما عن النتائج المتوقعة للمشروع فتبدأ في أن يكون شكل هرم منكاورع والمنطقة المحيطة به أجمل وأكثر تنسيقا، بعد ترتيب وتجميع ورص الكتل الحجرية المبعثرة حول أضلاع الهرم، ويؤدي ذلك إلى سهولة التجول حول الهرم بعد الكشف عن القاعدة الصخرية حوله كذلك تحديد المراحل الزمنية التي يعود إليها الرديم الذي يغطى أضلاع الهرم الثالث.
كما أن الكشف عن القاعدة الصخرية حول هرم منكاورع للمرة الأولى، يقع ضمن النتائج المتوقعة للمشروع وهو ما يلقي الضوء حول معرفة كيفية بناء الهرم الثالث فضلاً عن الكشف عن امتداد جزء من المحاجر شمال غرب هرم منكاورع، والتي يعود تاريخها لعهد منكاورع.
ويؤدي المشروع للكشف عن أجزاء من المجموعة الهرمية لمنكاورع مثل مراكب منكاورع، فقد عثر للملك خوفو على مركبين، وثالث حفر لمراكب أخرى، وعثر للملك خفرع على 5 حفر مراكب، وعلى حفرة مركب لإثنين من ملكات خوفو، وكذلك عثر على حفرة مركب للملكة خنتكاوس.
ويزيد المشروع أيضامن احتمالية الكشف عن بقايا أجزاء من المجموعة الهرمية لمنكاورع مثل بقايا السور المحيط بمجموعته فضلا عن اكتشاف المزيد من اللقى الأثرية أثناء حفر كميات الرديم الهائلة حول هرم منكاورع، فقد عُثر على تمثال مزدوج من الجرانيت، يعود للدولة الحديثة في حفائر المجلس الأعلى للآثار عام 1996م، كما عُثر على تمثال آخر من الحجر أثناء حفائر 2009م ، حول الهرم الثالث وعلى تميمة للمعبود بس تعود للعصر المتأخر.
آراء المتخصصين
وبعد أن سردنا التفاصيل الحقيقية لمشروع ترميم هرم منكاورع توجهنا لإستطلاع آراء بعض المتخصصين د. غريب سنبل الرئيس السابق للإدارة المركزية لصيانة وترميم الآثار بالمجلس الأعلى للآثار يؤكد أن أى بناء سواء كان أثريا أو حديثا له أهداف مشيرا إلى المباني الحديثة والتى تبنى بالطوب الأحمر أو حتى الأحجار الجيرية في بعض المناطق الصحراوية يتم كسائها بطبقة لياسة أو محارة بمادة الأسمنت بهدف حماية المبنى إعطائه عمر أطول بالإضافة إلى أن كثير من الناس حسب حالتهم المادية يجودون ذلك بإضافة دهانات حديثة تضيف عمر أطول إلى جانب زيادة فى جمال المبنى.
أما المباني الأثرية وخاصة في فترة الفراعنة فكانوا يهتمون أكثر بمتانة بنيان مقابرهم لإعتقادهم بالحياة الأبدية حيث كانوا يكسون مقابرهم في بعض الأحيان بحسب حالتهم الاقتصادية فتارة يكسونها بالصخور النارية مثل الجرانيت وتارة أخرى ينقرونها في الصخر إمعانا في قوتها ومتانتها مؤكدا أن الهدف الأساسي من كسوة الأهرامات هو المحافظة على البنيان الأساسي المشيد من الحجر الجيري بأحجارا أكثر صلابة ومقاومة من أحجار البناء الأصلية.
كساء الهرم الثالث
ويوضح خبير الآثار د. منصور بريك أن إعادة كساء الهرم بالكتل الجرانيتية والتى توجد حوله من الجهة الغربية والشمالية هي فكرة تحتاج إلى دراسة كبيرة ومطوله ومن الصعب تحقيقها خاصة إذا ما لاحظنا أن الكساء الخارجي للهرم منكاورع والذي مازالت أحجاره باقية حتى الآن على واجهة الهرم الشمالية لم تنته الأعمال بها حيث ترك المصري القديم أغلبها دون صقل أو تسوية مثل تلك الموجودة حول مدخل الهرم.. كما أن أغلب أحجار الجرانيت الموجودة حول الهرم مازالت كما جلبها المصري القديم من محاجر أسوان كتل كبيرة غير مستوية وغير مشذبة بزاوية ميل الهرم حتى نؤكد أنها متساقطة من الكساء الخارجي للهرم بل أغلبها مثل تلك الكتل التى كشف عنها الدكتور عبدالعزيز صالح فى ورشة الألباستر بجوار الطريق الصاعد لمنكاورع.
كما أنه - والكلام لا يزال على لسان د. منصور بريك - يجب الأخذ في الإعتبار حالة أحجار جسم الهرم نفسه حاليا وما مر بها من عوامل تعرية مختلفة لأكثر من ٤٥٠٠ عام.
مراكب منكاورع
أما عن محاولة الكشف عن مراكب الشمس الخاصة بالملك منكاورع فيؤكد "بُريك" أنه ليس ضد ذلك مشيرا إلى أن مراكب الشمس طبقًا للديانة المصرية القديمة كانت من أهم العناصر التي كانت تكون المجموعة الهرمية والتي تتكون من العناصر التالية، الميناء، معبد الوادي، الطريق الصاعد، المعبد الجنائزي، الهرم نفسه، مراكب الشمس، الهرم الجانبي، المدينة الهرمية، والعدد المثالي الذي يجب أن تكون عليه حفرات المراكب حول الهرم هو 5 حفرات، مع العلم بأنه ليس إلزاميًا أن يكون بجوار الهرم 5 مراكب، حيث لا توجد هذه التجربة سوى في هرم خوفو وهرم خا إف رع.