درنة التى ابتلعها البحر فعليا..جرف الفيضان بيوتها البيضاء(هوية المدينة) جرف المبانى والطرق والناس..أكثر من ٥ آلاف غرقوا فى البحر،وأضعافهم فقدوا !!..
مأساة درنة ليست فقط»عاصفة دانيال»..مرت العاصفة بداية على اليونان وقبرص وبلغاريا، دون أن تخلف مأساة درنة، التى انهارت سدودها بسبب السيول..سدود متهالكة حذر الباحثون والخبراء من خطورة أوضاعها..فى العام الماضى حذرت جامعة»سبها»الليبية من سوء أحوال السدود فى درنة وخطورتها!!..لكن المدينة حوصرت دائما بالخراب!!
سنوات من الإرهاب تحت سيطرة داعش (إعدام ميداني، جلد علني، انتهاكات عنيفة للمدينة)..وطوال عامين من الحصار والصراع، استطاع الجيش الوطنى بقيادة اللواء»حفتر» من السيطرة على درنة،وانتزاع بنغازى ومدن شرق ليبيا من الدواعش..
عشر سنوات من الإنقسام والصراع والتناحر منذ٢٠١١،انتهت الى تقسيم ليبيا!!..دولة لديها حكومتان (حكومة بالشرق )و(حكومة بالغرب)!!يعنى مؤسسات سياسية وأمنية وعسكرية وإقتصادية منقسمة..صراع وخراب وانهيارات..
حكومة الشرق، وسط صراعاتها العنيفة فى مواجهة الإرهاب،لم تمتلك آليات حكومية، ولا خزانة حكومية،لصيانة البنى التحتية وصيانة السدود وصيانة الطرق وصيانة المدينة..وطبعا غير مسموح لحكومة الغرب بالتدخل،أو مد يد العون..صراع محتدم ومتناحر ضاعف المشاكل وعمق المآسى ..ولا سبيل لاستعادة ليبيا سوى وحدتها ،حكومة موحدة وجيش واحد وخزانة عامة واحدة، ودولة واحدة قادرة على مواجهة العواصف والأعاصير .