«إدراك التهديد» أولى خطوات تحديث التسليح

الرؤية.. الرئيس واجه أصعب الاختبارات وقاد البلاد لـ«بر الأمان»

الرئيس واجه أصعب الاختبارات
الرئيس واجه أصعب الاختبارات

فكر جديد للخطوط الدفاعية.. و«سرت - الجفرة» علامة فى تاريخ العسكرية

فى الوقت الذى كانت فيه أمواج الإرهاب العاتية تضرب بقوة لإسقاط الدولة المصرية وتحاصرها داخليًا وخارجيًا وتستهدف أمنها القومى من الاتجاهات الاستراتيجية الأربعة نجح الرئيس عبد الفتاح السيسى باقتدار فى أن يضع ويطبق استراتيجيات أمنية وعسكرية قاد بها الأمة المصرية نحو بر الأمان..

تلك الاستراتيجيات العسكرية والأمنية، التى تم العمل بها لحماية هذا الوطن لم تكن وليدة الصدفة، بل هى نتاج عمل وعلم واستطلاع كاشف ودقيق للأوضاع الأمنية والسياسية والعسكرية فى المنطقة والعالم خلال السنوات الماضية.. نجح الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مواجهة أصعب الاختبارات العسكرية والأمنية وتطوير القوات المسلحة المصرية والنجاح فى حسم معركة الإرهاب داخليًا والقضاء على بنيته التحتية بل وتطبيق استراتيجيات عسكرية وأمنية جديدة بوضع خطوط دفاعية حمراء خارج حدود الدولة المصرية لحماية أمنها القومى والتحذير من الاقتراب منها.

الإرهاب المحتمل

البداية كانت من مشهد إدراك الرئيس عبد الفتاح السيسى للتحديات والتهديدات، التى ستواجه الدولة مستقبلاً، وكانت تلك نقطة الانطلاق لبناء استراتيجيات المواجهة فى المجال الأمنى والعسكرى..

الرئيس السيسى كان واضحًا بشدة وعند العودة إلى خطاب 3 يوليو 2013 الذى طالب فيه الرئيس المصريين لمنحه تفويض مواجهة «الإرهاب المحتمل»، وتلك كانت نقطة بداية قوية للغاية لأن الخطاب جاء بعد سقوط نظام الإخوان عقب ثورة 30 يونيو وكانت جملة «الإرهاب المحتمل» هى جملة جديدة على مسامع المصريين وقد لا يكونون أدركوا معناها بشكل كبير، فالمخاطر والتهديدات الأمنية على مصر وقتها لم تكن واضحة بصورة كاملة كما هى الآن ولكن الحس الوطنى والأمنى لدى المصريين جعلهم يستشعرون الخطر القادم، وكانت تلك اللحظة نقطة فارقة بين الرئيس السيسى والشعب المصري.

وبدون مجاملة يمكن أن نقول إن هذا الخطاب فى 3 يوليو أظهر مدى تلاحم الشعب مع الرئيس السيسى الذى طلب التفويض وحصل عليه من خلال خروج الملايين لتأييده رغم أنه لم يفصح سوى عن جملة واحدة وهى مواجهة «الإرهاب المحتمل»، وكان ذلك أحد أسرار القوة التى تحرك من منطلقها الرئيس السيسى فى مسيرته بالعمل الوطنى والأمنى والعسكرى، خاصة بعد الدعم الشعبى الكبير، الذى خرج متفهما لجملة «الإرهاب المحتمل» وهو أمر أعتقد أنه لم يأخذ حقه فى التحليل حتى الآن رغم مرور سنوات عديدة.

رؤية مستقبلية

بدأ الرئيس السيسى فى الإعداد والتجهيز لمرحلة ما بعد إدراك وتحديد التهديدات، وعلم أن التهديدات لن تكون قاصرة فقط على الداخل المصرى، ولكن سيأتى الكثير منها من خارج مصر وعمل الرئيس السيسى على وضع استراتيجيات عسكرية وأمنية لمواجهة الإرهاب الذى سيحاول تهديد أمن مصر، وهنا كانت نقطة البداية لتحديث منظومات التسليح المصرية وتزويدها بمختلف الأسلحة لتتمكن القوات المسلحة من المواجهة والعمل خارج الحدود لمسافات كبيرة ولأزمنة طويلة.

وشاهدنا بعد ذلك قطعا بحرية ضخمة مثل حاملتى المروحيات ميسترال «جمال عبد الناصر» و»أنور السادات» والفرقاطات على مختلف أنواعها وطائرات الرافال الفرنسية وطائرات الميج 29.

ولا يخفى على أحد أن تحديث منظومات التسليح كان له العديد من العقبات أولها هى توفير التمويل، ويحسب للشعب المصرى أنه رغم الصعوبات الاقتصادية وقتها إلا أنه تم العمل على توفير التمويل لشراء منظومات التسليح الحديثة مع اختلاف أنواعها، وكانت العقبة الثانية هى تفهم الدول المصنعة للسلاح على اختلاف توجهاتها للاحتياجات المصرية، ومعلوم أن بيع الأسلحة لدول فى الشرق الأوسط هو أمر غير سهل، لكن العسكرية المصرية وقيادتها السياسية المحترفة نجحت فى تنويع منظومات التسليح وتعدد مصادرها دون الاصطدام مع أحد سواء من داخل الإقليم أو من خارج الإقليم، وأيضًا يُحسب للرئيس السيسى الاهتمام بالتصنيع العسكرى، ففى الوقت الذى تم الاتفاق فيه على شراء بعض الأسلحة تم الاتفاق على عقود تصنيع محلية داخل مصر لاستعادة دور مصر فى تصنيع السلاح ومنها على سبيل المثال وليس الحصر تصنيع فرقاطات «جويند» الفرنسية ولانشات القوات البحرية والتصنيع..

ما يكشف عن قوة الفكر الاستراتيجى للرئيس السيسى هو حرصه على الاسراع فى تطوير منظومات التسليح داخل القوات المسلحة وبحسبة بسيطة يمكن أن نتدارك حجم فاتورة التسليح لو تم شراء تلك الأسلحة خلال الوقت الراهن مع تضاعف قيمة الدولار مقابل الجنيه.

من المشاهد المهمة أيضًا، التى بعثت الطمأنينة فى نفوس المصريين وتحسب للرئيس السيسى هو إنجاز عقود صفقات منظومات التسليح فى زمن قياسى وتوريد تلك المنظومات فى فترات زمنية قصيرة وتوقيع بعض العقود فى مصر.

التدريب المحترف

حرص الرئيس على  استيعاب المقاتل المصرى لجميع منظومات التسليح الحديثة، وأن يتم ذلك فى زمن قياسى والدليل على ذلك أن كل الأسلحة، التى تم التعاقد عليها ظهرت خلال المناورات والتدريبات المصرية الكبرى، وظهور تلك الأسلحة فى المناورات  الضخمة بالذخيرة الحية هو دليل عملى على استيعاب تلك الأسلحة بمختلف منظوماتها.

«سرت - الجفرة»

من المشاهد المهمة فى الفكر الاستراتيجى العسكرى للرئيس السيسي، التى سيقف أمامها التاريخ العسكرى طويلاً هو المشهد الذى تحدث فيه السيسى خلال تفقده للمنطقة الغربية العسكرية منذ عامين وتحذيره من أن تجاوز مدينة سرت وقاعدة الجفرة الجوية الليبية يعتبر بمثابة «خط أحمر» وأمن مصر القومى.