خلطة الإبهار.. فى «السياحة والآثار»

للرئيس السيسى السياحة والآثار
للرئيس السيسى السياحة والآثار

محمد اسبتان -  محمد زهير

أدرك المصريون منذ اللحظة الأولى التى منحوا فيها ثقتهم للرئيس السيسى أن الرجل قادر على إحياء وهج الحضارة، وتحويل مصر إلى قبلة سياحية تفتح أبوابها أمام العالم. 

تبنت الدولة المصرية رؤية استراتيجية لتعزيز ريادة مصر كواحدة من أفضل الوجهات السياحية العالمية، بوصفها ركيزة أساسية للاقتصاد القومي، من خلال ما تمتلكه من موارد ومقومات وطبيعية وبشرية وأثرية غنية ومتنوعة، وإرث حضارى فريد، حيث سخرت كل الإمكانات للاستغلال الأمثل لتلك الموارد، وتوفير بنية تحتية وخدمية متميزة ومتطورة لزيادة القدرة التنافسية لمصر، وتشجيع فرص الاستثمار ورفع كفاءة العنصر البشرى واستخدام أساليب التكنولوجيا الحديثة، مع تطبيق أفضل السبل للترويج والتنشيط السياحى محليا ودوليا لجذب أكبر عدد من السائحين من مختلف الأسواق، وتشجيع السياحة الداخلية وزيادة الوعى السياحي.

التنافسية

تقدمت مصر 18 مركزا فى مؤشر تنافسية السياحة والسفر فى الفترة من 2015 وحتى 2019، كما نجحت السياحة فى تحقيق معدل إيرادات بلغ 12.6 مليار دولار فى عام «2018 - 2019» بعدما كانت الإيرادات فى عام «2013 - 2014» أكثر من 5 مليارات دولار فقط، وهو الأمر الذى انعكس إيجابيا على الانطباع العالمى للسياحة المصرية، التى لاقت إشادات دولية واسعة وفى مقدمتها البنك الدولي، الذى أكد أن قطاع السياحة يعد أحد المحركات الرئيسية لنمو الاقتصاد المصري.

الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية أعلن اختيار مصر كأول دولة يقوم بزيارتها خارج أوروبا منذ أزمة فيروس كورونا، كما أكدت مجلة «travel inside» أن مصر الأولى عالميا بين الوجهات السياحية الأكثر طلبا خلال الفترة الحالية، لتتفوق بذلك على العديد من المقاصد السياحية الأخرى كجزر المالديف وجزر الكاريبي، كما أكد المجلس العالمى للسفر والسياحة، حصول مصر على خاتم السفر الآمن، فضلا عن اختيار موقع «tripadvisor»- الذى يعتبر أكبر منصة للسفر فى العالم- مدينة الإسكندرية أحد أفضل الوجهات السياحية الرائجة على مستوى العالم، حيث جاءت فى المركز 23 عالميا.

المتحف الكبير

عند افتتاحه، لن يكون المتحف الكبير فى هضبة الجيزة عند سفح الأهرام هو درة تاج متاحف مصر فحسب، بل سيكون من أكبر المتاحف وأكثرها حداثة وشهرة فى العالم بأسره، وأكثرها جذباً للمهتمين بالحضارة المصرية وعلم المصريات.

وقد تم الاحتفال بوضع حجر أساس المتحف فى بداية عام 2002، وفى العام التالى تم منح العقد الرئيسى لتصميم المتحف المصرى الكبير لشركة الهندسة المعمارية الإيرلندية Heneghan Peng، لكن وفقاً للحكومة المصرية، فقد ساهم فريق عمل مكون من 300 شخص و13 شركة دولية من 6 دول مختلفة فى مرحلة تصميم المشروع.

وتم تقدير التكلفة الأصلية لبناء المتحف المصرى الكبير بنحو 500 مليون دولار، إلا أنه بسبب التأخر فى بدء الإنشاءات وتطبيق عدد من التغييرات والإضافات إلى المشروع، وبعض العوامل الأخرى وعدم الاستقرار السياسى فى تلك المرحلة، كل ذلك دفع التكلفة النهائية للمشروع لأن تصل إلى أكثر من مليار دولار أمريكي.

وعند افتتاح المتحف المصرى الكبير، ستضم قاعات عرضه الضخمة نحو 100ألف قطعة أثرية، بينها 5 آلاف قطعة من مقبرة الملك الشهير توت عنخ آمون، بما فى ذلك 2000 قطعة تعرض لأول مرة من مجموعة الملك الذهبي. وسيضم المتحف الجديد، الذى تبلغ مساحته 500 ألف متر مربع أكبر مجموعة من الآثار والتحف.

ومن المتوقع أن يستقبل المتحف المصرى الكبير نحو 15 الف زائر يومياً، ما يعادل ثلاثة أضعاف عدد الأشخاص الذين يزورون المتحف المصرى فى ميدان التحرير. فمن المتوقع أن يجذب المتحف أكثر من 5 ملايين زائر سنوياً، أما موقع المتحف الجديد على مسافة 2 كيلو متر فقط من أهرام الجيزة سوف يسهل إلى حد كبير على السياح الانتقال بين المكانين ويساهم فى تخفيف الازدحام المرورى فى كل من القاهرة والجيزة.

نظمت الحكومة حفلا كبيرا بمناسبة افتتاح المتحف القومى للحضارة المصرية، ونقل 22 مومياء ملكية من مكان عرضها بالمتحف المصرى بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم بالمتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط، وحضر الرئيس السيسى حفل الافتتاح واستقبل المومياوات الملكية، فى مشهد تاريخى أبهر جميع دول العالم، وأظهر قدرة الدولة المصرية فى تنظيم فعاليات كبيرة وضخمة تساهم بشكل كبير فى الترويج للسياحة الثقافية المصرية.

احتفالية الأقصر

يعد مشروع تطوير محافظة الأقصر من أكبر وأضخم المشروعات القومية، التى تشهده المنطقة الأثرية بمصر العليا فى منطقة الجنوب، حيث قامت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع كل أجهزة الدولة المصرية، لإخراج حدث كبير يساهم بشكل كبير فى تطوير المشهد السياحى والحضارى لمصر فى جميع انحاء دول العالم.. يعد مشروع إحياء طريق الكباش الفرعونى أحد أهم المشروعات الداعمة للحركة السياحية، حيث يُعد من أقدم المسارات المصرية القديمة، حيث يبلغ طوله 2700 متر، ويصطف على جانبيه نحو 1300 كبش، بين الواحد والآخر مسافة 4 أمتار، ويتيح للسائحين رؤية التماثيل المتراصّة والانطلاق من «معبد الأقصر» إلى «معبد الكرنك» لمشاهدتها والتقاط الصور التذكارية، ونشرها عبر مواقع التواصل المختلفة، لتكون بمثابة دعاية لعاصمة الحضارة الإنسانية فى العالم.

متحف شرم

هو أول مُتْحَف للآثار المِصريّة بشرم الشيخ الشهيرة عالميا بالسياحة الشاطئية، ومركز إشعاع ثقافى وحضارى وملتقى للحضارات الإنسانية، وإضافة ملموسة للسياحة الواعدة بالمدينة.