كل يوم

مواليد الكومباوند

مياده المعتز شاكر
مياده المعتز شاكر

يشغلنى أحيانا سكان المجمعات السكنية المغلقة المعروفة بالكومباوند، رغم مميزات الكومباوند من هدوء و رفاهية و أمان و خدمات ، إلا أننى لا يسعنى أن اتجاهل عيوب هذا المجتمع ..

 الجيل الذى ولد فى الكومباوند تعود أن يجد كل شيء بمتناول يده؛ وكل من حوله يشبهه ولا يختلف عنه كثيرا ..

 الجميع لديهم نمط حياه متشابه يتريضون صباحا على سبيل المثال ثم يذهبون الى النادى داخل الكومباوند، ويتنزهون فى حدائقه ومطاعمه ويتسوقون من المركز التجارى بداخله .. ولا يعبأون بم يحدث خارجه بل ربما لا يعلمون عنه شيئا .

ماذا يحدث عندما يضطر طفل الكومباوند الى دخول جامعة عامة أو قضاء أمر ما فى مصلحة حكومية أو العمل فيما بعد عملا يضطره الى الاحتكاك بطبقات الشعب المختلفه ..

وكيف أن اضطر ان يعمل فى منصب عام ينظر في مصالح الناس لا يعلم كيف عاشوا وكيف قضوا حياتهم وسط الأسواق العامة والمناطق الشعبية والمواصلات و الازدحام وغيرها من وسائل الحياة مختلفة المعاناة بين الطبقات ..

ما الخبرات التى اكتسبها وهو بداخل صندوق زجاجى ينظر للعالم بنظارة الكومباوند؟

بالطبع جميعنا نريد لأولادنا حياة أفضل من حياتنا ونتمنى أن نوفر لهم جميع سبل الرفاهيه والأمان وأن نبعدهم عن تلوث الحياه و شرورها.

ولكن يوما ما سيضطرون الى مجابهة الحياة فلا مانع من بعض الاحتكاك، فى ظل الأبوين؛ ليصطحب الأب ابنه مثلا عند تصليح سيارته أو لزيارة بعض الأقارب فى منطقة شعبية أو للتسوق من الأسواق العامة؛ لاننا لن نستطيع ان نبقيهم بداخل الصندوق الزجاجى الى الأبد .

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي