إنها مصر

مصر تسعنا جميعاً

كرم جبر
كرم جبر

«مصر تسعنا جميعاً»، بلا إقصاء ولا إبعاد ولا قوائم سوداء، وإنما احتواء الجميع تحت مظلة الوطن، إلا من تلوثت أيديهم بالدماء، وعقولهم بالإرهاب والعنف، وأكد الرئيس مبدأً مهماً هو أننا جميعاً وطنيون ومصريون، وأسقط معايير التشكيك فى الوطنية، إلا لمن حمل السلاح ضد وطنه ومواطنيه، وأجرى الرئيس بهدوء وثقة صلحاً شاملاً بين كل فئات المجتمع، فى أعقاب مطالبات ثأرية، وانضوى الجميع تحت عباءة الوطن، إلا من أراد الخروج.

>>>

لكل وقت أذان، وزمان كنا نشاهد طلبة الجامعة فى أفلام أبيض وأسود، يرتدون البدلة كاملة، حتى لو كانت فقيرة، والكرافت والشنبات والأحذية اللامعة، مصففى الشعر وحليقى الذقن.

بنات أمس شبه نادية لطفى وزبيدة ثروت وفاتن حمامة، هوانم، رقة وذوق وشياكة، واستايل مصرى أصيل يوحى بالروعة وعنوانه «الست دى مصرية».
>>>

أصبح الموبايل شيطاناً فى أيدى البعض، إذا صدمت سيارة مواطن ودمه يسيل، التفوا حوله ليس لإنقاذه ولكن لتصويره بالموبايل و«شير»، ولا تطمئن وأنت تتحدث مع صديق أو غريب، لأنه بالتأكيد يسجل كلامك، وإذا دخلت أى مكان تجد الجميع منشغلين عن الحديث والتواصل، باللعب فى الموبايل، ويقولون إن الموبايل سيكون أكثر شفقة ورحمة من الاكتشافات القادمة، ونحلف بحياته «فين أيام الموبايل»!

>>>

لا يستطيع أحد أن يزايد على المصريين فى تدينهم، وفى الاقتداء بالشريعة الإسلامية فى مناحى الحياة وقوانين الدولة وتشريعاتها، وهذا هو معنى أن الإسلام دين ودولة، أما أن يتسلل المتطرفون تحت عباءة الدعوة، ليحكموا بأنفسهم ويوظفوا الإسلام لاقتناص السلطة، فهذا هو مكمن الخراب، ويتناقض مع مبدأ المساواة بين المصريين، لأن تيارات معينة تحتكر الدين وتستحوذ على الحكم، فتكون النتيجة هى الفتاوى العنيفة والدموية التى تستبيح القتل والتكفير، وتقسيم أبناء الوطن الواحد إلى مؤمنين وروابضة ومسلمين وكفار كما فعلها الإخوان .

الإخوان الذين وصلوا للحكم فوق عربة الديمقراطية، حاولوا حرقها بمن فيها بعد أن قفزوا منها، وأشاعوا فى قلوب وعقول المصريين ممارسات السيف والجلاد فى عصور التخلف والرجعية، فثاروا عليهم وأنقذوا وطنهم، قبل أن يدخل نفقاً مظلماً لا خروج منه ولا فرار، وأصبح طريقهم الآمن إلى المستقبل هو درء المخاطر، وأن ينضوى جميع المصريين، تحت مظلة الدولة الوطنية القوية التى تحقق العدل والمساواة لجميع أبنائها.