«صبابة الإصباح» قصة قصيرة للكاتب محمود قنديل

محمود قنديل
محمود قنديل

لا صدى لصوتي

لصداكِ صوت صلصلة السيوف في ميادين تلاشت .

- أسمعتَ صمتي؟

صمتكِ يسبق سنابك الضوء المخبأ في عمق الليالي .

- أتذكر صياحي؟

صياحٌ سافرٌ سائس يفضح الطرقات والعربات ومحط الانتظار .

- كنتُ أنشد صفحًا .

صفحٌ صادقٌ سابح ضد عربدة القرود في أرض طهور .

- قلتَ لي مرة إن لصياحي صدحًا.

صدحٌ صادعٌ ساحر لا يطرب قطعان الخنازير.

- كان وجهكَ مثل صبحٍ مشرق.

صبحٌ صابحٌ ساخر ينادي ميعاد المجيء.

-  كنتَ صابرًا .

على صراخ الصبية صوب أسوار البناية، وأشلاء الصغار .

- رأيتُه بعيني، كان صرحًا.

صرحٌ تخشاه الزلازل، ويهابه الإعصار .

- كنتَ تحفظه في صدرك .

صدرٌ جازعٌ من صقور الأرض، ودواب المكان.

- أشهد بصدقه.

صدقٌ يصد الريح، ويحتضن الشراع.

- وكان صاعقة.

تصعق المخالب والأظافر، وسواعد الشيطان.

- أكان واصلًا ؟

واصلًا كان يستنطق الصوامت، ويسامر السحائب، ويسلك الصبابة، ويصادق الإصباح.