فى حوار معها نشرته «آخرساعة» عام 1970.. سائحة سويدية تشيد بجمال وذكاء بنات مصر

آنّا فى جولة نيلية بمركب شراعىِ
آنّا فى جولة نيلية بمركب شراعىِ

■ كتب: أحمد الجمَّال

قبل نحو 53 عامًا التقى الكاتب الصحفي الراحل طارق فودة، سائحة من السويد جاءت للعمل فى مصر.. التقاها ثلاث مرات وأجرى معها حوارًا عن أوضاع النساء فى بلادها، وعن رأيها فى القاهرة وفى بنات مصر، وقد عبرت عن إعجابها بالنيل وبالمصريين، خصوصا بنات مصر، حيث وصفتهن بأنهن فاتنات ويتمتعن بالذكاء.. نص الحوار نعيد نشره فى السطور التالية بتصرف محدود:

ماذا تقول السائحة القادمة من السويد.. من أقصى الشمال عن صيف القاهرة؟ وما رأيها فى البنت المصرية؟ وكيف تبدو الحياة على ضفاف النيل فى عيونها؟ إنها واحدة من مئات العيون الزائرة التى تجيء إلى القاهرة كل يوم، وقد قالت: «أعتقد أننى سأحب القاهرة».

ومضت بنا السيارة مسرعة حول الجزيرة ثم تعدتها إلى الجيزة فى طريقها إلى الأهرام.. كانت آتيكا بييرتين.. أو (آنّا) كما أطلقت على نفسها تتحدث كثيرًا عن استكهولم وواشنطن والقاهرة.. هذه العواصم الثلاث هى وحدها التى قُدر لها أن تعيش فيها خلال السنوات الثمانى الأخيرة.. استكهولم، عاصمة السويد التى وصلت إليها قادمة من مدينة أصغر نوعًا ما.. واشنطن التى وصلتها لتعمل سكرتيرة هناك لمدة ثلاث سنوات، والقاهرة، التى وصلتها أخيرًا حيث أصبحت مقر عملها الجديد.

وهذه أهم ملاحظاتها: النيل.. رائع، والناس، غاية فى الرقة، أما الحر فلا يجعلنى أنام جيدًا لكننى سأتغلب عليه.

◄ اقرأ أيضًا | دلافين ترضع صغارها تحت الماء تجذب السياح إلى شواطئ الغردقة

وكان لقاء مع آنا.. ولقاء آخر.. وثالثاً.. وخلال اللقاءات الثلاثة استطعتُ أن أستشف روح فتاة سويدية فى الثالثة أو الرابعة والعشرين من العمر، رحلت بين أكبر دولتين متقدمتين فى عصرنا الحديث، قادمة إلى القاهرة.. قلب الحضارة ومنبعهاـ كما أطلقت عليها هى  استطعت أن أستشف كل ما تحس به هنا بعيدًا عن استكهولم.. وسألتها عن الزواج، فقالت: لا أعلم.. لكننى لا شك سأتزوج الرجل الذى أحب أن أنجب منه أطفالًا، لأننى لا أريد أن يكون لى أطفال بلا أب.. أريد أسرة متكاملة.

◄ وماذا عن أفكار الناس عن بنات السويد؟
ـ أفكار الناس عن بنات السويد أشبه بإشاعة تنتشر.. بنت السويد حرة، لكنها ليست منحلة.. تصنع ما تريد، لكنها تعرف ما تصنع.

◄ ومساواة المرأة مع الرجل؟
ـ لا يمكن أن تكون هناك مساواة كاملة، فالرجل بحكم طبيعته يختلف عن المرأة.. فالمرأة تحمل وتلد وتربي، والرجل لا يحمل ولا يلد ولا يربي، ومن هنا كان فوق كتف المرأة شيء اسمه البيت.. إذن لا يمكن أن تقوم مساواة.. المرأة عندما تحمل، يجب أن تحصل على إجازة، وعندما تلد لا تستطيع أن تخرج، وعندما تربى يكون البيت أكثر إلزامًا لها.. من هنا، كانت المرأة غير مساوية للرجل حتى فى حقوقها فى البرلمانات ولا فى المنظمات العمَّالية ولا فى أى شيء، فهناك شيء اسمه «ربة البيت».

◄ وهل هناك مساواة اجتماعية؟
ـ طبعًا لن نقبل أن يتزوج الرجل امرأة أخرى وأنا له زوجة.

◄ قرأت فى صحيفة إنجليزية أخيرًا استفتاءً عن إمكانية قيام الزوجة بتنظيف حذاء زوجها..
ـ إذا لزم الأمر، بمعنى إذا كان زوجى يعمل وكنت أنا لا أعمل، أو أعمل أقل منه، ولدىّ الوقت فأنا أنظف حذاء زوجى وأقوم بكل واجباتى نحوه.. وأنا أعتبر هذا أيضًا مساواة اجتماعية.

■■■

وفى اللقاء الثالث، كانت آنّا قد عاشت فعلًا فترة بين ربوعنا.. فسألتها عن رأيها فى قريناتها من بنات مصر، فأجابت:
ـ أعتقد أن الفتاة المصرية ذكية جدًا وهى جميلة، بل فاتنة، ولكنها إلى حد ما مهضومة الحقوق.. أعلم أن القوانين المصرية تطوَّرت جدًا، ولصالح المرأة، ولكنها لا تزال مهضومة الحقوق شيئًا ما. إن المرأة فى بلادكم بحاجة إلى أن تخرج وأن تعيش.. جميل أنها تتعلم، لكن الأجمل أنها يجب أن تشعر بحريتها فى حدود مسئوليتها، وبعيدًا عن قيود التقاليد القديمة.
(«آخرساعة» 1 يوليو 1970)