الأب يوأنس لحظى جيد السكرتير الشخصى السابق لبابا روما فى حوار خاص:تشرفت بالعمل مع قداسة البابا فرنسيس

زيارة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أسفرت عن وثيقة الأخوة

الأب يوأنس لحظى خلال حواره مع «الأخبار»
الأب يوأنس لحظى خلال حواره مع «الأخبار»

فى حوار خاص مع الأب يوأنس لحظى جيد - رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإخوة الإنسانية والسكرتير الشخصى السابق لبابا روما بدأ أثناء توقيعه برتوكولا مع وزارة التضامن الاجتماعى لإنشاء سلسلة مطاعم الأخوة الإنسانية فى مصر تقدم وجبات غذائية متكاملة للأشخاص غير القادرين، وعائلاتهم، بطريقة تحفظ كرامتهم تم التنسيق لإجراء حوار مع ابن مدينة طهطا الذى اختير للعمل مع قداسة البابا فرنسيس بابا روما كسكرتير خاص له كأول شرقى بالتاريخ يعين فى هذا المنصب استعرض تاريخه المشرف وأجمل الذكريات التى عاشها فقال.. من أجمل الذكريات على قلبى زيارة الرئيس السيسى بعد انتخابه لقداسة البابا فرانسيس وكذلك زيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الأولى فى التاريخ لقداسة البابا فرنسيس بعد سنوات من تجمد العلاقات بين الأزهر والفاتيكان وزيارة بابا روما لمصر وبالطبع زيارة قداسة البابا لمصر فى عام ٢٠١٧.. وإلى نص الحوار:

بداية كيف وصلتم للعمل فى الفاتيكان؟
بعد رسامتى الكهنوتية فى عام ٢٠٠١ قامت كنيستى القبطية الكاثوليكية بإرسالى لروما للتخصص فى القانون ولدخول الأكاديمية الدبلوماسية التابعة للفاتيكان. وبعد الحصول على الدكتوراة فى القانونى الكنسى التحقت بالسلك الدبلوماسى الفاتيكانى وتم تعيينى فى دولة الكونجو والجابون من ٢٠٠٧ وحتى ٢٠١٠ حيث انتقلت للعمل بسفارة الفاتيكان فى العراق والأردن. ثم تم استدعائى للعمل بوزارة الخارجية بالفاتيكان وطلب منى فى سنة ٢٠١١ تأسيس قسم اللغة العربية وفى سنة ٢٠١٤ طلب منى قداسة البابا فرنسيس القيام بمهام سكرتيره الشخصى فتشرفت بالقيام بهذه الخدمة حتى سنة ٢٠٢٠.


ذكرياتك مع قداسة البابا فرنسيس ؟ وهل أنت أول مصرى يعمل كسكرتير شخصى لبابا روما ؟
تشرفت بالعمل بجوار قداسة البابا فرنسيس لأكثر من ست سنوات كأول شرقى بالتاريخ يعين فى هذا المنصب وتعلمت فى مدرسة قداسته يوميا العديد من الأمور التى أحاول وضعها فى خدمة وطنى والمنطقة والحوار المسيحى الإسلامى. ومن أجمل الذكريات التى عشتها هى زيارة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى لقداسة البابا فى أول زيارة لفخامته بعد انتخابه، وزيارة قداسة البابا تواضروس الثانى للفاتيكان ومصاحبتى لقداسته طيلة فترة زيارته، وكذا زيارة فضيلة الأمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب الأولى فى التاريخ لقداسة البابا فرنسيس بعد سنوات من تجمد العلاقات بين الأزهر والفاتيكان. وبالطبع زيارة قداسة البابا لمصر فى عام ٢٠١٧ برغم الظروف الأمنية التى كانت تمر بها البلاد. وكلها لحظات لا يمكن أن تنسى لأنى رأيت فيها مدى محبة قداسة البابا لمصر وشعبها ومدى تقدير مصر وشعبها لقداسته.
 رأيك فى التقارب بين كرسى مار مرقس الرسول والقديس بطرس؟
إن عكس التقارب والحوار والمشاركة هو التباعد والنفور والجفاء وقداسة البابا فرنسيس يقول دائما: «إما ثقافة الحوار أو وحشة التباعد. فإما أن نبنى معا المستقبل وإلا فلن يكون هناك مستقبل». والتقارب بين كرسى القديس بطرس والقديس مرقس هو أمر رائع ومهم لكلا الكنيستين وهو قبل كل شىء تنفيذا لصلاة ولرغبة السيد المسيح فى أن نكون واحدا فيؤمن العالم بأننا تلاميذه. وقد ساهم فى هذا التقارب شخصية قداسة البابا تواضروس المنفتحة على الآخر والمؤمنة بتعاليم السيد المسيح التى تقوم على المحبة والتسامح والتعاون وشخصية قداسة البابا فرنسيس المتواضعة والمنفتحة على كافة المبادرات التى تعالج وتشفى جراح التباعد وعدم الوحدة.


 وهل كان هناك خلاف فى الماضى؟
يعلمنا تاريخ الكنيسة أن التباعد بين الكنيستين بدأ بعد مجمع خلقديونيا لأسباب عقائدية وسياسية وتاريخية وأن التقارب قد بدأ بعد المجمع الفاتيكانى الثانى ١٩٦٩ وتأسيس مجمع الحوار المسكونى بين جميع الكنائس وكذا الزيارة التاريخية التى قام بها قداسة البابا شنودة للفاتيكان والتقائها بقداسة البابا بولس السادس وتوقيع وثيقة مشتركة حول طبيعة السيد المسيح. وكذلك زيارة قداسة يوحنا بولس الثانى لمصر سنة ٢٠٠٠ وزيارة قداسة البابا تواضروس للفاتيكان سنة ٢٠١٣ وزيارة البابا فرنسيس لمصر سنة ٢٠١٧ وزيارة قداسة البابا تواضروس الأخيرة للفاتيكان مايو ٢٠٢٣.
وقد ساهمت اللقاءات والزيارات فى تقريب المسافات والتأسيس لأهمية التقارب بين كنيستى المسيح فى روما والتى أسسها القديس بطرس، وفى مصر والتى أسسها تلميذه القديس مرقس.


آخر أخبار الحوار بين الأزهر والفاتيكان؟
بعد زيارة فضيلة الإمام الأكبر للفاتيكان تم استئناف الحوار بين الجانبين وهو حوار مستمر ويقوم على تبادل الزيارات ومناقشة كافة أوجه التعاون من أجل مجابهة كافة التحديات والصعوبات والتأسيس لمبادئ المواطنة والحرية الدينية والاحترام المتبادل بين اتباع الأديان.


وتقييمك لوثيقة الأخوة الإنسانية؟
تشرفت بالمشاركة فى حفل توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بأبو ظبى يوم ٤ فبراير ٢٠١٩ من قبل قداسة البابا فرنسيس وفضيلة الأمام الأكبر فى خطوة تاريخية غيرت تاريخ العلاقات بين العالم الإسلامى والمسيحى وأسست لمرحلة جديدة تقوم على الالتقاء فى المشترك والعمل معا لخدمة الإنسانية. وقد تشرفت بأن أطلق على موقع الأزهر الشريف، بعد توقيع الوثيقة، لقب «مهندس الحوار المسيحى الإسلامى» وأشكر الله على انه سمح لى بالعيش والمساهمة فى توقيع هذه الوثيقة التاريخية والتى نسعى خاصة فى مصر ومن خلال مؤسسة الأخوة الإنسانية لترجمة مبادئها إلى أعمال خير ملموسة تخدم جميع الفئات بلا تفرقة ولاسيما الفئات والأشخاص الأكثر احتياجا
 ما أهم المجالات الاجتماعية التى تعمل فيها الكنيسة الكاثوليكية فى العالم ومنها مصر ؟
تشتهر الكنيسة الكاثوليكية بعملها المكثف فى خدمة المجتمع وليس من الغريب اشتهار المدارس والمستشفيات ومراكز الخدمة الكاثوليكية فى كل العالم وفى مصر وسعى الجميع للانضمام لها والاستفادة من خدماتها التى تقدم للجميع بدون أى تفرقة.


 لماذا تم اختيار مصر لإقامة أول مستشفى متخصص للأمومة والطفولة فى الشرق الأوسط ؟
تعمل مؤسسة الأخوة الإنسانية حاليا على تنفيذ عدد من المبادرات الخيرية ويُعد مشروع مستشفى البامبينو جيزو للأمومة والطفولة من أهم هذه المشروعات لكونه المستشفى الأول فى العالم خارج إيطاليا بهذا الاسم وتحت الاشراف الكامل لمستشفى البامبينو جيزو التابعة للفاتيكان والتى تعد من أهم المستشفيات المتخصصة فى مجال الأمراض الوراثية والنادرة ونقل الأعضاء


تقييمك للعمل الأهلى فى مصر وسياسة وزارة التضامن فى التعامل مع الجمعيات والمؤسسات الأهلية؟
عمل أكثر من رائع وليس بالغريب على أرض مصر الطيبة من إخراج الآلاف من الهيئات والمؤسسات الخيرية التى تعمل على رفع المعاناة عن كاهل أبناء الوطن وتتشرف مؤسسة الأخوة الإنسانية بالمشاركة فى هذه السيمفونية الإنسانية والتى تتم تحت إشراف وزارة التضامن وكافة الجهات الحكومية الأخرى فى لحن يعكس أصالة هذا الوطن ونبل وكرم أبنائه.

وقد رأينا كيف تعمل وزارة التضامن الاجتماعى بلا كلل على تنفيذ العديد من المبادرات ومشاركة قطاع العمل الأهلى فى برامج العدالة الاجتماعية، للحد من الفقر وتحسين مستوى المعيشة والوصول لحياة كريمة للمواطن المصرى تنفيذًا لأهداف التنمية المستدامة ولخطة مصر 2030 والتى من ضمن أهدافها تقديم حلول ناجعة وعملية لمجابهة وتقليل نسبة الجوع فى مصر. ولا يسعنا إلا شكر فخامة الرئيس على اهتمامه الكبير والملموس بالعمل الاجتماعى وشكر معالى وزيرة التضامن الدكتورة نفين القباج على عملها المستمر على دعم كافة المشروعات والهيئات التى تعمل على رفع المعاناة عن أبناء الوطن.