القليل من الدول يتحمل مسؤولية النازحين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قد يعطى الكثير من السياسيين ووسائل الإعلام ذات النفوذ الانطباع بأن الدول الغنية، تقوم بما يكفى ويزيد لمساعدة الفارين من الحرب والاضطهاد. لكن فى الواقع فإن الدول الغنية، تتقاعس عن تقاسم المسؤولية، وحماية الأشخاص الذين فروا من أوطانهم بحثاً عن الأمن والأمان. وايضا عن الاتفاق على نظام عادل لحماية هؤلاء الأشخاص وبدلاً من ذلك، فإن البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط تقدم أكثر بكثير من نصيبها العادل فى تقاسم المسؤولية: حيث يعيش 84٪ من اللاجئين فى الدول النامية.

الآن تحرص العديد من الدول الغنية على وضع السياسات التى تمنع الأشخاص من طلب اللجوء، وإيجاد طرق لمنع الناس من الوصول إليها بالمرة، بينما تلقى بالعبء على البلدان المجاورة لتوفير الحماية للفارين. وتضطر هذه السياسات التقييدية، النساء والرجال والأطفال للقيام برحلات خطرة برية وبحرية، تعرض حياتهم للخطر، وزيادة أرباح المهربين والمتاجرين بالبشر.

فهناك أكثر من مليون لاجئ، معرضون لخطر العنف، ولديهم احتياجات طبية خاصة، أو لأسباب أخرى مستضعفون بشكل خاص، ويجب إعادة توطينهم بصورة عاجلة، فى بلد يمكنهم فيه إعادة بناء حياتهم. ومع ذلك، فقد خفضت الدول الغنية بشكل كبير أماكن إعادة التوطين، حيث ساعدت 31 دولة فقط اللاجئين حتى منتصف عام 2017، مقارنة بـ 37 دولة فى العام السابق.

لبنان، الذى يبلغ عدد سكانه 6.8 مليون نسمة، يستضيف حاليًا ما يقدر بنحو 1.5 مليون لاجئ من سوريا.. بالإضافة إلى مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين، فهناك لاجئ واحد من كل أربعة أشخاص. ونتيجة لتدهور الظروف السياسية والاقتصادية فى لبنان فإن أكثر من 50٪ من السكان يعيشون تحت خط الفقر. ويعيش 83٪ من اللاجئين السوريين فى فقر مدقع.

كما استضافت تركيا ما يقرب من 3.8 مليون لاجئ، وهو أكبر عدد من جموع اللاجئين فى جميع أنحاء العالم، تليها أوغندا «1.5 مليون»، وباكستان «1.5 مليون» وألمانيا «1.3 مليون». واستضافت كولومبيا 1.8 مليون من الفنزويليين المهجرين خارج وطنهم.

وفى حين، لم تستقبل العديد من الدول الغنية عددا كبيرا من اللاجئين وهى تبذل كل ما فى وسعها لمنع اللاجئين من القدوم إلى بلادهم. فاليابان لديها ثالث أكبر اقتصاد فى العالم ويبلغ عدد سكانها 126 مليون نسمة. ومع ذلك، فقد استقبلت 1، 107 لاجئين فقط فى السنوات العشر الماضية وتتشابه معها كوريا الجنوبية. دول الخليج استقبلت عددًا كبيرًا من السوريين كعمالة مهاجرة، لكن لم يتم منحهم صفة لاجئ..

على الرغم من أن الاتحاد الأوروبى ككل استقبل عددًا كبيرًا من اللاجئين فإن عددًا قليلاً من دول مثل ألمانيا والسويد تحمل مسؤولية استقبال اللاجئين بينما لم تستقبل دول مثل بولندا عددا يذكر ومع ذلك باستثناء بلغاريا تلقت جميع دول أوروبا الشرقية الأخرى أقل من 0.04٪ من اللاجئين عام 2022. فقد استقبلت هذه البلدان عددًا كبيرًا من اللاجئين الأوكرانيين عام 2022.

فيما تريد بريطانيا أن ترسل اللاجئين إلى دولة ثالثة، مثل رواندا ورغم ان هذا المشروع تم الطعن به أمام القضاء، فإن لدى الحكومة أيضاً مشروعا لمنع المهاجرين الواصلين بشكل غير شرعى من طلب اللجوء فى بريطانيا وتسهيل اعتقالهم وإبعادهم.

وقد وثقت منظمة العفو الدولية أن السلطات اليونانية تلاحق بشكل متزايد طالبى اللجوء للعودة إلى الحدود فيما يسمى بـ «عمليات الصد»، كما رفضت اليونان السماح لعدد كبير من طالبى اللجوء بمغادرة الجزر اليونانية حيث يعيشون فى مخيمات مكتظة فى ظروف إنسانية مروعة.

بعد ان قامت روسيا بغزو أوكرانيا، واضطر ملايين الأوكرانيين إلى الفرار وعبروا الحدود للبلدان المجاورة، فتحت الدول التى كانت ترفض استقبال لاجئين حدودها امام اللاجئين الاوكرانيين مثل بولندا والمجر وسلوفاكيا، وأصبحت أكبر البلدان المستقبلة للأوكرانيين.. وهو مايشير إلى سياسة التمييز التى تواجه اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا فى أوروبا.